أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس في رام الله أن بلاده مستعدة "لبذل كل ما في وسعها" لتشجيع عملية السلام إذا ما طلب الإسرائيليون والفلسطينيون مساعدتها.
وقال اردوغان في ختام لقاء مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس "ابلغنا الطرفين اللذين نقيم معهما علاقات ممتازة، بأننا على استعداد تام لبذل كل ما في وسعنا للمساهمة في السلام". وأضاف خلال مؤتمر صحافي مشترك "يعود للطرفين أن يحددا نوع المساعدة التي يمكننا تقديمها وسنقوم بذلك".
ورأى اردوغان ردا على سؤال أن "إسرائيل" لن تعارض مثل هذا الدور التركي، مؤكدا أن نظيره الإسرائيلي ارييل شارون قال له خلال لقائهما أمس الأول في القدس إن تركيا يمكنها أن "تلعب دورا مهما في جهود السلام".
من جهته، قال رئيس السلطة الفلسطينية إن "لتركيا دورا تلعبه في عملية السلام لما لها من أهمية إقليمية ودولية". وتابع "نطالب بدور تركي سياسي واقتصادي". وقال إن العلاقات الجيدة التي تربط تركيا بـ "إسرائيل" والفلسطينيين تسمح لها بلعب "دور الوسيط النزيه" بين الطرفين. وأضاف "لماذا لا نبدأ مفاوضات برعاية تركيا؟ أتصور أن تركيا يمكنها أن تلعب دورا مهما وأساسيا وتصل إلى نتيجة".
من جانبه قال وزير الخارجية الإسرائيلي سيلفان شالوم للإذاعة الإسرائيلية العامة "نقول لتركيا وروسيا ودول أخرى إن الطريق بين القدس ورام الله "مقر السلطة الفلسطينية" يحتاج إلى ثلاثين دقيقة ومن الممكن بذلك أن نلتقي من دون الذهاب إلى الخارج".
وفي موضوع آخر، أعلنت حركة "حماس" رسميا أمس مشاركتها في انتخابات ستة مجالس بلدية من أصل تسعة ضمن المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية في قطاع غزة المقررة في الخامس من الشهر الجاري تحمل اسم "التغيير والإصلاح".
وفي موضوع آخر، أعلن وزير الشئون الخارجية الفلسطيني ناصر القدوة، أن الحكومة ستحيل اليوم في جلستها الأسبوعية، قانون السلك الدبلوماسي إلى المجلس التشريعي، تمهيدا لمناقشته وإقراره.
وأوضح أن اجتماعا موسعا للسفراء في الخارج، سيبدأ الأربعاء المقبل في رام الله في الضفة الغربية، ويستمر لمدة يومين، لمناقشة آليات وأدوات تفعيل السلك الدبلوماسي وتطويره، وفقا للمتغيرات الإقليمية والدولية وبما ينسجم مع الاحتياجات.
إلى ذلك، أعلنت "سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي مسئوليتها عن قصف مستوطنة "اسديروت" بثلاثة صواريخ من طراز "قدس2"، وذلك ردا على جرائم الاحتلال وخصوصا جريمة اغتيال القائد في "السرايا" شفيق عبدالغني صباح أمس في قرية صيدا في طولكرم.
وكانت مصادر أمنية إسرائيلية كشفت أمس عن مقتل أحد جنود جيش الاحتلال خلال العملية العسكرية التي نفذتها قواته فجرا في منطقة بلدة صيدا، في طولكرم، والتي أسفرت عن استشهاد شفيق عوني عبدالغني "35 عاما" من حركة الجهاد الإسلامي وكان مطاردا للاشتباه بتورطه في العملية التي استهدفت ملهى "ستييج" في تل أبيب.
وقال ناطق عسكري إسرائيلي إن جنديا إسرائيليا آخر أصيب خلال العملية العسكرية في البلدة وتم نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج. ودعت "الجهاد" إلى ضرورة عقد اجتماع بين الفصائل والسلطة للبحث في الخروقات الإسرائيلية المستمرة.
وإسرائيليا، قدم وزير ما يسمى جاليات المهجر والقدس، ناتان شيرانسكي، استقالته من حكومة شارون، أمس، على خلفية معارضته لخطة الانفصال وسلم شيرانسكي كتاب استقالته إلى رئيس الحكومة، لينضم إلى مجموعة من وزراء اليمين الذين أقيلوا أو استقالوا من الحكومة بسبب الخطة ذاتها.
واشنطن - محمد دلبح
تؤكد مصادر مطلعة في الكونغرس أن بوش مصمم على حصول رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على مساعدة مالية نقدية خلال زيارته لواشنطن التي من المتوقع أن تتم في الأسبوع الأخير من شهر مايو/أيار الجاري. وتضيف هذه المصادر أنه ليس من المهم أن تكون المساعدة المالية النقدية من الحكومة الأميركية بل قد تكون من أطراف عربية أخرى. إذ كان بوش طلب من ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خلال مباحثاتهما الاثنين الماضي المساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة وشمال الضفة الغربية التي قالت الحكومة الإسرائيلية إنها ستسحب قوات احتلالها منها، وتقديم مساعدات مالية إلى السلطة الفلسطينية حتى تستطيع مواجهة حركة "حماس" في الانتخابات المقبلة. ويقول مسئولون أميركيون إن بوش ملتزم بإنجاح خطة الانسحاب من أجل كسب الدعم الأوروبي والعربي لجهود حكومته لما تسميه "دمقرطة الشرق الأوسط" واستقرار احتلالها للعراق.
وأقرت الإدارة الأميركية بالتقدم الذي تحرزه السلطة الفلسطينية خلال اجتماع بين وزير خارجية إسبانيا ميغيل موراتينوس في واشنطن مع كل من مستشار الرئيس الأميركي للأمن القومي ستيفن هادلي، ونائبه إليوت أبرامز ومساعد وزير الخارجية الأميركي للشرق الأوسط ديفيد ويلش في أعقاب زيارة الأخيرين لفلسطين المحتلة أخيرا. وانتقد موارتينوس "إسرائيل" بشدة لعدم التزامها بتفاهمات قمة شرم الشيخ، وتساءل عما إذا كانت حكومة بوش ستقدم لرئيس السلطة الفلسطينية ضمانات بشأن القضايا الأساسية مثل مقايضة الأراضي وأن تكون القدس عاصمة لدولتين. ورد هادلي بالقول إن "أي مراقب جاد للرسائل المتبادلة بين بوش وشارون في إبريل/ نيسان 2004 يستطيع أن يرى أن الضمانات التي أعطيت للفلسطينيين هي أكثر بكثير مما أعطي للإسرائيليين"، وأضاف أن إعطاء عباس ضمانات في الوقت الذي لن يحصل فيه شارون على شيء - في زيارته التي قام بها إلى الولايات المتحدة في الحادي عشر من إبريل الماضي - "ستنسف مجمل العملية". وقال هادلي إن الأكثر أهمية الآن هو البدء في عملية خطة الفصل الإسرائيلية من غزة "التي ستكون الدفعة الأولى المقدمة على طريق إقامة دولة فلسطينية"
العدد 970 - الإثنين 02 مايو 2005م الموافق 23 ربيع الاول 1426هـ