العدد 976 - الأحد 08 مايو 2005م الموافق 29 ربيع الاول 1426هـ

البناء: نقد الحكومة في أخطائها ومباركة إيجابياتها

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

قناعتي أن الوضع الاقتصادي في البحرين لن يتغير مادامت الشفافية في غيبوبة تامة. الاكتفاء بالديكورية في محاسبة المسئولين وبالتستر سيزيد من ضياع اقتصادنا. أنا مؤمن إيمانا مطلقا أنه ما لم يقم تحديث سياسي يجب ألا نطمح بتحديث اقتصادي. الرقابة مازالت فلكلورية ومازال هناك تستر على أي مفسد.

اليابان لم تتقدم حتى اعترفت بأخطائها، سنغافورة كذلك. ليس معنى ذلك أنه لا توجد سلبيات حتى على مستوى الفساد في هذه الدول، ولكن الفرق أنهم بدأوا "يمشون صح". نحن في البحرين إلى الآن لم نر فاسدا قدم إلى المحاكم. إلى الآن الشفافية متلكئة تعاني من سلحفائية المشي إن لم تكن كسيحة وهذه مدعاة إلى الإحباط.

ذكرت سابقا أن التنمية يجب أن يستفيد منها الجميع، رئيس النواب الظهراني يقول "كثير من الأمور سيست من قبل المعارضة"، هذا كلام جميل، ولكن لم يرنا الظهراني المواقع التي لم يتم تسييسها طوال فترة البرلمان، لم أر نقدا واحدا من الظهراني - الرئيس المنتخب من الشعب - إلى الحكومة. هل يعقل أن تكون حكومة البحرين بلا أخطاء؟

أنا مقتنع أن هناك إيجابيات في حكومة البحرين، وطالما ركزنا من مقتضى الانصاف والتوازن على هذه الإيجابيات، ولكن هل يعقل ألا توجد سلبيات. هناك خطأ ارتكب طيلة السنين الماضية، أنهم قلة، أولئك الذين قالوا في أذن السلطة ولو همسا إن هناك أخطاء ينبغي تفاديها حتى لا نقع في احتقانات أو تكون على حساب التنمية، أو... إلخ. قد يبرر ذلك في السابق لوجود حال طوارئ غير معلنة أو لغياب الدستور وتعطيل غالبية مواده أو... إلخ، ولكن الآن الحياة تغيرت على مستوى العالم والمنطقة فضلا عن وضعنا الحالي، يجب أن نوصل الصوت المتوازن المصلح إلى الحكومة، ومخطئ من يعتقد أن ذلك خطأ. الحديث يقول: "خير الإخوان من أهدى إلي عيوبي".

لا توجد حكومة في العالم ليبرالية أو ماركسية أو ثيوقراطية ليست لها أخطاء. ومن يحب الحكومة يجب أن ينتصر لإيجابياتها وينتقد سلبياتها باعتدال.

كنت أتمنى من الظهراني وهو رئيس السلطة التشريعية أن يجهر بنقد الحكومة في الأخطاء ويجهر لها في الإيجابيات.

في العلوم الحديثة يركز اليوم على النقد الذاتي، وهو النقد من أجل البناء، وهنا يأتي دور البرلمان في ذلك. أتمنى من رئيس البرلمان أن يبحث في موضوعات مهمة، مثل: 1- رواتب الموظفين في الوزارات والقطاع الخاص، 2- حالات الفقر في القرى وبعض المدن، 3- التوظيف تحت الطاولات، كما يحدث في عدة وزارات.

لعل الظهراني يقول هذه عموميات وكلام إنشائي، وأنا أتفق معه في ذلك وبودي لو يشكل لجنة برلمانية لدراسة كل هذه الأسئلة ليقرأ الواقع من اللجنة ذاتها، ولكن بشرط ألا يتم وضع شروط مقيدة كالتي وضعت للجنة التجنيس.

أعتقد أن الظهراني رأى بأم عينيه وهو ذات يوم دخل مجلس العموم البريطاني، كيف كانت تدار الديمقراطية هناك، أقول: رأى بأم العين هذه الأيام كيف تدار الانتخابات في بريطانيا، وكيف تمت العملية الديمقراطية بكل سلاسة.

نحن عندما نوضح أخطاء الحكومة فإننا بذلك نرشدها إلى مواقع ربما هي غافلة عنها وهذا هو جوهر الديمقراطية، ان توصل صوتك بكل وطنية وبأسلوب سلمي رزين إلى الحكومة. المكياج البرلماني أو مساحيق الصحافة لم تخدم أية دولة عربية، والدليل بعد مرور 50 عاما من قيام غالبية الدول العربية مازلنا متأخرين على مستوى الاقتصاد والسياسة والتعليم والصحة والبيئة. بعد مرور 35 سنة من قيام الدولة في البحرين للتو بدأنا نزرع "شبكات مجاري" في قرانا، في الوقت الذي يفكر فيه الغرب بغزو المريخ في العام .2010

تتنافس دول شرق آسيا التي برزت بعدنا بسنين في مستوى الدخل السنوي الذي بدأ يفيض على المواطن، ونحن إلى الآن نناقش في الألفية الثالثة في التصدق علينا بالبونس. خطأ الحكومة في البحرين طيلة هذه الأعوام أنها فكرت في بعض مواقع العاصمة وأهملت القرى والمدن البعيدة عن عيون السياح، ولكنا لو ذهبنا لأي ريف في بريطانيا لن نجد فرقا بينه وبين العاصمة.

أتمنى أن تكون الملفات التي طرحت في البرلمان لم يمسها التسييس بشيء

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 976 - الأحد 08 مايو 2005م الموافق 29 ربيع الاول 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً