العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ

سلمان: نرفض سياسة الغرف المظلمة في التعامل مع القضايا الوطنية

خطب الجمعة: الجودر يندد بالإساءة للقرآن والقطان يحمل على "منتديات الفتن"

تطرق خطباء الجمعة أمس إلى مجموعة من الموضوعات الهامة على الساحتين المحلية والدولية، ففي الوقت الذي ندد فيه خطيب جامع طارق بن زياد بالمحرق الشيخ صلاح الجودر بتدنيس القرآن في معتقل غوانتنامو، شن خطيب مركز جامع أحمد الفاتح الإسلامي بالمنامة الشيخ عدنان القطان حملة على منتديات الفتن، وركز الشيخ عيسى قاسم في خطبته بجامع الإمام الصادق "ع" بالدراز على مفهومي الحق والطمع السياسي، فيما جدد رئيس جمعية الوفاق الوطني الرسلامية الشيخ علي سلمان رفض القوى الوطنية لمقترح قانون الإرهاب.

الشيخ عيسى قاسم

قارن الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس بجامع الإمام الصادق"ع" بالدراز بين مفهومي الحق والطمع السياسي، وأشار إلى وجود فرق كبير بين المفهومين، وقال إن "المطالبات القائمة في الساحة المتعلقة بالملفات المطروحة هي مطالب سياسية وليست من باب المطامع السياسية في شيء"، مقدرا تفهم الحكومة للاعتصام الدستوري الأسبوع الماضي.

وأشار قاسم إلى الفروق بين مفهومي الحق والطمع السياسي، الأمر الذي يستدعي عدم الخلط بينهما، إذ قال: "هناك فرق بين الحق والطمع، والمطالبة بالحقوق، وبين السعي وراء الأطماع. الحقوق - والكلام على المستوى الوضعي - مطالب يقرها القانون في ذمة طرف لطرف آخر. والأطماع السياسية رغبات ومطالب تتجاوز حدود القانون بغض النظر عن كونه عادلا أو ظالما، وتستهدف احتلال مواقع الآخر ولو بالقوة. وإذا اختلف الحق السياسي عن الطمع السياسي فلابد أن يختلف رد الفعل أمام المطالبة بالحق عن رد الفعل أمام السعي إلى تحقيق الطمع السياسي".

وأضاف قاسم قائلا: "المطالبات القائمة في الساحة المتعلقة بالملفات المطروحة هي مطالب سياسية وليست من باب المطامع السياسية في شيء. وكأن الموقف الأخير للحكومة من الاعتصام الدستوري قد تفهم المسألة، وتعامل مع القضية التعامل مع المطالبة بالحق لا التعامل مع السعي إلى تحقيق الطمع السياسي".

وأكد أن التعديلات الدستورية تمثل ضرورة وطنية "وهي مطلب يدخل في باب الحقوق، ويؤكده الميثاق، ويؤكده الدستور أي دستور، وتؤكده الأعراف السياسية، وكل ذلك بعد تأكيدات الدين الحنيف. وهو مطلب متفق عليه، ولم تبق جبهة من الجبهات الملحوظة تقريبا والتي تملك وزنا ملحوظا في الساحة إلا وهي تقف مع التعديلات الدستورية، وهذه التعديلات صارت تمثل ضرورة وطنية".

وفي رد غير مباشر على تصريح وزيرة الشئون الاجتماعية فاطمة البلوشي والذي أعقب تنظيم التحالف الرباعي للاعتصام الدستوري، إذ أكدت البلوشي حينها أن المسيرات والاعتصامات ليست هي المكان المناسب للتعديل الدستوري. قال قاسم إن هذا الحديث يحمل المغالطة والتشويش بقوله: "إن المسيرات الاعتصامات والأنشطة الأخرى السلمية ليست آليات تعديل في نفسها، ولكنها مطالبات بالتعديل والفرق واضح، والخلط من بعض الوزارات أو الأقلام فيه مغالطة وتشويش إعلامي على الحقيقة".

وفي شأن آخر امتدح قاسم المقال الذي كتبه المستشار الإعلامي السعودي جمال خاشقجي، والذي دعا فيه إلى منح المرجع السيدعلي السيستاني جائزة الملك فيصل التي تعد من أهم الجوائز في المملكة العربية السعودية، وذلك تقديرا لدور السيستاني في الحفاظ على الوحدة الوطنية في العراق. وقال قاسم في هذا السياق: "لقد وقف المرجع الديني السيدالسيستاني سدا دون اقتتال الاخوة من المسلمين من المذهبين الكريمين، ودون تمزق الأمة خدمة للإسلام والمسلمين. وهذا ما دعا قلم الصحافي جمال خاشقجي أن يعجب بالموقف العظيم، ولقد كان في قلمه وعي وإنصاف. ويسأل المرء لماذا تنصف رجالاتنا أقلام أجنبية كتوماس فريدمان وتمنع روح الشتات والفرقة والعصبية في الأمة أن تنطق أقلام لنا بالإنصاف إذا كان الموقف العظيم من أهل مذهب آخر".

وأضاف قاسم قائلا: "وكلام الصحافي السعودي جمال فيه تربية للأجيال على الموضوعية، وفيه شجاعة، وهو بادرة من بوادر الساحة الإسلامية التي تصلح أن تكون بداية لانعطافة في إنصاف الخطاب، وفي موضوعية الخطاب. والمواقف من مثل موقف السيدالسيستاني والقلم من مثل أقلام جمال مواقف وأقلام تحتاجها الأمة أيما حاجة".

الشيخ عدنان القطان

وحمل خطيب مركز جامع أحمد الفاتح الإسلامي بالمنامة الشيخ عدنان القطان بشدة على بعض المنتديات الفضائية والإلكترونية التي تزرع الفتن "إن أمور الناس وشئونهم لا تستقيم إلا بالحق وقول الصدق وكسو العدل، فإن كانت الأمة ثروتها من ذلك كبيرة، سبقت سبقا بعيدا وإن كانت غير ذلك سقطت في هوة لا قرار لها من التهريج والتخبط والادعاء والهزل مما لا يغني فتيلا ولا يهدي سبيلا".

وأضاف "أن المجتمع الصالح لا يبنى إلا بمحاربة الظنون وطرح الريب وضرب الشائعات، فالحقائق وحدها هي التي يجب أن تسود وتغلب، يقال ذلك وقد يسر الله لهذا العصر ما يسر من التقنية الحديثة وغيرها من وسائط الاتصال والإعلام، وإنها وسائل خير لأهل الخير توفر الأوقات وتقصر المسافات، وتستخدم في الصالحات والنافعات، وتوظف في الدعوة إلى الله وصلة الرحم والاتصال بالأخيار والتثقيف ومواعيد الخير وحسن استغلال الأوقات، إن خيرها غير منكور لمن وفق في حسن استخدامها".

واستدرك القطان قائلا: "مع كل هذا الخير فقد أساء بعض الناس استعمالها فكانت إثارة الفتن وغرس الشحناء ونشر الأكاذيب وضياع الأوقات وإشاعة الفتن بين طبقات الناس وعلماء وعامة، ولقد أنتجت بعضها مواقع للناس يرتادونها وأحاديث يتداولونها، وصفحات يتجاذبون فيها أحاديث ومعلومات وشاشات وقنوات يتحاورون فيها. وإن المتأمل فيها ليلحظ خللا كبيرا وقصورا كثيرا من الهدر الضار واللغو الباطل، فما أعظم الخلاف في تلك المنتديات وما أكثر الشائعات، وكم حصل من أمور عاقبتها الخسران، شغلها الشاغل تتبع للعثرات، وجفاء عن العدل، فالملاحظ أن أناسا يطلقون العنان لأخيلتهم في تأويل الأحاديث على ألسنة خصومهم وأصدقائهم على حد سواء".

وتابع قائلا: "إن الحري بأصحاب المواقع و القنوات وأصحاب الهواتف ورجال الصحافة تذكر تعاليم دينهم السمحاء. وإن ما يوصى به ألا تعطى العامة فوق ما لها من الحقوق، بل تأخذ الحقائق من ينابيعها. وإن من الحق التمييز بين النقد الهادف الذي هو نصيحة مخلصة تهدف إلى تقويم الخطأ وتصحيح المعوج ليحق الحق ويهدي إلى الرشد، ويتعالى على التجريح، أما النقد الهادم، وهو اتهام النيات ودخول إلى المقاصد، فهو مشغلة تفسد العمل والطاقات، واشغال للمجتمع عن غاياته الكبرى. كل الناس تتحدث عن الإصلاح ولكن ليس من التخفي في رموز من التوقيعات المجهولة، ولا في قذف الرموز وإثارة الفتن وتأجيج العداوات، وكلها أساليب مكشوفة. إن من أهم ما تحتاج إليه الجماعة في سعادتها صدق اللهجة، لذلك يجب أن توزن الكلمة ويتحرى الحق".

الشيخ علي سلمان

إلى ذلك جدد رئيس جمعية الوفاق الوطني الإسلامية الشيخ علي سلمان رفض عدد من القوى الوطنية ومن أبرزها المعارضة لمقترح قانون مكافحة الإرهاب المقدم من الحكومة بصفة مستعجلة للنظر فيه في مجلسي الشورى والنواب، مشددا على أنه ينتهك كل الحريات وعلى رأسها حرية الممارسة السياسية.

وقال سلمان في خطبته بجامع الإمام الصادق "ع" في المنامة "إننا أمام قانون غير قابل للتعامل معه، وعلينا جميعا سواء كنا من القوى السنية أو الشيعية أو العلمانية رفضه رفضا قاطعا فهو موجه ضد كل هذه القوى وحرياتهم ومصالحهم، محذرا من أن من يساهم في تمريره سيتحمل الوزر الأخلاقي لكل جرم وتعد ضد المواطنين يتم من خلاله كما تحمل من أتى بقانون أمن الدولة كل الفظائع التي جاءت باسمه "..." ونقول لمن يتقبل التبريرات لصدوره إن من جلس معك اليوم في غرف مغلقة ليقنعك به سيجلس معك غدا في زنازين مظلمة لتطبيقه عليك!".

وأشار سلمان إلى أن القانون المقترح "يحتوي نصوصا وعبارات تمثل حالا من الفضفاضية والعموميات القابلة للانطباق على ما يريد منفذ هذا القانون، سواء كان في الجهات الأمنية وصولا للادعاء العام فالمحكمة التى تحكم بالعقوبات، إذ يترك هذا القانون لتفسير هذه العموميات لها".

ورأى سلمان أن سياسة "الاحتواء المزدوج" بشأن هذا القانون تتكرر الآن كما كانت رسائل قانون أمن الدولة الذي عرض على المجلس الوطني السابق بقوله: "الرسائل كانت تطلق للقوى المختلفة، إذ كان يقال للقوى الإسلامية إن هذا القانون موجه ضد الشيوعيين من أجل خلط الأوراق ومن أجل تمرير القانون بإرادة العنصر المنتخب، وأما اليوم فيقال للقوى الشيعية إن هذا القانون موجه إلى الحركات المتطرفة وتحديدا أفكار منظمة القاعدة، فهم يخططون لاستخدام وسائل قتل عامة، وهذا ما قيل لي من قبل شخصيات أمنية عالية عندما تحدثت في أعقاب اعتقال مجموعة من المواطنين في قضية الخلية. وفي المقابل يقال للقوى الإسلامية السنية وإن بشكل خافت إن المعلومات التي ترصدها أجهزة الأمن تدلل على وجود تدخلات خارجية، وكذلك يقال للقوى العلمانية إن هذا القانون موجه ضد التطرف الإسلامي عموما".

وانتقد سلمان ما أسماه "سياسة الغرف المظلمة" على حد تعبيره، وقال: "إننا نمارس العمل السياسي السلمي المكشوف وأتحدى أي مسئول في أي موقع أن يخرج على العلن ويقول ما بيده ونحن مستعدون تماما للإجابة وللمجادلة وللحوار عن أية نقطة تثار "..." إن أساليب الغرف المظلمة إساءة للوطن والرموز وهو أمر مرفوض وغير مقبول وهي أساليب لا تليق. فليس لمن يتحدث بهذا المنطق إلا أن يلقم بحجر المواقف الوطنية"، رافضا التبريرات المساقة لسن هذا القانون باعتباره مطلبا دوليا بقوله: "لدينا في البحرين ترسانة قوانين مما يفوق تلك التي صدرت في أميركا وبريطانيا ودول العالم الأخرى تحت عنوان قانون مكافحة الإرهاب".

الشيخ صلاح الجودر

من جانبه استنكر الشيخ صلاح الجودر في خطبته أمس بجامع طارق بن زياد بالمحرق ما يثار بشأن تعرض القرآن الكريم للتنديس والإهانة في معتقل غوانتنامو الأميركي، ودعا إلى التنديد السلمي لإيصال رسالة الى الإدارة الأميركية في هذا الشأن.

وقال الجودر: "من المؤسف حقا ونحن نتحدث اليوم عن القرآن الكريم أن نجد الدولة التي تدعي احترام الشرائع الإلهية والأديان السماوية، وتنادي بحرية المعتقد هي التي تتعدى على كتاب الله، فبعد فضيحة سجن أبوغريب بالعراق، وممارسات الجنود الأميركان بانتهاك حقوق الإنسان، ها هي فضيحة أخرى من ممارسات الجنود الأميركان، فقد نشرت صحيفة "نيوزويك" الأسبوعية تقريرا عن ممارسات بعض الجنود الأميركيين في معسكر غوانتنامو بكوبا، وجاء في التقرير عن قيام بعض الجنود بتدنيس نسخة من القرآن الكريم، وإلقائه في المرحاض. إنها جريمة بحق كتاب الله لم تأت من فراغ وإنما جاءت من قوم قد طبع الله على قلوبهم، من هنا فإننا نستنكر الانحطاط الأميركي الذي لا يفسر إلا بكراهية الإسلام والمسلمين".

ووجه الجودر ثلاث رسائل في هذا الشأن الى أكثر من طرف قائلا: "خطابنا الأول موجه إلى الإدارة الأميركية ونطالبها بمراجعة مواقفها والتأكد من ممارسات جنودها التي تجاوزت كل الأخلاقيات. والخطاب الثاني نوجهه إلى الحكومات العربية والإسلامية وإلى الهيئات والجمعيات بأن يكون لها موقف واضح وصريح من التعدي على كتاب الله، ونقول لهم كفى ذلا وهوانا. وفي الخطاب الثالث ندعو الإخوة جميعا إلى رفع عرائض الاحتجاج على هذه الممارسات، والتحرك للدفاع عن كتاب الله، ولا ننس المطالبة في هذا السياق بالإفراج عن المعتقلين البحرينيين في معتقل غوانتنامو". من جانب آخر ندد الجودر بجلب أحد البرامج الترفيهية العربية الى البحرين، داعيا إلى "الوقوف وقفة جادة لمنع عرض هذا البرنامج، وإنكار المنكر بالوسائل المشروعة"

العدد 981 - الجمعة 13 مايو 2005م الموافق 04 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً