العدد 994 - الخميس 26 مايو 2005م الموافق 17 ربيع الثاني 1426هـ

عيد ميلاد صدام

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

في 28 أبريل/ نيسان الماضي، احتفلت بنات صدام الثلاث: رغد ورنا وحلا "لاحظوا ان الاسماء لها جرس موسيقي جميل يدل على رهافة احساس الرئيس!" بعيد ميلاد أبيهن في منزلهن العامر بعمان. الحفل حضره عدد محدود من "الأصدقاء" وأعضاء هيئة الدفاع عن الرئيس المخلوع، كان من بينهم المحامي العراقي خليل الدليمي الذي زار صدام في سجنه قبل فترة، والتقى البنات الثلاث، ليضعهن في صورة لقائه مع "الوالد العزيز"، وليتفق معهن على إبقاء تفاصيل اللقاء سرا حتى عن هيئة الدفاع.

يذكر العارفون ان خلافا قد تسلل في الآونة الأخيرة إلى صفوف "هيئة الدفاع عن صدام" على خلفية اللقاء بين الرئيس المخلوع والمحامي الدليمي واستمر ست ساعات. وقد أخفى الدليمي عن الهيئة وقائع اللقاء الحقيقية ولم يتعد ما سرده لها "الشكليات والقشور" كما قيل!

وفي مطلع هذا الأسبوع ورد خبر آخر أضاف لمسات أخرى على "بورتريه" صدام حسين، حين نشرت الصحيفة البريطانية "ذا صن" صورا حديثة له في سجنه، وهو يرتدي دشداشة بيضاء ويقوم بغسل ملابسه، وأخرى مستلقيا على قفاه في السرير، وثالثة وهو شبه عار وهو يحاول طي بنطلون بني اللون يحمله في يده. الـ "صن" اختارت عنوانا مثيرا للرئيس المخلوع الواقف خلف الأسلاك الحديد: "طاغية بملابسه الداخلية".

"الرأي العام" الكويتية اعتبرت ان الصور خدمت صدام ولم تسئ إليه، لأنها أعطت رجلا خلت صفاته خلال حكمه من أي عنصر إنساني، بعدا إنسانيا وهو في سجنه. وأشارت إلى ما بدأه بعض المسئولين العرب كعادتهم من حملة تنديد لإذكاء النهج "الشوارعي" في المنطقة على أساس أن "نشر الصور يعتبر إهانة للعرب والمسلمين"، واستشهدت بابن زعيم عربي، ممن يجري تسويقهم هذه الأيام على انهم من "الجيل السياسي العربي الشاب والمتطور"، الذين لم يستاؤوا ولو مرة واحدة من إبادة صدام للأكراد بالغاز والكيماوي، أو من قتله مليون عراقي بعد انتفاضة الجنوب، ومن سحل المعارضين في الشوارع، ولكن ثارت حميتهم "العروبية" لنشر صورة المغامر التكريتي في دشداشة بيضاء يغسل ملابسه مثل خادمة في فيلم مصري قديم.

ابن الزعيم العربي الجاري تسويقه هذه الأيام، كان حزينا جدا لانتهاك حقوق صدام في سجنه. وهناك حزانى آخرون وحزينات أخريات، مازالوا يذرفون الدموع، ويكتبون مقالات الرثاء الطويلة التي لا يقرأها أحد. من القلب، ورحمة بأعصاب القراء المنكوبين بمثل هذه البكائيات المملة المغثية، ليتها تختصر في المقالات المقبلة... فخير الهراء ما قل ودل

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 994 - الخميس 26 مايو 2005م الموافق 17 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً