العدد 2898 - الخميس 12 أغسطس 2010م الموافق 02 رمضان 1431هـ

نصر الله... إسقاط «لعبة استغباء الأمم»

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

من أبلغ الكلمات التي ألقاها السيد حسن نصر الله في مؤتمره قبل الأخير: «كفاية لعب»... تعريضاً بمن يستخف بمشروع الفتنة الذي بشّر به اللبنانيين رئيس أركان الجيش الصهيوني غابي اشكنازي.

في ذلك المؤتمر، بدا حسن نصر الله غاضباً، وصرّح بوضوحٍ أنه لن يسمح بتشويه مقاومة هي أغلى ما يملك. أما في المؤتمر الأخير، فقد بدا هادئاً، مطمئناً، واثقاً تماماً من نفسه، فالحقيقة باتت على مرمى حجر. وقد استطاع أن يحدث شقاً في جدار المؤامرة الدولية باستهداف المقاومة التي أذلّت «إسرائيل».

المدعي العام الدولي بيلمار الذي كان يعد العدة لاتهام عناصر من المقاومة بعدما سقطت التهمة عن سورية، استخدم في بيانه مصطلحَي نصر الله: «قرائن» و«معطيات»، وفي ذلك اعتراف بأهمية ما قدمه نصر الله، خصوصاً بعدما تسرّع بعض اللبنانيين إلى تسخيفها والتقليل من قيمتها، ممن اغتاظوا لمجرد اتهام الصديق الجديد «إسرائيل»!

طلب بيلمار القرائن تعني أن الفرضية الإسرائيلية أصبحت مطروحةً للنقاش بعد أن كانت مستبعدةً تماماً، وتعني نظرياً إمكانية طلب التحقيق مع ضباط صهاينة كما حدث مع السوريين، مع أن المتوقع أن ترفضه «إسرائيل» لأنها دولةٌ فوق القانون والمحاكم الدولية.

حين نستعيد شريط الأحداث، سنعرف أن حزب الله لم يكن متهماً أصلاً بقتل الحريري، وأن المحكمة الدولية استخدمتها القوى الكبرى خمس سنواتٍ لمحاصرة سورية وتهديدها، وفي النهاية تكشّفت اللعبة كلها عن شهود زور، وعن عملية استغباءٍ كبرى، خضع لها نصف الشعب اللبناني، كادت تقذف بالبلد في حرب أهلية جديدة. وهو ما يفسّر غضب نصر الله، ورفضه التام لإعادة السيناريو الهزلي مرةً أخرى، باستبدال متهم بمتهم، بينما يبقى القاتل الحقيقي يتفرّج من وراء الحدود الجنوبية.

السياسي الحصيف لا ينام كالضبع على طول اللدم «حتى يَصِلَ إليها طالبُها ويَخْتِلَهَا راصدها» كما يقول عليٌّ (ع). ولا ينتظر أن تتحوّل الأكاذيب إلى حقائق لكثرة ما يلوكها الإعلام المستأجَر بالدولار. ولا يقبل أن تُساق له التهم الباطلة وهو يتفرّج فاغراً فمه، ينتظر الصعود إلى المقصلة مقيّداً بالأغلال.

قبل عامين، تحرّش أحد أقطاب 14 آذار آنذاك (وليد جنبلاط) بشبكة اتصالات المقاومة، التي تبين لاحقاً دورها الاستراتيجي في حرب تموز، في تقرير فينوغراد، وكانت ردة فعل المقاومة شديدة، بتوجيه ضربة استباقية سريعة، أطاحت بمحاولة «اللعب» هذه. واليوم يهدف اتهام المقاومة بالجريمة ليس إلى تشويه صورتها فحسب، بل للوصول إلى تجريم السلاح الذي أذلّ الصهاينة ودحر جيشهم، تمهيداً لمحاصرته وسحبه من الساحة، ليعود لبنان بلداً رخواً.

إن «لعبة الأمم» الجديدة تحلم بإعادة السيناريو الليبي، فالقرار «الظني» يتحوّل إلى تهمةٍ تنتهي بمثول عناصر المقاومة أمام المحكمة، بينما يستمر القاتل الحقيقي بزرع المزيد من عملائه وجواسيسه في كل مرافق الدولة اللبنانية وطوائفها وأحزابها! والتهمة الباطلة تجرّ إلى فتنةٍ عمياء، يحتاج البلد لغسلها إلى خمس سنوات حتى يخرج من مستنقعها كما حدث مع سورية، المتهمة السابقة بحسب إفادات شهود الزور!

لو سكت نصر الله لنجحت لعبة استغباء الأمم، وإلهاء الشعوب بالفتن الطائفية... ولاضطرت الولايات المتحدة الأميركية الديمقراطية إلى خسارة 500 مليون دولار أخرى على وسائل الإعلام داخل لبنان لتشويه صورة المقاومة!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2898 - الخميس 12 أغسطس 2010م الموافق 02 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 21 | 7:54 م

      مرضى الطائفية

      ياسيد بعض من الناس ما يتحملون كلام الحق إلا لازم يقلبونه إلى ايران ما ايران، ويدخلون الطائفية في الموضوع. صج مرضى نفسانيين يحتاجون إلى علاج.

    • زائر 20 | 4:26 م

      لمعلوماتك يا قاسم

      لعبة استغباء الأمم، وإلهاء الشعوب بالفتن الطائفية هى فى الأساس لعبه جمهوريه ايران الطائفيه وأنت تعرف جيدا بأن نصر الله لا يقدر على التفوه بكلمه واحده قبل أخذ الأذن من الذين خلقوه أعنى سادته.

    • زائر 19 | 10:49 ص

      للزائر (13) السيد أجابك مسبقا ...

      لقد قال السيد في مؤتمره أنه قبل 4 سنوات لم يكن متهما ولذلك لو أخرج المعلومات آنذاك لقيل له : ولماذا تدافع عن نفسك ؟ هل هناك من اتهمك ؟ و سيتفلسفون ( كاد المريب أن يقول خذوني ) !! و أمثال هذه الخزعبلات ، لو قال له بأن عميلا إسرائيليا حاول التأثير بالرئيس الحريري ضد حزب الله لقيل له : وهل حقا كان رفيق الحريري متوجسا من حزب الله ؟ أيعني أنكم حاولتم قتله ؟ ... وسيضلون يحرفون محور النقاش كما هي الشيطنة البريطانية في الحديث لقلب المجرم إلى ضحية ، والبريء لمجرم ، لذلك كان اليوم أنسب وقت للطرح

    • زائر 17 | 8:56 ص

      الزمن المقلوب

      الاحراج الكبير الدي اوقعه من غير قصد حزب الله عندما هزم اسرائيل بما يسمى بوزاة الدفاع العربية الرافغين الراية البضاء تحاه اسرائيل في المقابل ابطال المقاومة رافعين رايات النصر اتجاه اسرائيل مما دفع الكثيرين لتصوير حزب االله وايران هم اشد حطرا على العرب لا لجرم انما جرمهم هزيمة اسرائيل

    • زائر 16 | 7:55 ص

      عاشق السيد نصر الله

      شكرا لك يا أستاذ قاسم على هذا المقال وانشا ء الله في ميزان حسناتك .. والله يحفظ السيد من كل مكروه والله ينصره على أعداء الدين والمسلمين فهذا الشبل من ذلك الأسد , وهذه هي تربية أهل البيت وهذا هو تلميذ السيد الأمام قدس سره الشريف فهو الوعد الصادق وسيبقى الوعد الصادق نصرك الله يا سيد المقاومة دنيا وأخرة..

    • زائر 15 | 7:21 ص

      لماذا انتظر ؟؟!!

      لماذا انتظر6 سنوات؟!
      لانك لاتعرف نصرالله ولاتتابعه جيدا ،
      السيد اذكي بكثير من ان يقدم معلومه تفيد اسرائيل وامريكا علي طبق من ذهب ليستفيدو منها ، بل اعطي التحقيق فرصة وخاصة بعد ان اتهم حزبه وسوريا وايران بمقتل الحريري، ايضا هذه قرائن وليست ادلة حاسمه كما قال السيد.

    • زائر 14 | 6:22 ص

      ابن المصلى

      سلامي عليك يا سليل محمد وعلي ياأبن الأكارم تحية اكبار واجلال تحية لروحك ولجسمك الطاهر ياأبا هادي يامن تخرجت من مدرسة جدك الأمام الحسين مدرسة الأباء والعطاء والشموخ ولم تقبل الدل والهوان الم تقلها والعدوان الآثم من قبل اللقيطة اسرائيل عليكم تقولها بكل فخر نحن ابناء محمد وعلي والحسين ماأعظمها من كلمات نطق بها ثغركم الزكي الطاهر وبعدها لقنت اسرائيل الرذيله درسا لاتنساه ابد الآبدين و تخرجت على يديك ارتال الثوار الأحرار من جميع الدنيا الكل يهتف لبيك يا نصر الله هكذا الرجال والرجال قليل

    • زائر 13 | 6:16 ص

      بعد 6 سنوات؟؟

      لماذا انتظر 6 سنوات ليظهر المعلومات التي لو اظهرها في وقتها لكان لها اثر .. اما الآن !!

    • زائر 12 | 5:06 ص

      احسنت

      بارك الله فيك ايها الكاتب الكريم والله يحفظ السيد حسن نصر الله من كل شر وجمعه مباركة وتقبل الله صيامكم وقيامكم جميعا

    • زائر 11 | 5:06 ص

      اتهام حزب ..... هي حرب....لذلك توقحوا المفاجئات :

      وحزب الله هو حزب الله
      --
      والله يحمي حزيب الله.
      --
      اقولها للاعداء انكم تحاربون حزب الله مرة اخرى.
      --
      وان شاء الله ستخرجون مهزومين مدحورين خائبين.
      --
      فكما وعدكم السيد بالمفاجئات فإنه يعدكم بها مرة اخرى.
      --
      يا محبين ويا اعداء هناك مفاجئات بإذن الله، لذلك ترقبوا المفاجئات وسوف ينهزم الاعداء مرة اخرى.
      --
      حمى الله سيدنا سيد المقاومة وحمى حزب الله وسلاحه وجمهورة وكل المحبين له وللخير في الارض.
      --
      وكل عام وانتم على انتصار جديد ان شاء الله.

    • زائر 10 | 4:59 ص

      قلوب مقفلة

      رحم الله والديك سيدنا.
      من الغريب أن يصرح أحد أعضاء تيار المستقبل لقناة الجزيرة وفور إنتهاء مؤتمر السيد (حفظه الله) بأن مؤتمر السيد هراءات !!! والكل في لبنان بل العالم يعرف بأن الإغتيال هو صنيعة مخابرات دول ليس بإمكان حزب الله تنفذه. ولكن الحقد والغيظ هو السائد في هذا العالم المقلوب.

    • زائر 9 | 4:20 ص

      حرب الدول الارهابية برئاسة امريكا ... ضد الدول دول الممانعة:

      هذه الحرب تتخذ اشكال متعددة ... من العسكرة كما حرب تموز ...... الى السياسية كما في اغتيال الحريري.
      --
      اتهام حزب الله هو ليس صدفة وانما هو امرا مخطط له وهو جزءا من حرب تقودها امريكا ضد دول الممانعة للمشروع الامريكي.
      --
      اغتيال الحريري من قبل (امريكا بتخطيط اسرائيلي) هو احد عوامل هذه الحرب.
      --
      فقرار اتهمام حزب تم اخذه نهائيا، وسوف يعلن عنه في الظروف السياسية المناسة.
      --
      لكن هي حرب وكما في حرب تموز ان شاء الله تكون هناك مفاجئات كالمفاجئة التي فجرها السيد مؤخرا.

    • زائر 8 | 4:12 ص

      الله ينصر الحق

      الله ينصر الحق دائما

    • زائر 7 | 3:47 ص

      داحي باب خيبر يعود من جديد

      ياصهاينة العصر ها هو قاتل اجدادكم في خيبر يعود من جديد ليقضي على احلامكم السخيفه و الدنيئه في ايذلال الشعوب فالامام يانصر الله و الله يحفضك يا بن علي و الحسين

    • زائر 6 | 3:28 ص

      أحسنت ياسيد

      أقللت ودللت وخير الكلام ما قل ودل

    • زائر 5 | 3:24 ص

      الى الزائر رقم 1

      مع كل احترامي للسيد نصر الله لا تقرن كلمات الله عزل وجل وآياته بالاشخاص ، والله لك يا لبنان الجريح
      ملاحظة الى رقيب الوسط :- ان الاقتطاع من التعليقات بطريقة تغيير من المقصود من التعلق وتحرف المعنى عن مقاصده يعد تزويرا يا رقيب الوسط الرجاء الالتزام بالحادية والابتعاد عن النفس الطائفي البغيض في نشر التعليقات لكي لا تكون الوسط لغة اللسان الواحد فقط ولكم الخيار يا من تدعون الوسط

    • زائر 4 | 3:08 ص

      لطمة جديدة لإسرائيل وأتباعها

      كما كان الإنتصار في حرب تموز هذا هو انتصار إعلامي جديد ومن كان مع الله فلن يهزمه عالم الباطل كله. وما كان يريده السيد حفظه الله هو الحفاظ على لبنان كل لبنان رغ وجود العشرات من الخونة المكشوفين وغير المكشوفين المدافعين عن اسرائيل ليل نهار أحقر أبناء هذه الأمة وهل بعد الخيانة جرم

    • زائر 3 | 1:48 ص

      بهلول

      لعبة إستغباء الأمم ...
      ماذا عن لعبة إستغباء الشعوب على المستوى المحلي ؟

    • زائر 2 | 1:24 ص

      هذا من نسل علي (ع)

      نقول للعالم اجمع, مهلا مهلا يا صهيون جيش محمد قادمون.

    • فجر الحرية | 1:02 ص

      نعم اسقط نصر الله الاغبياء .

      لم يكن الذين يقرعون طبول الحرب الاهلية
      يتوقعون هذه النتائج البيانات من السيد حسن نصر
      الله وبهذه القوة والثقة , فأراحوا يتخبطون في قراراتهم واتهماتهم المعتادة , العدو نفسة اعترف
      بمدى قدرته المقاومة , وللاسف لازال المشككون
      في شكهم وحقدهم باقون.
      بارك الله فيك ياقاسم حسين
      وكل عام وانتم بخير

    • زائر 1 | 9:33 م

      السلام عليكم ونصر الله وبركاته

      بسم الله الرحمن الرحيم..اذا جاء "نصر الله" والفتح.. ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاء.. فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا.
      لا يأتي فتح الا ومعه نصر الله .. وما دام فيكم نصر الله فالفتح قادم قادم لا محالة ان شاء الله.
      وأقول للحاقدين أوليائكم يمرغون رؤوسكم في التراب ونصر الله يرفع رأسنا الى السماء

اقرأ ايضاً