ضمن المناقشات التي شهدها المجلس الرمضاني لوزير التربية والتعليم ماجد النعيمي والذي حضره مساء أمس الخميس عدد من كبار المسئولين وأعضاء من مجلسي الشورى والنواب والسفراء والأكاديميين وعدد من المواطنين والإعلاميين تحدث الوزير عن آخر المستجدات في مجال تطوير التعليم والمتمثل في برنامج تحسين أداء المدارس، حيث ركّز في حديثه على الدور الكبير الذي سيضطلع به رئيس المدارس بدءاً من العام الدراسي المقبل 2010/ 2011م لدعم البرنامج ومتابعة تطبيقه وتنفيذه داخل المدارس.
وأشار الوزير إلى أنّ رئيس المدارس سيكون مسئولاً عن عدد من المدارس وستقع على عاتقه مسئوليات مهمة، من بينها تقييم أداء المدارس وكفاءتها، وإجراء مراجعات الجودة لنتائج المدارس في التقييم الذاتي والخطة الإستراتيجية وتقييمات نظام إدارة الأداء، وتطوير مجتمعات التعلم داخل مدارس المجموعة وبين مجموعات المدارس المختلفة، بالإضافة إلى تقييم أداء مديري المدارس وإيصال القرارات العليا بالوزارة إلى المدارس ومتابعة تنفيذها.
وأوضح أنّ رئيس المدارس سيتولّى إدارة عدد من المدارس قد تصل إلى عشر، وسيقضي ما يقارب80% من وقته في المدارس، وسينصب تركيزه بالكامل على قيادة جهود التعليم والتعلم في المدارس من أجل تحسين أدائها، مبيناً أنّ الوزارة ستمنح رئيس المدارس الصلاحيات اللازمة لاتخاذ أغلب القرارات ذات الصلة بالتعليم والتعلم دون الرجوع إلى الوزارة.
وأضاف أنّ رئيس المدارس سيتولى قيادة فريق دعم مجموعات المدارس والذي سيضمّ عدد من الاختصاصيين، بالإضافة إلى مجموعة من الاختصاصيين في الإشراف التربوي، مؤكّداً أنّ فرق دعم مجموعات المدارس سوف تستفيد منها 60 مدرسة لهذا العام، على أن يتمّ التوسع في أعداد المدارس سنوياً.

الارتقاء بالأداء
وأوضح أنّ الوزارة قد بذلت في السنوات القليلة الماضية جهوداً كبيرة ومتواصلة للارتقاء بأداء المدارس باعتبار ه هدفاً رئيسياً من خلال العديد من البرامج السابقة، هذا بالإضافة إلى التركيز خلال العاميين الماضيين على قضايا الجودة في أداء المدارس وصولاً إلى جودة المخرج التعليمي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن مبادرة الوزارة التي تحمل عنوان تحسين أداء المدارس تعتبر خطوة متقدمة في هذا الاتجاه بالتركيز على نوعية الأداء، وصولاً إلى صورة المدرسة المتميزة بمعايير موضوعية، تربوية، تعليمية، وإدارية، وقيادية، وفنية، وذلك بعدما حققه التعليم الحكومي من نتائج متميزة على صعيد الكم.

التركيز على النوع والجودة

وقال الوزير أيضا إنّ برنامج تحسين أداء المدارس يأتي ضمن برنامج عمل وحدة مراجعة أداء المدارس الحكومية الرامي إلى تحسين مستوى الخدمات التعليمية والتربوية التي تقدمها المدارس للطلبة، وذلك من خلال تحديد مجالات الدعم التي تحتاجها المدارس وتوفير التدريب النوعي للقيادات المدرسية ، إلى جانب إعداد البرامج التدريبية المناسبة لجميع العاملين بالمدرسة من هيئات إدارية وتعليمية ، تحقيقاً للآمال والتطلعات نحو رفع مستوى أداء المؤسسات التعليمية الحكومية، ووضع معايير دقيقة للمدرسة المتميزة.
وعلى صعيد الارتقاء بأداء الإدارة المركزية بالوزارة لمواكبة التحسين المطلوب في أداء المدارس، أشار الوزير إلى أن فريق عمل أداء الوزارة سوف يعمل على تحليل عملية التطبيق التجريبي، واستخلاص الرؤية اللازمة لتوجيه التعديلات في عمليات وزارة التربية والتعليم وهياكلها ومواردها الفنية والبشرية.

إنجاز منتخب المدارس

ومن جانب آخر أشاد الدكتور ماجد بن علي النعيمي وزير التربية والتعليم بالإنجاز الذي حققه منتخب المدارس لكرة اليد بحصوله على المركز الأول في البطولة العربية المدرسة التي أقيمت في بيروت، كما أثنى على ما حققه لاعبو منتخب المدارس لألعاب القوى بحصولهم على فضية التتابع للأولاد وفضية في الوثب الثلاثي وبرونزية في الوثب الثلاثي وميدالية برونزية في الوثب الطويل.
وأكد الوزير أن الإنجاز التاريخي لمنتخب المدارس لكرة اليد بفوزه بالبطولة العربية للمرة الثانية على التوالي يُعد مفخرة للمملكة ولجميع البحرينين، ويؤكد الاهتمام الحقيقي من القيادة الرشيدة حفظها الله ورعاها لدعم هذا القطاع وتسخير كافة الإمكانات المتاحة من أجل إبراز اسم المملكة عالياً في المحافل والمشاركات الخارجية.
وقال بأن هذه النتائج لم تأتِ من فراغ أو بمحض الصدفة، بل لأنها لاقت الاهتمام الكبير من قبل الوزارة، وذلك بفضل الكوادر الإدارية والفنية التي بذلت جهدها من أجل تحقيق مثل هذا الإنجاز، مشيراً إلى أن الوزارة تولي الرياضة المدرسية اهتماماً خاصاً وتنظر إليها كالمكمل الأساسي للدارسة، مشيراً إلى السعي نحو زيادة مساحة الأنشطة الرياضية، وفتح مجالات أخرى باعتبار أن اليوم الدراسي لا يقتصر على بناء الطالب من جانبٍ واحدٍ فقط.
وتمنى الوزير أن تتواصل مثل هذه الإنجازات لطلبة المدارس في المشاركات العربية.
وأعلن الوزير عن توجه خاص من قبل الوزارة لتجهيز منشآت رياضية في المحافظات الخمس داخل المدارس، بصورة تتناسب مع طبيعة الألعاب، مبيناً أن هذا التوجه يأتي إيماناً من الوزارة بأنها شريك أساسي في تدعيم الأندية والمنتخبات الوطنية بالمواهب الرياضية، كما أنها تسعى لرعاية الموهوبين والمتميزين دراسياً باعتبارهم الثروة الرئيسية للارتقاء بهذا الوطن، مشيداً في الوقت نفسه بالدعم الكبير الذي تلقاه الوزارة من قبل القيادة لبناء المشاريع التطويرية وتعزيز الأنشطة الثقافية والرياضية في المدارس.