العدد 2905 - الخميس 19 أغسطس 2010م الموافق 09 رمضان 1431هـ

الحياة سجن المؤمن وجنّة الكافر!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

لفتت انتباهي عبارة وُضِعت على أحد الحوائط بمدينة حمد، تقول إنّ «الدنيا سجن المؤمن وجنّة الكافر»، وأخذتُ أتمعّن جيّداً في العبارة، وأتذكّر بعض السياسيين المتأسلمين، الذين دعونا في يوم من الأيّام الى اتّخاذ هذه العبارة منهجاً ايدولوجياً لنا وللجميع!

إنّ الدنيا سجن المؤمن بالفعل وجنّة الكافر ولكن لمَن يفهمها صحيحاً، لا أن يلفظها لفظاً، ومن وراء الكواليس يعمل على محوها، حتى يستطيع الاستفادة من منصبه المكلّف به، لا المشرّف له.

وقد كان أحد مشايخ المنبر «الجامع» يلفظ هذا القول ويشدد عليه أمام المصلّين، وما أن دخل مجلس النوّاب حتى أصبحت الدنيا له جنّة، وخاصة عندما همّ بالإلحاح على قانون التقاعد الخاص بهم!

إنّ الدنيا سجن للصادقين الذين لا ينظرون لها بعين الاهتمام، بل يرونها معبراً لدار الآخرة، وهي قضيّة محسومة عند جمع العلماء، ولا نعتقد بأن الدنيا سجن، ففي الطاعة والتقوى جنّة للمؤمن أيضاً، وكلٌ يراها من زاويته.

فلو كان النوّاب السياسيون المتأسلمون صادقين مع الناس، لكانت الدنيا سجناً بالفعل حتى يُلاقوا ما وُعدوا به في الآخرة، ولتخلّصوا من جميع همومها وخاصة المادّية التي تُريحهم وستريح أهلهم، مع وجود شريحة غالبة من الناس تعاني الأمرّين من ثقل السجن الدنيوي.

لقد فشل نوّاب بعض الجمعيات السياسية المتأسلمة في الوصول الى مشكلات الناس وحلّها، كما لا نعتقد بأنّهم سيوفّقون في العملية الانتخابية المقبلة إلا بتدخل من قبل البعض، فالناس شبعت من الهتافات والعبارات، وتُريد اليوم التوصّل إلى حلول لمشكلاتها الحقيقية غير المنتهية.

«سجن المؤمن وجنّة الكافر» نطلقها على من تشبّع قلبه بالإيمان، وزهد الأمور الدنيوية، ولا تنطبق اليوم على علماء الدين الذين أُغرِقوا بالعطايا، وتلذّذوا بالدنيا وبالخيرات، فهم اليوم آخر من يتكلّم بهذه العبارات.

وهل هناك من رؤساء بعض الجمعيات السياسية المتأسلمة يرفض خيراً؟!

لا نعتقد ذلك، فهم تغرّهم الحياة الدنيا، بل أكثر من ذلك باعوا الكثير من أجل القليل، ولم ينتبهوا إلى الناس، إلاّ هذه الأيام تجد مجالسهم مفتوحة من أجل الدعاية الانتخابية الجديدة.

كيف نعاهد رجالاً لم نرَ في رجولتهم إلاّ حب الذات دون الناس، وفضّلوا مصالحهم على مصالح البقيّة، وغيّروا كلماتهم وعباراتهم لتتوافق مع حياتهم الجديدة، التي غرّتهم؟!

لابد للناخبين اليوم الحذر من هؤلاء، والأخذ بعين الاعتبار تقديم الصوت لمَن سيدافع عن مطالبهم فعلاً، وليبتعدوا قليلاً عن هذا النوع من الجماعات، التي «تترزّق» على كلامها الفاضي، إذ إننا نريد فعلاً ولا نريد كلاماً! والأيام بيننا وبينهم وستثبت لنا صدق البعض بعد تولّي المنصب.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2905 - الخميس 19 أغسطس 2010م الموافق 09 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 11 | 2:45 م

      لا لتجار الإنتخابات

      (والأخذ بعين الاعتبار تقديم الصوت لمَن سيدافع عن مطالبهم فعلاً)..الخيار الذي طرحتيه شبه مستحيل، فنواب 2006 قبل أن يدخلوا البرلمان وعدونا أنهم سيدافعون عن مطالبنا فعلاً وأقسموا لنا!!! ولكن رأينا مالذي حدث وشهدنا كيف أخلفوا وعودَهم و خانوا عهودهم ولا سيما المتأسلمين منهم، ووقفوا صفاً واحداً لحماية الفاسدين والدفاع عنهم إذا ما تم إستجوابهم ، وكيف أنهم إختلفوا على كل شيئ إلا على تقاعدهم الخرافي

    • زائر 9 | 11:20 ص

      نريد وطن

      نريد وطن بلا تمييز ووطن بلا طائفية وطن يجعل الاولوية للمواطن لا للاجنبي نريد وظائف نريد بيوت ونريد عزة وفخر وحب من وطننا لمواطنيه

    • زائر 8 | 10:50 ص

      البساطة

      ما معنى متأسلمون؟؟
      نبي نفهم
      انتقاء العبارات مهم و البساطة احلى من التعقيد الغير مفهوم

    • زائر 6 | 4:44 ص

      أبو أحمد

      المؤمن إذا وعد وفى ولكنا اليوم نرى الكثير إذا وعد نسى اهم شيئ نفسه ولا عليه من اللي وعدهم وظلمهم حتى لو ماتوا وهذا يدل على موت ضميره او يمكن امعطلنه بجرعات من البندول ونسى قول الرسول إياك وظلم من لايجد عليك ناصرا إلا الله

    • زائر 5 | 2:25 ص

      ابن المصلى

      المقال يا استاذه مريم في هذا اليوم المبارك وفي هذا الشهر الفضيل اصبتي به كبد الحقيقة ياحرة قال مولانا الأمام الحسين (ع) الناس عبيد الدنيا والدين لعق على السنتهم يحيطون به مادرت معائشهم فأذا محصوا للبلاء قل الديانون هذه الدنيا الفانية الزائله الكل فيها يتهافت عل حطامها وعلى من على حساب الغير أي بالمعنى التقريبي التسلق على اكتاف الآخرين للوصول الى قبة البرلمان مستغلين الدين لكن مجرد ان يصل الى مبتغاه تراه يتنكر لوعوده والتي قطعها عل نفسه همه الأول والأخير تأمين مصالحه فقط

    • زائر 4 | 1:04 ص

      الجمعيات السياسية المتأسلمة

      نشكر الكاتبة على هذا المقال وبدنا لو انها تعري بعض تصرفات الجمعيات السياسية المتأسلمة - نشدد على كلمة بعض -حتى تسنى للجمهور معرفة الحقيقة وبخصوص اننا مقبلون على انتخابات تكون فقط هذة الجمعيات هي المستفيد منها

    • زائر 3 | 11:06 م

      الناس مكتئبه إكتآب جماعي في البحرين ما عدا الغافلين!

      لن أنتخب أحدا"و لا آلام..عبارة ستجدينها على ألسنة الكثير.. يوجد خلل ما .. في بلد صغيرة جدا" مثل البحرين..كيف يمكن أن يتحمل المواطن كل هذه الإشكالات و الفساد و الطائفية و السرقات و التجنيس و التمييز و ضنك المعيشة؟ هل هو سوء إدارة أم تعمد الإساءة و إضعاف الوطن نفسه؟ نريد أن نحس أننا في بلدنا، نريد الإطمئنان على مستقبل أولادنا، .........

    • زائر 1 | 9:27 م

      أبو جالبوووووووووت

      من قال أنها عبارة !!!!!!!
      هذا حديث ورد عن ارسول ص ( الدنيا سجن المؤمن و جنة الكافر )
      الصحفي لا بد أن يطلق العبارات بشكل دقيق على الأمور .
      لماذا لا تذكرين أنه حديث للرسول الأكرم ص ، ما فيها شي و لن تنتقص من لغة الخطاب ؟؟

اقرأ ايضاً