عاماً بعد عام تجد المحطات العربية الفضائية نفسها ملزمةً بأن تقدم ما يشد الجمهور في موسم المشاهدة والإعلانات الأبرز على مدار العام، في فترة شهر رمضان. ولعل هذا الجديد لا تكتمل معادلته وتقترب من المشاهد إلا من خلال تكاتف مجموعة من الأمور أبرزها الإعلان والترويج للعمل، فإن كانت غالبية شركات الإنتاج تسعى لأن تروج ولإطلاع الجمهور المترقب لأعمال هذا الموسم، سواء من خلال المقابلات مع أبطال العمل أو نشر أخباره وآخر مستجدات تصويره، أو حتى من خلال الإعلان التلفزيوني المباشر، فإن طريقة جديدة اليوم تحاول أن توجد لنفسها مكان، من خلال الترويج والاطلاع على مستجدات الأعمال الدرامية التلفزيونية في ذات وقت بثها على الشاشات، وهذا ما يقدم اليوم من ضمن قوالب مجموعة من البرامج التي ترصد ما يعرض على الشاشات خصوصاً على شاشاتها التابعة لها، باستضافة أحد العاملين أو المنتجين أو المنفذين للعمل، بالإضافة لعرض مقاطع مختارة، واستعراض بعض تفاصيل العمل وموقعه من الأعمال المعروضة.

وعلى الرغم من أن هذا النوع من البرامج ليس بالحديث بشكل فعلي، فطوال السنوات الماضية كنا نرى ما يشابه هذه الفكرة، على بعض المحطات الفضائية، الإخبارية والحوارية منها بشكل أساسي، فبعض هذه المحطات أفردت أوقات معينة للعرض هذه الفقرات، في حين أنها جاءت في بعض الأحيان على شكل موضوع في برنامج حواري يناقش أحد الأعمال الدسمة أو يسلط الضوء على المشهد الدرامي العربي في هذه الفترة من السنة بشكل عام.

وإن كانت هذه البرامج والتي يعرض مجموعة منها اليوم على شاشات بعض المحطات الفضائية العربية، المعروف والمشهورة منها، وحتى الأقل شهرة ومشاهدة بين الناس، تقدم بعض التحليل والتفصيل في عمق العمل، إلا أن هذا لا ينفي عنها أنها لحد كبير مازالت لا تعطي الكثير من الأعمال ما تستحقه من تعمق ومتابعة وتدقيق، فهي تعطي جزء بسيط من الوقت لكل عمل، بحكم أنها تحاول أن ترصد مجموعة من الأعمال بغرض التنوع والتغير، كما أنها تعتمد مبدأ الترفيه الخفيف بالدرجة الأولى، فهي ليست برامج تحليلية أو متخصصة، بقدر ما تهدف لتنوع البرامج في هذا الشهر.

وإن كانت هذه المآخذ هي أبرز ما يعلق فيه على برامج استعراض برامج ومسلسلات رمضان فإن هذا لن ينفي، تسليطها الضوء على بعض الأعمال من زاوية جديدة، قد لا يعرفها أو يطلع عليها المشاهد العادي الذي يتابع العمل بشكله النهائي، وبالتأكيد تحاول هذه الأعمال أن تلعب نوعاً من الإعلان والترويج لبعض الأعمال، بطريقة مبتكرة وأكثر تجديد، تتيح لبعض القائمين على العمل استعراض حيثيات إنتاح المسلسل من وجهة نظر قد لا نراها بهذا التركيز، فلفقرة تركز على العنوان واحد هو العمل، ولا تتطرق وتتوسع في تفاصيل قد لا ترتبط بالعمل بحد ذاته.

ويرى البعض أن تواجد هذا الطريقة لاستعراض أبرز ما يقدم للمشاهد على الشاشة في هذه الفترة، بطريقة تعرف في بعض الأحيان على أعمال مميزة تستحق المشاهد قد لا ينتبه لها، أو أنه ينشغل ببرنامج آخر أثناء عرضها، هو أيضاً من الأمور التي تسجل لهذه البرامج، وخصوصاً أنها تقدم مواضيعها بطريقة بعيدة عن السجال والجدل، ولا تنفي حق المشاهد بأن يكون هو الناقد الحكم الرئيسي في موضوع برامج ودراما رمضان.