العدد 2907 - السبت 21 أغسطس 2010م الموافق 11 رمضان 1431هـ

تطرف الأحوال المناخية لن يجدي كثيراً في إنهاء تعثر محادثات المناخ

باكستان ورسيا ترجعان سبب الفيضانات وحرائق الغابات إلى الاحتباس الحراري

من المتوقع أن يطلق تطرف الأحوال المناخية العام 2010 المزيد من الدعوات المنادية بالتحرك لمكافحة الاحتباس الحراري في العالم، لكن من غير المرجح أن ينهي تعثراً في محادثات المناخ التي تجريها الأمم المتحدة بشأن مشاركة الدول الغنية والفقيرة في تحمل عبء المشكلة.

فباكستان على سبيل المثال ألقت باللائمة على انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناجمة عن الأنشطة البشرية في حدوث فيضانات مدمرة أدت إلى مقتل ما يصل إلى 1600 شخص بها كما ربط الرئيس الروسي، ديمتري مدفيديف مباشرة بين موجة الصيف الحارة في بلاده والاحتباس الحراري. وروسيا هي ثالث أكبر دولة متسببة في غازات الاحتباس الحراري بعد الصين والولايات المتحدة.

لكن ما من شيء يشير حتى الآن إلى أن أكبر الدول المتسببة في غازات الاحتباس الحراري تعرض بذل المزيد لمكافحة تغير المناخ والخروج من الطريق المسدود الذي وصلت إليه محادثات الأمم المتحدة.

وقال مبعوث في محادثات الأمم المتحدة الأخيرة التي جرت بمدينة بون الألمانية في أوائل أغسطس/ آب الجاري إن هناك «شعوراً كبيراً بالتراخي» على رغم القلق من تطرف الأحوال المناخية وتوقع الأمم المتحدة أن يكون العام 2010 هو أدفأ عام منذ بدء عمليات التسجيل في الخمسينيات من القرن التاسع عشر.

ويحتمل أن يتسبب تطرف المناخ في زيادة التوتر بين الدول الغنية التي تتهم عادة بأنها أكبر مسبب للاحتباس الحراري والدول الفقيرة الأكثر عرضة للفيضانات والجفاف والأعاصير. بل قد يحل تغير المناخ محل جدل دائر منذ عقود حول تركة الحكم الاستعماري ليصبح هو مصدر التوتر بين الدول الغنية والفقيرة.

وقال رئيس مركز ستوكهولم ريزيليانس بجامعة ستوكهولم، يوهان روكستروم «قد يصبح الاحتباس الحراري مثار الجدل في فترة ما بعد الاستعمار ما قد يدمر الكثير من إمكانات التفاوض». وقال سليم الحق الزميل بالمعهد الدولي للبيئة والتنمية في لندن «يصبح تغير المناخ حقيقة راسخة بشكل أكبر على ارض الواقع في العديد من الدول».

وأضاف أن هذا من شأنه أن يثير إحساساً أكبر بإلحاح القضية في محادثات المناخ السنوية المقبلة التي يجريها وزراء البيئة في المكسيك من 29 نوفمبر/ تشرين الثاني إلى العاشر من ديسمبر/ كانون الأول بعدما توصلت قمة كوبنهاغن في ديسمبر الماضي لاتفاق غير ملزم لإبطاء تغير المناخ.

وهناك انقسام بالفعل بين الدول الغنية والفقيرة بشأن كيفية تقاسم القيود المطلوبة لتقليل انبعاثات غازات الاحتباس الحراري. وتقول الدول النامية إن الدول الغنية يجب أن تخفض انبعاثاتها بشكل أكبر بكثير بينما يريد الأغنياء أن تفعل الدول الفقيرة المزيد للحد من انبعاثاتها المتزايدة. ويتشكك خبراء في التوصل لانفراجات كبيرة خلال المحادثات التي ستجرى في مدينة كانكون المكسيكية لأسباب من بينها أن الولايات المتحدة لم تنضم إلى دول أخرى متقدمة في تقليل الانبعاثات.

وربطت روسيا وباكستان تطرف الأحوال المناخية بهما بالاحتباس الحراري دون اعتبار لآراء معظم علماء المناخ الذين يقولون إن تغير المناخ يمهد لحدوث تطرف مناخي لكن لا يمكن ربطه بأحداث فرادى.

وقال وزير البيئة الباكستاني، حميد الله جان أفريدي إن الاحتباس الحراري هو «السبب الرئيسي» للفيضانات وأشار إلى أن نسبة انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في بلاده تبلغ 0.4 في المئة فقط من إجمالي هذه الغازات في العالم. ولقي ما يصل إلى 1600 شخص حتفهم وفقد مليونان ديارهم بسبب الفيضانات وهي الأسوأ في باكستان منذ عقود.

أما مدفيديف فقد تحدث في الرابع من أغسطس عن حرائق الغابات والجفاف في روسيا وقال «للأسف ما يحدث الآن في مناطقنا الوسطى دليل على هذا التغير المناخي العالمي لأننا لم نشهد قط في تاريخنا مثل هذه الأحوال الجوية».

وقال من الصندوق العالمي لحماية الحياة البرية في روسيا، أليكسي كوكورين «هذه إشارة جيدة جداً للشعب الروسي الذي لا يزال تساوره الكثير من الشكوك بشأن تغير المناخ». وقال إن العديد من الروس يتشككون في أن الاحتباس الحراري يقع نتيجة أفعال البشر.

وقال خبير سياسة المناخ الروسية بمعهد فريتيوف نانسن في أوسلو، اريلد مو إن مدفيديف لم ينفذ في بعض الأحيان تلميحات بأنه سيشدد من السياسات. وأضاف «قال مدفيديف أشياء صائبة كثيرة فيما يتعلق بالعديد من القضايا بدءاً من الفساد وانتهاء بدور المنظمات الأهلية لكن لم يتم إدخالها في عملية قانونية».

وبعد انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991 تراجعت انبعاثات روسيا من غازات الاحتباس الحراري وظلت في 2008 أقل من معدلاتها في 1990 بنسبة 33 في المئة. أما الصين أكبر الدول المسببة للاحتباس الحراري فلم تلق بشكل مباشر باللائمة على تغير المناخ في الفيضانات والانهيارات الأرضية التي أودت بحياة أكثر من ألفي شخص.

لكن تعليقاً نشرته صحيفة (بكين ديلي) الأسبوع الماضي قال إن تكرار الكوارث يعني أن «تغير المناخ يمثل تهديداً حقيقياً للأنظمة البيئية الطبيعية للصين وللتنمية الاقتصادية والاجتماعية فيها»

العدد 2907 - السبت 21 أغسطس 2010م الموافق 11 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً