العدد 1003 - السبت 04 يونيو 2005م الموافق 26 ربيع الثاني 1426هـ

تسونامي من الإبداع البحريني في عمان

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

فتحت سلطنة عمان ذراعيها للبحرينيين المبدعين الذين ابتكروا فكرة "مدينة الزرقاء"، التي أعلن عن تدشينها أمس في مؤتمر صحافي عقد في فندق "جراند حياة" في مسقط، وشارك فيه وكيل وزارة السياحة العمانية محسن البلوشي ورئيس مجلس إدارة شركة السوادي للاستثمار والسياحة "المالكة لامتياز تطوير مشروع مدينة الزرقاء" أنيس الزدجالي، ونائب رئيس شركة السوادي، "وهو أيضا المعماري البحريني" أحمد أبوبكر جناحي، والرئيس التنفيذي لشركة "أوبن هايمر" "ومقرها سويسرا" جيرالد بولفسكي، والرئيس التنفيذي لشركة ريمون "ممثل المالك" هايكو آكيليز.

المشروع ينفذ على 11 مرحلة ويكتمل بناؤه خلال 15 عاما، بكلفة نهائية تصل إلى 15 مليار دولار وسيوظف نحو 50 ألف شخص بعد اكتماله. أما المرحلة الأولى فستكلف نحو ملياري دولار، تستمر نحو عامين، وستوظف ما بين 4 و7 آلاف شخص في وظائف تشمل أربعة قطاعات سيتم تطويرها داخل المدينة الجديدة، وهي الصحة، والتعليم، والسياحة، والاستملاك العقاري.

أحمد جناحي ابتكر فكرة المدينة وعرضها على المسئولين العمانيين الذين وافقوا عليها قبل نحو 8 أشهر، وتمكن جناحي من الحصول على دعم وتمويل من واحدة من أكبر الشركات السياحية العالمية "أوبن هايمر". أما الأفكار فكانت موجودة أساسا وهي محصلة المشروعات التي اقترحها جناحي في البحرين، ولكنها لم تتحرك في غالبيتها، ووجدت سبيلها للتحقيق في عمان.

الفكرة ابتكارية، وهي فعلا "تسونامي" من الإبداع البحريني. فالمدينة ستكون أكبر مشروع سياحي في الخليج من نوعه، وستقع على مساحة 35 كيلومترا مربعا "وهي تعادل نصف المساحة المسكونة في البحرين"، وهي مدينة لا تضر البيئة، ولا تقوم على أرض مدفونة، وإنما على مساحة جميلة في طبيعتها. وعندما سئل جناحي عن السبب في تسميتها بـ "المدينة الزرقاء"، أجاب إنها مدينة بين الماء والسماء، والاثنان لونهما أزرق، وهي تكملهما وتستمد جمالها من لون ماء البحر ومن لون السماء، والاسم له جذور عربية مستمدة من الحضارة التي احتضنتها أرض الجزيرة العربية منذ آلاف السنين.

عندما يكتمل المشروع خلال السنوات المقبلة، سيتمكن نحو ربع مليون إنسان من السياحة في المدينة "على الأقل سيكون هناك عشرون منتجعا وفندقا"، أو سيدرس في المدينة، أو سيذهب للعلاج، أو أنه سيتملك عقارا ويعيش فيه. ومن يذهب للسياحة أو العيش فيها سيجد أهل البلد بصورة أساسية في المدينة وما حول المدينة، وهو أمر يختلف عن مشروعات خليجية أخرى تحتوي على كل شيء ما عدا ابن البلد. ويتوقع مطورو المشروع أن يزور المدينة - بعد اكتمالها - نحو مليوني سائح سنويا.

البحرينيون مبدعون، ويستطيعون أن يطلقوا "تسونامي" ابتكاراتهم وإبداعاتهم في أرض الله الواسعة، والأمل أن يلتفت المسئولون في البحرين إلى القدرات الوطنية وأن يفسحوا المجال للناس لأن يتنفسوا الصعداء. كما نأمل أن يوضع حد للسياسة الحالية التي تحرم المواطن حتى من رؤية البحر في بلد يستمد اسمه من وجود "بحرين"، أحدهما حلو من ينابيع المياه التي جفت خلال السنوات الأخيرة، والثاني طعمه مالح، والآن سيصعب علينا رؤيته بعد أن ارتفعت جدران "العزل"

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1003 - السبت 04 يونيو 2005م الموافق 26 ربيع الثاني 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً