العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ

سجنت لأكثر من ست سنوات لطعني صهيونية وخرجت شامخة

الأسيرة الفلسطينية سعاد غزال في لقاء مع "الوسط":

المنامة - محرر الشئون المحلية 

14 يونيو 2005

قالت الأسيرة الفلسطينية المحررة سعاد حلمي غزال التي زارت البحرين لمدة ثلاثة أيام "إذا رفع احدهم ضدك السلاح فيجب أن تعرف كيف تجعل السلاح المصوب نحوك يدافع عنك، فإذا تم اعتقالي وأرادوا إخراسي فيحب أن أحافظ على الهدف الذي سجنت من أجله". جاء ذلك خلال لقاء أجرته "الوسط" مع غزال.

في البداية حكت سعاد غزال التي قضت في سجون الاحتلال الصهيوني ست سنوات وبضعة أشهر، وتبلغ من العمر الآن واحدا وعشرين عاما، انه تم سجنها بسبب طعنها لإحدى المستوطنات الصهيونيات بسكين العام 1998م، وأن الصهاينة لم يطلقوا سراحها إلا قبل أشهر قليلة، وفي هذا الصدد تقول غزال "أنا أسكن في قضاء نابلس، ووالدي مدرس ووالدتي مدرسة سابقة، وكنت صغيرة في السن إذ كان يبلغ عمري حينها نحو 15 عاما، وكنا في تلك الفترة نعاني بشدة من مسألة مصادرة الصهاينة لأراضينا، فقد كنا نرى الأرض أصبحت ملكا للمستوطنين، والإنسان مهما بلغت قدرته فإنه يتحمل لدرجة معينة ثم ينفجر، عمليات مصادرة الأراضي كانت كبيرة، وفي ذاك الوقت استشهد فلسطينيون من مدينة قلقيلية، فكانت المحصلة هي أن قمت بعد هذه التراكمات بالذهاب إلى باب مستوطنة إسرائيلية وقمت بطعن إحداهن هناك، وقد أصيبت تلك المستوطنة بجروح ولم تمت".

وعن كيفية القبض عليها "ألقي علي القبض مباشرة في موقع الحادثة، وتعرضت لضرب شديد، وتم أخذي إلى مركز تحقيق في كادومين، وانتهيت من التحقيق بعد 17 يوما، وبعد مدة من التوقيف تم إصدار حكم ضدي بالسجن لمدة ست سنوات ونصف السنة، وأطلق سراحي منذ بضعة أشهر فقط، وقد وضعوا العراقيل لكي لا أخرج من السجن، إذ اتهموني بالاعتداء على مديرة السجن، الا إنني استطعت إثبات بطلان هذه التهمة أمام المحكمة العليا، ليطلق بعدها سراحي".

وعن أوضاع الأسيرات الفلسطينيات في السجن، أوضحت غزال "العام 1996م، أطلق الإسرائيليون كل الأسيرات الفلسطينيات، ولكن بعدها بأسبوعين تم اعتقال فلسطينيتين، وهناك كنا نتعرض كل يوم للإهانة ولم يكن يسمح لنا بعد إصدار الحكم علينا بالخروج للمشي في ساحة النزهة، ولم نعط أيا من حقوقنا التي تنص عليها معاهدة جنيف، وبعدها تم إخراجنا للساحة ولكن مع سجينات جنائيات كنا نتعرض منهن للإهانة والأذى، فاضطررنا إلى الإضراب عن الخروج لساحة النزهة في السجن، وبعدها قمنا ولمدة 45 يوما بتناول وجبة واحدة فقط في كل يوم، كانت عبارة عن ملعقة لبن وقطعة خبز وشريحة من الخضار، نصف قطعة خيار مثلا أو نصف حبة طماطم، واستطعنا في هذا الإضراب أن نكسب حقا في خروجنا لوحدنا كسجينات سياسيات في ساحة النزهة لمدة ساعة كاملة، والتقينا محامينا، كما صرنا نتلقى الرسائل والملابس من ذوينا عن طريق الصليب الأحمر".

وعن الأوضاع داخل السجن بعد بدء الانتفاضة الثانية أواخر العام ،2000 قالت غزال "وصل عدد الأسيرات إلى ،300 والآن توجد نحو 124 منهن في السجن، وأصبحت الأمور أكثر قسوة داخل السجن، وفي العام 2001 تم منع أهالينا من زيارتنا داخل السجن لأسباب أمنية كما قالوا، وطبعا هذه أسباب واهية، فما الخطر في أن ترى امرأة سجينة أطفالها؟ ومنذ بداية هذا العام سمح للأهالي بزيارة السجينات". وعن حالة السجينات اللاتي هدم الاحتلال بيوتهن، أشارت غزال إلى أن "بعض الأسيرات اتهمن بجرائم قتل، ولهذا كان الإسرائيليون يريدون هدم بيوت عوائلهن، وطبعا لا يستطيع أحد تخيل حالة السجين وشعوره، وهو يسمع أن الاحتلال سيهدم منزله، ويشرد عائلته، إن الإسرائيليين يظنون أن بإمكانهم إحباط الأسير، ولكنهم لا يعلمون أنه سيزيد حقدا عليهم".

وأضافت "إذا رفع أحدهم ضدك السلاح، فيجب أن تعرف كيف تجعل السلاح المصوب نحوك يدافع عنك".

وعن نشاطها الآن بعد خروجها من السجن، أوضحت غزال "نعمل الآن على تأسيس جمعية خاصة بالأسرى المحررين، ونهدف إلى توحيد الكم الهائل من الأسرى، فقد كنا نعيش مع بعضنا بصدقية كاملة، وأعتقد أن شخصية الأسير الفلسطيني هي من أرقى الشخصيات، ووزارة الأسرى في السلطة الفلسطينية ترحب بنا وبهذه الجمعية التي مازالت مشروعا لحد الآن". وعما إذا كانت ستواصل دراستها، قالت "دخلت السجن وعمري 15 عاما، وصدر حينها قرار هناك بمنعي من الدراسة، وسأعمل الآن على إكمال دراستي الثانوية وبعدها سأتجه للدراسة في إحدى الجامعات".

وعن هدف زيارتها للبحرين، أوضحت غزال "كانت لدي دعوة من جمعية مقاومة التطبيع البحرينية، وجئت إلى هنا مع الوفد الفلسطيني المشارك في مؤتمر السيدات"، وشددت غزال على عدم خطأ إشراك المرأة في العمل الجهادي والنضالي، مؤكدة أن المرأة الفلسطينية شاركت منذ بدايات الحركة التحررية الفلسطينية في العمليات العسكرية جنبا إلى جنب الرجل. وأعربت غزال في نهاية لقائها "الوسط" عن ارتياحها لطبائع الشعب البحريني، واهتمامه بالقضية الفلسطينية.


مشروع بحريني لكفالة 124 أسيرة فلسطينية

أعلنت عضوة جمعية مقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني أنيسة فخرو عن مشروع لكفالة الأسيرات الفلسطينيات، جاء ذلك خلال لقاء جمع بين الأسيرة الفلسطينية المحررة سعاد غزال التي تزور البحرين حاليا مع عدد من أعضاء جمعية الوفاق الوطني الإسلامية. وأوضحت فخرو أن هناك حاجة ماسة لمساعدة الأسيرات في السجون الصهيونية، فهناك أسيرات لديهن أطفال تركوا دون عائل، إذ إن بعض أزواج هؤلاء الأسيرات استشهدوا، وخصوصا ان بعضهن محكومات لفترات طويلة. وقالت فخرو إن المبلغ الشهري المطلوب لمساعدة كل أسيرة هو 100 دولار أميركي، أي ما يقارب 40 دينارا بحرينيا، مؤكدة أنه يمكن لمجموعة من الأشخاص التكفل بمساعدة أسيرة واحدة، وأن التبرع سيكون مباشرة من قبل الأشخاص في البحرين إلى أرقام حسابات خاصة في الأردن ليتم تحويلها إلى حسابات هؤلاء الأسيرات في فلسطين، وان أي شخص سيتبرع سيأتيه إيصال يؤكد له وصول المبلغ إلى المكان المطلوب، وذلك للتأكد من وصول المساعدات لمستحقيها.

وناشدت فخرو المواطنين والهيئات التفاعل مع المشروع، موضحة أن أهلنا في فلسطين ينتظرون منا الدعم المادي وقبل ذلك الدعم السياسي الذي يشعرهم بوجود أنصار لهم في هذا العالم

العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً