العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ

زلزال سجناء غوانتنامو

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

والله البعض من شعب البحرين طيب وحنون ودائما ما تجده عند الشدائد. .. أقول هذا بعد أن وصلتني العشرات من المكالمات الهاتفية بالأمس بعد قراءتهم لموضوعي عن سجناء غوانتنامو ومناشدتي لأمهات الأسرى بالتحرك الجدي في محاولتهن للإفراج عن أبنائهن الموجودين ظلما وعدوانا في أقفاص غوانتنامو... حاولت جاهدا بالأمس أن أبقي التليفون النقال موصلا بسلك الكهرباء حتى لا تنفد البطارية وأخسر بعضا من مكالماتكم القيمة... والصحيح أن غالبية المتصلين من الأمهات اللاتي شعرن بإحساس أمهات أسرانا هناك، وحاولن أن يعبرن عن شعورهن لو كان الأسرى أولادهن... والبعض منهن أبدوا الكثير من المقترحات الصائبة في سبيل الإفراج عن الأسرى والبعض تساءل عن سبب الغموض في الموقف الحكومي، والبعض منهن أبدى استعداده للقيام بالتجمعات أمام السفارة الأميركية وأمام الوزارات المختصة للمطالبة بسرعة التدخل الحكومي لضمان الإفراج السريع والمؤكد لجميع مواطنينا المسجونين في أقبية وأقفاص غوانتنامو ظلما ومن دون وجه حق... والغالبية من المتصلين طلبوا مني أن أواصل الكتابة اليوم وفي الموضوع نفسه مع الإشارة إلى تضامنهم جميعا مع أسر السجناء المظلومين وتضامنهم أيضا مع كل ما يودون عمله في سبيل ضمان الإفراج عن أبنائهم.

طبعا، لابد أن يعرف القراء الكرام أننى دائما ما أرحب بالاتصالات والتواصل مع القراء الكرام ورقم تليفوني دائما موجود في صحيفة "الوسط" سواء داخل البحرين أو خارجها، كما أن رقم البريد الإلكتروني "لمن يعرف استخدام الكمبيوتر فقط" موجود أسفل مقالاتي دائما.

البحرينيون المخلصون دائما ما يتساءلون عن السبب في عدم الإفراج عن أسرانا في سجون الموت في غوانتنامو، ونحن دائما ما يكون ردنا هو عدم جدية الضغوط الحكومية والأهلية والإعلامية على حكومة الولايات المتحدة الأميركية من خلال سفارتهم الموجودة في مملكتنا... لو كان عندنا عدد من القتلة الأميركيين الذين ثبتت إدانتهم في أية جريمة قتل لمواطنين بحرينيين وأمسك بهم بالجرم المشهود واعترفوا وحكم عليهم بالسجن... السؤال هنا هل ستتركهم بلادهم يحبسون في سجوننا؟ والسؤال المهم هو: هل ستتركهم أميركا يحاكمون في بلادنا؟ والسؤال الأهم من المهم هو: هل هم سيحاكمون أصلا، أم سيتم ترحيلهم وبأسرع وقت إلى بلادهم وينهون القضية؟

لقد حصل الكثير من القضايا ضد جنود الولايات المتحدة الأميركية في الكثير من الدول التي يوجدون بها، ولكننا لم نسمع عن أية محاكمات تجرى لهم أو سجون دخلوها... لماذا؟ لأن الرأي العام في أميركا مهم جدا ويحسب له ألف حساب وكل قضية يوجد لها الكثير من المناصرين المؤثرين في القرار الحكومي... الرأي العام هناك قوي ومزلزل... أحيانا يرفع حكومات فاشلة وأحيانا يسقط حكومات ناجحة... أما عندنا في دول العالم الخامس "الدول النايمة" فلا يوجد عندنا لا رأي عام ولا رأي خاص ولا هم يحزنون.

لو كان لدينا إحساس ولو بخمس ما تحس به أمهات السجناء في غوانتنامو لوقفنا معهن وخرجنا معهن والتففنا حولهن مزلزلين الأرض ومطالبين حكومتنا والحكومة الأميركية بسرعة إرجاعهم إلى أحضان أمهاتهم... أصلا، لو تعرف الولايات المتحدة الأميركية أننا شعب واحد وموقفنا واحد وصوتنا واحد لما تجاسرت واشترت بعضا من مواطنينا وألقت بهم في سجون الحرق والتعذيب.

والله عيب... عيب أن نسأل قبل أن نحدد موقفنا من أبنائنا الأسرى السؤال المعروف والمنبوذ: من أي مذهب هم؟ هم من البحرين... وطن الجميع... وطن الكرام... جميع الطوائف كرام في بلد الكرام... لا فرق بيننا في وطننا... قلوبنا واحدة ودربنا واحد... لذلك، يا من في قلبه رحمة قف معنا لنصرة إخواننا.. ويوما ما ومن دون أن تطلبنا فستجدنا بالتأكيد واقفين معك

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1013 - الثلثاء 14 يونيو 2005م الموافق 07 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً