العدد 1017 - السبت 18 يونيو 2005م الموافق 11 جمادى الأولى 1426هـ

حرية المرأة عرضة لأفعال حكومية وغير حكومية

تقرير بيت الحرية بشأن المرأة الخليجية "2"

منيرة أحمد فخرو comments [at] alwasatnews.com

النقاط القطرية التي حصلت عليها دول الخليج لا تبشر بتقدم المرأة، فدول الخليج - ما عدا البحرين - حصلت على نقاط منخفضة جدا، وحتى تقرير البحرين على رغم كونه يأتي سابقا جميع التقارير الخليجية وخامس التقارير جميعها التي يبلغ عددها 17 تقريرا لـ 17 بلدا، ينخفض دون الثلاث نقاط علما بأن المقياس يتدرج من "1 إلى 5" ووصلت ثلاث دول إلى النقطة الثالثة وهي الأعلى بالنسبة إلى الدول التي شملها التقرير، ولكنها في الحقيقة تمثل الدولة التي تتعرض فيها حرية المرأة في ممارستها لحقوقها الإنسانية للتقييد أحيانا كنتيجة لأفعال الأطراف الحكومية وغير الحكومية.

بالنسبة إلى النقاط التي حصلت عليها دول الخليج تأتي البحرين في المقدمة إذ حصلت على "2,46" تلتها الكويت "2,24" وينبغي أن نضع في الاعتبار أن هذا التقرير وضع قبل حصول المرأة الكويتية على حق الانتخاب والترشح. ثم قطر "2,22" وعمان "2,02" ومثلها الإمارات العربية المتحدة "2,02" وأخيرا المملكة العربية السعودية إذ حصلت على "1,26". ويصف تقرير البحرين - الذي قامت بتحريره رئيسة جمعية حقوق الإنسان سبيكة النجار - على سبيل المثال، تحيز قانون الجنسية البحريني للرجال عموما فينص ذلك القانون على "حق الرجل في منح جنسيته إلى زوجته الأجنبية وأبنائه، ولكنه من ناحية أخرى يمنع المرأة من منح جنسيتها لأبنائها أو زوجها الأجنبي. ولكن في ابريل / نيسان 2004 سمح البرلمان للمرأة البحرينية أن تكفل زوجها الأجنبي وأطفالها وبالتالي السماح للأبناء البالغين والأزواج بالعمل في الدولة من دون كفالة عمل". كما يمكن للمرأة أن تواجهها معوقات كثيرة من إجراءات المحاكم الشرعية المعقدة التي تخضع لسيطرة الرجل، فالإجراءات الطويلة في المحاكم في قضايا الطلاق هي مثال واحد فقط على الصعوبات التي تواجهها المرأة في سعيها لتحقيق العدالة. ويشدد تقرير البحرين على كون المنظمات غير الحكومية ممنوعة من الاشتغال في العمل السياسي كذلك يتطرق التقرير إلى قانون الأحوال الشخصية كونه غير موحد بعد نتيجة لمعارضة كل من القيادات الدينية الشيعية والسنية. وأدى غياب هذا القانون إلى تعرض المرأة لتفسيرات الشريعة الفردية والأبوية، المتناقضة أحيانا، من القضاة في البحرين وكلهم من الرجال. كما أشار التقرير إلى إجازة الولادة وهي عبارة عن 45 يوما تبدأ من يوم ولادة الطفل مما لا يتوافق مع معايير منظمة العمل الدولية.

أما تقرير المملكة العربية السعودية فقد قامت بتحريره الأستاذة في جامعة بروان الأميركية إلينور داماتو. وذكرت سلبيات كثيرة بالنسبة إلى القوانين التي تحكم المرأة السعودية فمثلا ذكرت أنه يحظر على المرأة، بمقتضى القانون، المشاركة في أي من الأجهزة العامة لصنع القرار. كما تعد حرية انتقال المرأة في المملكة العربية السعودية محدودة بمقتضى مجموعة من الضوابط القانونية والاجتماعية والممارسات المحلية المحظورة دينيا. ويصف التقرير كيف يحق للزوج أن يطلق زوجته بكل بساطة من دون مبرر من خلال تسجيل بيان بعزمه على الطلاق في المحكمة وتكراره ثلاث مرات. وهذا الموضوع لا تختص به السعودية وحدها بل يمارس في دول المنطقة الست. كما يتطرق التقرير إلى موضوع العنف الأسري وعدم مناقشته بصورة علنية وكذلك تخفيف الحكم عن الزوج عندما يمارس العنف الذي يصل أحيانا إلى حد القتل. وتجد المرأة صعوبة بالغة في التحدث عن وضعها الشخصي من دون الخوف من تلطيخ "شرف" أسرتها وسمعتها الخاصة. كما يؤدي فصل الجنسين في العمل إلى زيادة العقبات التي تحول دون توظيف المرأة.

أما تقرير الكويت وهو كما ذكرنا سابقا قد تم تحريره قبل حصول المرأة الكويتية على حق الانتخاب والترشح فقد ذكرت كاتبة التقرير هيا المغني ان المرأة الكويتية حصلت على مكاسب سياسية ومدنية محدودة وأن المرأة لا تستطيع العمل في الجيش أو القضاء ولا تتولى مراكز سياسية متقدمة. وتؤكد أن هناك نحو 12 ألفا من السيدات الكويتيات متزوجات من غير كويتيين لا يستطعن نقل جنسيتهن إلى أبنائهن وأزواجهن.

وبالنسبة إلى تقرير قطر قامت بتحريره الكاتبة جيل كريستل وهي خبيرة متخصصة في شئون قطر. وتحدثت عن الإصلاحات الأخيرة التي شهدتها المرأة في قطر وخصوصا حصولها على حق الترشح والانتخاب التي انعكست إيجابيا على وضع المرأة القطرية. ولكنها سألت إن كانت تلك الإصلاحات، التي يرجع الفضل في حصولها أساسا إلى أمير قطر وقرينته الشيخة موزة المسند، ستكون قادرة على البقاء كونها استمدت وجودها من قمة السلطة وليس من قاعدة شعبية منظمة. وفي اعتقادي أن ذلك لن يغير من كون تلك الإصلاحات جاءت لمصلحة المرأة القطرية ومن المحتمل أن تبنى منها انطلاقة شعبية مستقبلا.

أما تقرير الإمارات العربية المتحدة الذي تولت كتابته شذى المطوع فتذكر الكاتبة أن دولة الإمارات لم توقع اتفاق منع التمييز ضد المرأة "سيداو". كما تحدثت عن مشكلة زواج رجال الإمارات بنساء أجنبيات وعدم استطاعة المرأة الزواج برجال غير مواطنين. وكذلك افتقار المرأة إلى وضع قانون للأحوال الشخصية. كما ذكرت الكاتبة أن ختان البنات يمارس بسرية في دولة الإمارات.

التقرير بطبعته العربية سيصدر في شهر أغسطس / آب المقبل، لكن هناك بعض الأسئلة التي لا بد من طرحها بعد قراءته: هل كانت جميع تقارير الدول محايدة أم تدخلت فيها نظرة شخصية من الكاتبات، فمثلا وجود حالات الاغتصاب بالنسبة إلى المرأة في المنطقة وخصوصا المرأة الوافدة لا توجد احصاءات دقيقة بها بسبب حساسية الموضوع وبسبب عدم التبليغ عن معظم الحالات كونها تمس شرف الأسرة وتلطخ سمعتها. وكيف نتأكد من صحة جميع ما جاء في تلك التقارير؟ اعتقد أن مناقشة التقارير علانية وعقد الندوات وورش العمل المتخصصة في كل دولة شملها التقرير لتقييمها كفيلة بتبيان الحقيقة ووضع النقاط على الحروف وكذلك تعديل مسار حركة المرأة التي نعتقد أنها انطلقت في أكثر من بلد خليجي وما جرى في الكويت أخيرا يؤكد هذه الحقيقة

العدد 1017 - السبت 18 يونيو 2005م الموافق 11 جمادى الأولى 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً