العدد 2409 - الجمعة 10 أبريل 2009م الموافق 14 ربيع الثاني 1430هـ

بوحسين... في أمان الله

حمد الغائب hamad.algayeb [at] alwasatnews.com

منوعات

لم أعتد يوما أن أكتب المراثي، ولم أألف كتابة الأحزان، ولكنني أرى فَقْدَ عمّي وجدّ أولادي اليوم يفرض نفسه علَيَّ... فاعذروني إن شاركتكم همومي.

فهل يا ترى حقيقة ما أسمع وهل هو علم ما أرى، فقد تعودتُ أن أراك كل ليلة جمعة سبّاقا الى بيتي فرحا تسبق خطواتك دعواتك، مسباحك الذي أعطيته بيدي لمن قام بدفنك وبحسب ما أوصيتني بنفسك يوم تقول لي «ذكّرهم يا بوفواز بمسباحي بأن يُدفن معي... لا تنسى» لا يفارق أنامل يدك وآياته لا تفارق شفتيك، يستصعب الحديث أحيانا معك لانشغالك في ذكر الله قائما قاعدا.

هل صحيح أنني لن أسمع صوتك وأنت تناديني «بوفواز... بارك الله فيك» أو «وحياتك يا بوفواز» «يا ولدي يا حمد» وأخال هذا الصوت لايزال يرنّ في أذني وأسمعه حتى وأنا أحملك آسفا على كتفي وأنت في نعشك، هل صحيح أنني لن أستمع إلى سواليفك الجميلة ومواقفك الطريفة... آآآه مرجان وإنجازاته واختراعاته من سيعطينا أسراره وخفاياه... فهل رحت وأخذت سره معك! فهل صحيح أنك لن تكرر وصاياك لي بفواز ورنا ومها.

فهل صحيح أنك لن تقرأ عمودي اليوم وتناقشني فيه على غداء كل يوم سبت عندك في البيت، فأنت في بداية السفرة وأنا في نهايتها هربا من الجلوس بجانبك... فلك هيبة ووقار واحترام يصعب عليَّ وصفه، فلطالما كنت تقول لي «إيّاك وأن تكتب عني يوما» واعذرني اليوم لأخالفك طلبك القديم الجديد وأتجرأ، ولم أفعلها إلا ليقيني أنك لن تقرأه، من يا ترى سيُحاسبني على ما أرسم من كاريكاتيرات تحثّني على المضيِّ هاجما تارة وتنصحني بالتريث تارة أخرى.

أراك يا بوحسين سورا شامخا وحصنا قويا، لم يكن صعبا عليك أن تربي أبناءك وأحفادك تلك التربية الحُسينية، فليس بغريب عليك... فأنت صديق القرآن وابن المأتم. فهل من دُعاء غير «اللهم صبّر الأهل والأحباب، وامسح على قلبهم فهم مؤمنون مُحتسبون لأمرك» ولا اعتراض على أمره، ولكنها حرارة الفراق التي لا ترحم.

إقرأ أيضا لـ "حمد الغائب"

العدد 2409 - الجمعة 10 أبريل 2009م الموافق 14 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً