طالب عضو مجلس الإدارة في البسيتين مدير الفريق الأول للكرة عارف العباسي اتحاد الكرة بالإسراع في وضع البرنامج الزمني لمسابقات الاتحاد للموسم المقبل حتى يتسنى للأندية تشكيل الأجهزة الفنية والإدارية لجميع الفرق، إضافة إلى التقاعد مع المدربين والمحترفين وفق البرنامج الموضوع وإعداد الفرق بصورة سليمة.
وأضاف "هناك فوضى في الأمر، فأندية تتعاقد مع مدربين ولاعبين قبل الانتخابات، وهذا يترك إرباكا لمثل هذه الأمور، وخصوصا في ظل عدم وجود برنامج زمني لاتحاد الكرة".
ونحن في البسيتين جلسنا مع أحد المدربين وعندما قام بسؤالنا عن الشهر الذي يبدأ فيه الدوري لم نستطع أن نجيبه ما جعلنا في موقف محرج، لأنه باعتباره مدربا محترفا يهمه كثيرا تاريخ بدء الدوري حتى يضع برنامجا زمنيا لإعداد الفريق وفق برنامج الاتحاد.
وقال أيضا: "نأمل من اتحاد الكرة أن يعقد مع الأندية الأعضاء اجتماعا صريحا يقيم فيه المرحلة السابقة من مسابقات الاتحاد بما فيه الدوري لنضع الخطوط العريضة لتطويره، وهذا أمر لابد منه وضروري، فالفرق ليس لديها الدافع القوي من أجل التطوير والمنافسة في ظل غياب الحوافز المعنوية والمادية لذلك تلعب تلك الأندية من أجل المشاركة فقط".
من جانب آخر، قال: "من الملاحظ جدا أن اتحاد الكرة يولي جل اهتمامه بالمنتخب فقط ولا يفكر بتاتا في تطوير الأندية الأعضاء، ولم نر أي عضو فيه خرج علينا بتصريح يقترح فيه تطوير الدوري عبر تغيير النظام، فهناك الكثير من الأفكار البناءة والمفيدة التي ترفع من درجة المنافسة ونحن نريد أن يكون هناك اهتمام بالدوري من جميع الجوانب".
وتابع "فمثلا، أنا مع البسيتين في الفريق الأول منذ ثلاث سنوات تقريبا لم أر تطورا فيه على رغم أننا نصرف عليه مبلغ كبيرة تصل إلى 100 ألف دينار قياسا بما نحصل عليه من المؤسسة العامة الذي يقدر بـ 26 ألف دينار فقط، فخلال هذه السنوات الثلاث لم أر أي بادرة من الاتحاد يعرض فيها استحداث فكرة جيدة تعود بالنفع على الكرة، إذ إن كل ما يجري مجرد اجتهادات من الأندية، وهنا أؤكد أنه "حتى المنتخب" لم يسهم الاتحاد في بروزه بشكل فاعل، بل الأندية هي التي لها الدور الكبير في ذلك، فمثلا طلال يوسف وسلمان عيسى كانا يلعبان في المدينة، وكادا أن يختفيا لولا جهود الرفاع عندما برزا فيه بانتقالهما إليه، ومن ثم البروز الكبير في المنتخب، ما يعني أن الرفاع ساهم كثيرا في بروز هذين النجمين".
وواصل العباسي حديثه قائلا: "كثير من الناس لديها أفكار جيدة، ويحبذ الاتحاد لو يسمعها من أجل التغيير والتطوير، فأنا أقترح أن يكون الاتحاد لجنة نصفها من أعضاء الاتحاد والنصف الآخر من الأندية، مهمتها تنظيم الدوري الممتاز والدرجة الأولى بالتنسيق مع الاتحاد حتى نصل بالدوري إلى حد المنافسة القوية والحضور الجماهيري المميز".
وسألناه: قد يكون الاتحاد متوقفا عن مناقشة التطوير لعدم وجود البنية التحتية الصالحة للعب عليها، فأجاب "إذا جلسنا وتحدثنا عن هذه السلبية سنبقى طوال حياتنا لن نتطور ولن نتغير، ولذلك في الموسم المقبل هناك أكثر من ملعب جاهز ومزروع مثل ملاعب الرفاع والأهلي والمحرق".
وأضاف "في الحقيقة هناك الكثير من الذين لا يبدون الفكرة لأن الاتحاد لا يأخذ بهذه الأفكار، وهنا أود أن أسأل: ماذا لو تأهلنا لنهائيات كأس العالم، كيف سيكون شكل الدوري وقوانين الاحتراف؟ هل سيلغى قانون الأربعة المحترفين مع الفرق؟ وكيف سنعرف ذلك وهل نقدم على التعاقد مع الأربعة المحترفين في ظل عدم وضوح الرؤية؟ أم أننا سننتظر إلى أن يقترب الدوري بأسبوع وبعدها يخرج الاتحاد برنامجه الزمني وجدول المباريات وقوانينه، وبالتالي نصبح في موقف محرج، أم اننا نتعاقد مع المحترفين وبعدها تصدر قرارات بإلغاء هذا القانون ونخسر كلف هذه العقود؟!".
وقال أيضا: "لماذا لا ننظر إلى الدول المجاورة وكيف تغير في أنظمتها إلى الأفضل؟ فمثلا في قطر هناك تغيرات مستمرة إلى الأفضل من خلال نظام الاحتراف، هناك الحوافز المجزية لتحفيز الجماهير من أجل الحضور، أما هنا فتم إبعاد شووت عن تنظيم الدوري، فنحن من قبل نحصل على دعم هذه الشركة بصورة مستمرة، والآن نحن نقوم باجتهادات فردية من أجل توفير الدعم لفرق النادي، ونحن نأمل في زيادة الموازنة ولا أقول نريد أن نصبح مثل قطر، ولكن على الأقل نستيطع أن نقف على أقدامنا، فالعنصر البشري "اللاعب" موجود بقوة في البحرين، نحتاج فقط إلى اكتشاف هؤلاء والدول المجاورة تغبطنا على هذا الأمر ويتمنون أن يحصلوا على مثل ما لدينا من اللاعبين".
وتابع "جميع الدول المجاورة تتطور، فهذه الكويت وعبر مجلس الأمة الذي وافق على جعل اللاعب الكويتي محترفا، إضافة إلى أن الحكومة ستدفع راتبا إلى كل لاعب، وواقف على استثمار الأندية إلى منشآتها بعدما رفضت طويلا، فهذا التدخل جاء لمصلحة الكرة هناك بعدما استشعروا الخطر، ونحن مازلنا نياما ولا ندري متى نصحوا!".
وأضاف "الدوري عندنا ضعيف وإذا بقينا على هذا الحال، فحتى المنتخب سيتأثر كثيرا، بل أقولها... بدأ فعلا بالتأثر من خلال المستوى الفني غير المستقر للاعبين، ومع القوانين الجديدة في قطر، كأنما نقول لا للاعب البحرين، فأعتقد أن المنتخب لو لم يتأهل لكأس العالم فستكون هناك كارثة في الشارع الرياضي، فلابد أن تكون هناك أفكار تطويرية للدوري الذي هو أصل تطور المنتخب، وأنا أؤكد جازما أن اتحاد الكرة يظلم الأندية، فنلاحظه يسير الدوري لإثبات هويته فقط عند الاتحاد الدولي، ولكن من دون النظر إلى الأفكار التطويرية والتقييم الموضوعي من عرض السلبيات والإيجابيات في كل مرحلة".
وختم حديثه بالقول: "إذا لم يتحرك الاتحاد من الآن بجدية لإنقاذ ما يجب إنقاذه فلن يكون لدينا دوري نعتمد عليه، وعلى الاتحاد أن يستمع للأندية والأفكار التطويرية وإلا على الكرة السلام"
العدد 1027 - الثلثاء 28 يونيو 2005م الموافق 21 جمادى الأولى 1426هـ