«اضرب» بهذه الكلمة منذ مطلع الأربعينيات تطلق ذخيرة صناعية من مدفع الإفطار في مملكة البحرين مرتين؛ واحدة بعد غروب الشمس والثانية قبل طلوع فجر كل يوم من أيام شهر رمضان ليمسك ويفطر الناس على صوتها، وعلى رغم مرور كل تلك السنين وعزوف الناس نسبياً عن الالتفاف مع أطفالهم حول مدفع شهر رمضان الكريم إلا أنه مازال حتى اليوم يقاوم النسيان والاندثار.

وفي ذلك كان لـ «الوسط» مؤخراً استطلاع سريع مع عدد من الناس عن مدفع الإفطار، إذ عبر معظمهم عن عزوفهم عن ارتياد موقع إطلاقه طوال شهر رمضان وذلك لانشغالهم بالتحضير لسفرة الفطور، فيما عزا البعض الآخر السبب إلى ظروف الحياة العملية.

وفي الجهة المقابلة، هناك من الناس من لايزال يرتاد موقع إطلاق مدفع الإفطار ولكن ليس بشكل يومي، إذ عبر أحد المواطنين عن أنه يعمد في كل عام لاصطحاب أطفاله لرؤية مدفع الإفطار لمرة أو مرتين طوال الشهر وذلك لتعريفهم بوجوده.

وعلى رغم عزوف معظم الناس عن رؤية مدفع الإفطار، إلا أنه مازال يلاحظ التفاف البعض منهم كل يوم حول مدفع الإفطار ولاسيما الأطفال منهم ليضعوا أياديهم على آذانهم استعداداً لإطلاق ذخيرته بفرح وسرور وبراءة وهو السبب الذي يدفع بهذا المظهر الرمضاني القديم لمقاومة النسيان والاندثار حتى اليوم.

يذكر أن أول مدينة تطلق مدفع رمضان حسبما تجمع المصادر التاريخية هي مدينة القاهرة، عندما تم إطلاق مدفع الإفطار لأول مرة عن طريق المصادفة عند غروب أول يوم من شهر رمضان في العام 859 هـ الموافق 1455م، أي منذ أكثر من خمسة قرون، ولطالما كان مدفع الإفطار مظهراً من مظاهر الاحتفال بشهر رمضان في البلاد الإسلامية ولاسيما العربية منها، وتعود قصة مدفع رمضان والتي يجهلها الكثيرون إلى عهد المماليك قبل خمسة قرون تحديداً حينما رغب السلطان المملوكي خوشقدم في تجريب مدفع كان قد تلقاه كهدية من صاحب مصنع ألماني وتصادف ذلك الوقت مع غروب الشمس، وظن الناس تعمد السلطان إطلاق المدفع لتنبيه الصائمين بدخول وقت الإفطار وفرحوا بذلك، لينطلق جموع من أهالي القاهرة إلى مقر الحكم لشكر السلطان على هذه السنة الحسنة والتي لم يعوا أنها مجرد مصادفة، وحينما رأى السلطان سرورهم بها قرر أن يطلق مدفع الإفطار إيذاناً بغروب الشمس وطلوع الفجر وظلت لسنين طويلة الذخيرة المستخدمة ذخيرة حقيقية إلى أن تم تغيرها إلى ذخيرة صناعية بعد التزايد العمراني والخوف من مخاطرها.