العدد 2910 - الثلثاء 24 أغسطس 2010م الموافق 14 رمضان 1431هـ

لدينا الكثير لنعمله... ولكن ليس بالحرق وإتلاف الممتلكات

سلمان ناصر comments [at] alwasatnews.com

.

هناك الكثير من يتحدث عن الديمقراطية وحقوقها ومسببات نجاحها على أرض الواقع، أو الظروف المعطلة لها سواء كانت مركزية أو تراكمية يتحمل الجزء الأعظم منها السلطة حسب ادعاءات البعض، في الوقت الذي يتناسى ما يتسم به المشهد الداخلي لدينا وما نعيشه كمواطنين، إذ إن هناك جمعيات تجاوز التاريخ منطلقاتها وأطروحاتها المعتمدة أساساً على مرجعيات شخصية وشرعيات تاريخية لا تمت للديمقراطية بصلة، وهي واحدة من الطلائع التي تركها لنا الاستعمار لتواصل مسيرتها في تأخير مسيرة التقدم الطبيعي الذي يطمح إليه المواطن بجانب كاريزما القبلية والفئوية التي تتسم مطالباتها بالفئوية، حتى بات المواطن لا يستطيع الوقوف أمام المرجعيات الشخصية وسيطرتها على الأفكار والاتجاهات.

وإذ نستعرض موضوعاً يتعلق بشخصيات جدلية لسنا بصدد المحاسبة أو حتى إصدار الأحكام، ولكن وجب علينا وضع الحقائق في نصابها فعندما يوصف المواطن البحريني بأنه محروم من أبسط حقوقه والمتمثل في التعبير عن رأيه، ومصادرة حقوقه السياسية، نقول إن التعبير وإبداء الرأي مكفول لدى الصحافة من خلال الصحف اليومية على مختلف أمزجتها وألوانها، هذا بجانب ما وصلت إليه المكونات السياسية، فهناك كتاب مهمتهم نقل رؤى تلك الكيانات بالتخصص بدل وقوفهم علي الحياد!

وللتدليل على تعافي حرية التعبير كذلك، فلقد تم تقييم أداء شخصيات عامة وسياسات من خلال أعمدة وتحقيقات صحافية مما يعكس حرية التعبير. وها نحن نكتب هذا المقال بالصحيفة التي يتحفظ بعض كتابها علي تبعات الإجراءات الأمنية، وهذا حق مكفول لأنه ببساطة متعلق بفكر الإنسان في المقام الأول، وهذه دلالة أخرى بأننا وصلنا إلى ما وصلنا إليه بعد تحرير قولنا من التبعية المقيتة وتقبلنا للرأي والرأي الآخر كتابة وشفاهة، فيجب عدم خلط الأمور ونسف ما تم إنجازه علي أرض الواقع.

إن حرية الرأي المسئولة تأتي تجسيداً حقيقياً لروح البحرين التي تقوم على الحرية والانفتاح وتحديداً لعهد وثيق ووعد دائم بأن تضل الحريات الأساسية وفي مقدمتها حرية الرأي والتعبير مصونة.

هذا ما جاء في كلمة جلالة الملك بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة التي وللأسف أساء البعض فهمها أما بالتلميع أو بالإساءة.

عند اختلاف أي شخصية مع النظام فليس ذلك بمبرر لقلب الحقائق ونسف المشروع الإصلاحي وتوصيفه بأنه إعلامي كما جاء على لسان أحد الأشخاص في إحدى المقابلات، إذ سيؤدي ذلك بالتالي إلى نسف الجمعيات السياسية المشاركة في العمل السياسي وإلغاء ما حققته من نجاحات وإن اختلف البعض معها، فهذه محصلة العمل الديمقراطي وعلى الرغم من حداثتها إلا أننا لا ننسى إصرار تلك الكيانات السياسية على علاوة غلاء المعيشة التي قد يقلل من قيمتها البعض ولكن تعني الكثير لكثير من الأسر، وتعطيلهم للموازنة دون مرور تلك العلاوة، ورفع موازنة الإسكان والبنية التحتية وبدل السكن والرقابة على طيران الخليج وشركة ممتلكات والإجماع على ملف التجاوزات. كل ذلك لم يكن يتحقق لولا المشروع الإصلاحي الذي دشنه جلالة الملك الذي يوصف بأنه إعلامي. وإن كان حصل ضعف في أحد الجوانب فهذا لا يعني الافتراء وإلغاء من أسهموا في ذلك وإن كنا نختلف مع بعضهم. وهنا نقول: عندما يصبح الإنسان لا يستطيع إلا سماع صوته ولا يرى إلا بعين حساباته وجب علينا أن نقف لتوضيح الواقع الذي نعيشه بعيداً عن العاطفة المناطقية أو المذهبية، لنبين بأننا لسنا بقطعان ننقاد دون تمييز أو نعمل على اجترار منعطفات من المفترض أن يكون قد أكل عليها الزمن وشرب. كان من المؤمل سماع هذا الصوت عند ما كانت الشوارع ومولدات الكهرباء تحرق والمرور يعطل ابتداء بالقرى ووصولا إلى الشوارع الرئيسية بمختلف المحافظات، وخاصة أيام العطل،على أيدي صبية وأحداث احترقت أفئدة أمهاتهم وآبائهم بعد توريطهم في تلك الأحداث.

والسؤال: من الذي أتى بشرطة حفظ النظام للشوارع أليس السكوت عن تلك الأحداث وتبريرها؟ ومن قال أصلاً إننا قد بلغنا الكمال؟ إن لدينا الكثير، يجب علينا العمل على تصحيحه وإصلاحه، ولكن ليس بالحرق وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وإلغاء كل ما وصلنا إليه.

نحن اليوم بحاجة إلى الكلمات التي تسدد وتقارب وتؤلف القلوب وتحدث أثراً طيباً في نفوس المواطنين، وتثمر عملاً صالحاً في كل وقت بإذن الله ومن خلالها تفتح أبواب الخير وتغلق أبواب الشر.

إقرأ أيضا لـ "سلمان ناصر"

العدد 2910 - الثلثاء 24 أغسطس 2010م الموافق 14 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 10:15 ص

      زائر رقم ن

      لديك الكثير لتقوله
      أما الكثير لتعمله ، فأشك في ذلك ... لن يسمحوا لك !

    • زائر 8 | 8:33 ص

      (عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهراً سيفه)

      الكاتب المحترم,ذكرت في مقالتك أنه (عند اختلاف أي شخصية مع النظام...إلخ) والإختلاف مع النظام حالة لم نصل حتى إلى وقت الحلم بها ناهيك عن ممارستها فما يعيشه المواطن لا يعدو مطالبات بالحقوق الأساسية للمواطن والمرتبطة بحاجاته المعيشية(أكل وشرب ووظيفة وسكن) فيواجه بوسائل وأدوات أقل ما توصف به أنهاغير إنسانية سواء مارس من شدة معاناته مايوصف بأنه تخريب أم لم يمارس والشواهد على ذلك عدة.أما من أتى بشرطة(حفظ النظام)فإنهم موجودون دائماًبسبب أو ليوفروا السبب.

    • زائر 2 | 11:25 م

      لدينا الكثير لنقوله

      أنت قلت واسمح لنا أن نقول: كمواطن عادي وإن كنت لا أرى في حرق الإطارات في الشارع فائدة تذكر وبغض النظر عن حكم أي شخص على هذا الفعل، إلا أني أرى وهو الواضح للجميع أن هذه الحملة الأمنية التي أقل ما أستطيع أن أقوله عنها - لعله ينشر - أنها حملة أمنية (كبيرة) لا تتناسب مع أصل الفعل الذي كما وصفته يصدر من صبية صغار، ثم ما يتم تداوله بشأن الأحداث أنها (شبكة) أرهابية وتخريبية ألخ، وليس مجرد صغار!! أذا هناك تضخيم لضرب كل معارض وصاحب رأي بل لضرب شعب بالكامل.

    • زائر 1 | 10:39 م

      جات الحزينة تفرح ما لقتش لها مطرح

      شكراً بو خالد .لا ندري لمن نحتكم للجمعيات ام للبرلمان ؟ فيا اما جمعيات خارجة على القانون أو جمعيات البرلمان . و إلا ما يدور فهيه أم الفوضى و الغوغائية . نحن نتغنى بحالنا في الخمسينيات و الستينيات . الجميع سمن على عسل . قد لا يخفى على العقلاء إننا كنا نعيش محاصصة لا منظورة و الكل يشارك في الخبزة و الكل قانع و حامد ربة . لكن الأيدولوجيات المخبئة هي من عفست الطبخة . و جات الحزينة تفرح ما لقت لها مطرح . فيجب اعادة التقسيمة و مراقبة اللاعبين و خصوصا الكبتنية

اقرأ ايضاً