العدد 2913 - الجمعة 27 أغسطس 2010م الموافق 17 رمضان 1431هـ

تحذير من سفك دماء المسلمين... وخيارات حرق الإطارات واستخدام الشوزن غير صائبة

تأكيد على أداء زكاة الأموال لحل مشكلة الفقر... في خطب الجمعة أمس

تنوّعت الموضوعات التي تناولها أئمة وخطباء الجمعة يوم أمس، فمنها ما أكد ضرورة إخراج زكاة الأموال، والمساهمة في القضاء على مشكلة الفقر في المجتمع، وأخرى دعت إلى إبقاء أبواب الحوار مفتوحة.

وأسف بعض الخطباء إلى تصاعد الوتيرة الأمنية في البحرين، وتماشيها مع أيام شهر رمضان المبارك، الذي يفتح الله فيه أبواب الرحمة والمغفرة لعباده.

ففي خطبته بجامع كرزكان الكبير، قال الشيخ عيسى عيد إنه «مضى على اشتداد الأزمة الأمنية في البلد أسبوعان، فهي تتماشى وشهر الله، شهر المغفرة والتوبة».

وبيّن عيد «لا نظن أن الخيار الأمني يشكل الوسيلة المثلى الأجدى لتجنيب البلاد المخاطر والويلات، بل يتفق الجميع أن الخيار الأمني خيار صعب ليس من ورائه إلا الكثير من الدمار والخسائر على جميع المستويات، وأظن ذلك واضحاً من خلال ما مرت به البلاد من مطبات ومنزلقات أمنية في السنوات الماضية أدت في وقتها إلى دمار أمني، واقتصادي وتنموي».

وأعلن عيد عن وقوفه مع دعوات الحوار الشامل الصادق، معتبراً أن ذلك «الوسيلة الأجدى لمعالجة هذه الأزمة وإخراج البلاد منها».

وأعرب عيد عن قلقه وأسفه «لما يحدث من تجاوزات أمنية خارقة للقانون والأعراف الاجتماعية من تعرض كثير من أبناء هذا الوطن إلى الاختطاف من الشوارع وتعذيبهم وتعريتهم على أيدي مجهولين، من دون أن نسمع من الجهات الرسمية أي محاولة للتصدي لمثل هذه الحالات وإنهائها».

وأمل عيد في أن «تتصدى الجهات المسئولة لإيقاف هذا النزيف الداخلي لهذا المجتمع الواحد, وتجنيبه مزيداً من التمزق، وإبعاده عن شبح الفتنة الداخلية»، داعياً أصحاب القلوب المحبة والأفكار المتفتحة «أن يبادروا لإنقاذ هذا البلد من هذا المأزق من خلال المبادرات، والخطوات التي تعود بالنفع على هذا البلد وأهله، والتي تنصف الناس جميعاً، كما أرجو من الجميع أن يتحملوا مسئولياتهم في هذا المجال، إذ المسئولية مسئولية الجميع».

وفي السياق السياسي نفسه، اعتبر إمام وخطيب جامع الإمام الصادق (ع) في الدراز الشيخ علي سلمان أن ما الحملة الأمنية، «تهيئ الأرضية لدولة أمنية قادمة بعد أشهر أو سنة».

وقال سلمان في خطبته إن «خيار حرق الإطارات والمولوتوف غير صائب، وكذلك الاعتقالات والتخويف والتعذيب خيار غير صائب ومن يعتقد أنه سينتصر فيها واهم، وهي جولات لا تؤدي إلا لجولات أخر، والتاريخ شاهد على ما أقول».

وأكد أنه «لا استخدام الشوزن ولا المولوتوف قادر على إعادة البحرين إلى الطريق الصحيح أو حل الملفات السياسية العالقة».

ولفت إلى أن البحرين تشهد تراجعاً في حرية التعبير، على الرغم من توقيعها على اتفاقيات حقوق الإنسان وغيرها، التي تنص على الحق في التعبير عن الرأي، مشيراً إلى أن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في المادة (19) نصت على «لكل شخص الحق في حرية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحق حرية اعتناق الآراء دون أي تدخل، واستقاء الأنباء والأفكار وتلقيها وإذاعتها بأية وسيلة كانت دون تقيد بالحدود الجغرافية».

وأفاد بأن «عشرات الاتفاقات الدولية تذهب لنفس جوهر الإعلام العالمي لحقوق الإنسان، ولا يجوز مصادرة حرية التعبير، وبعد الاتفاقات الدولية أخذت سائر دساتير دول العالم ومنها دستور البحرين في المادة 23 منه».

وتساءل سلمان «أي حرية تعبير يتحدث عنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والاتفاقيات الدولية والدساتير، وهل تتحدث عن حرية تعبير تتوافق مع الأجهزة الرسمية، أو أن توافق أو ترضي السلطة في كل مكان، وهذا لا يحتاج لإعلان وهو متوافر وتدفع عليه مبالغ بل يصطنعوه حتى لو لم يكن من رأيهم».

واعتبر سلمان أن «ما تمارسه بعض الجهات في السلطة، ومنها وزارة العدل والشئون الإسلامية وتوابعها في محاولة تقديم الصورة بشكل بغيض ووفق سياسية بوش الأميركية من لم يكن معنا فهو ضدنا».

وذكر أن «السلطة والوزارة والجهات الإعلامية التابعة فتحت لها الخطاب غير المتناهي ضد المعتقلين، ولم تترك وصفاً سلبياً إلا استخدمته ودفعت له، وتعمل على إغلاق وجهة النظر الأخرى التي تلتزم بالأطر القانونية».

وأكد أنه «يجب على السلطة أن يقدموا وجهات نظرهم لا أن تغلق الأبواب ومن ينطلق من الحق لا يحتاج لتكميم الأفواه، وهم ضعفاء قياساً بما يحدث».

وأشار إلى أنه «إذا استطاعت السلطة وقف الإعلام المحلي فهي عاجزة عن وقف الإعلام الأجنبي». وقال سلمان إن عدم وجود حوار صحي سيبقي البحرين في أزمة مستمرة.

أما في الشأن الديني، فتطرق إمام وخطيب مسجد أبي بكر الصديق الشيخ علي مطر إلى زكاة الأموال، وقال إن «الإسلام بعظمته وأحكامه ومبادئه السامية استطاع أن يضع نظاماً تكافلياً رائعاً فريداً من نوعه، مساهماً في علاج مشكلة الفقر والتخفيف من حدته وآثاره، وحماية لعقيدة الفقير وعِرضِه ومنزلته وآدميته من الامتهان والابتذال والاستغلال والانحراف».

وأضاف أن «هذا النظام الإسلامي التكافلي يتمثل في الزكاة التي هي ركن من أركان الإسلام وقواعده العظام، والزكاة نماء وطهر للمال وتزكية لصاحبها من مسمى البخل والشح، وتطهير للمجتمع من أمراض الحقد والحسد».

وذكر أن «الزكاة قرينة الصلاة في كثير من الآيات، وهي مظهر من مظاهر ترابط المجتمع وتراحمه وتكاتفه وتماسكه، ولو أخرج الأغنياء وكل من ملك النصاب، زكاة أموالهم من النقدين وعروض التجارة والزروع، وبهيمة الأنعام إذا توافرت شروطها المعتبرة شرعا، لما بقي فقير أو محتاج في المجتمع».

وحذّر من «منع الزكاة، أو التحايل في دفعها، فهي نسبة بسيطة ربع العشر، والمال الذي بين أيدينا مال الله وهو أمانة ووديعة عندنا وسرعان ما سنفقده إما أن نرتحل عنه أو يرتحل عنا، فلا تبخلوا بها فتطوقوا بها يوم القيامة.

وأفاد «مشكلة الفقر من المشكلات التي تعاني منها كل المجتمعات، قديماً وحديثاً، البسيطة منها والغنية، المتقدمة والنامية، الإسلامية والرأسمالية والاشتراكية، إذ تحاول الدول القضاء على الفقر، وتسعى لإيجاد الحلول الناجعة له، لتتلافى نتائجه وسلبياته وآثاره على الفرد والأسرة والمجتمع، وصيانة للمجتمع من الجريمة وسائر السلوكيات والممارسات الخاطئة والطرق المحرمة للحصول على القوت والمال لسد الحاجة».

وفي السياق الديني أيضاً، ركّز الشيخ نبيل العوضي على أهمية التآلف والتراحم بين المسلمين، وحذر من أذى المسلم لأخيه المسلم.

وشدد على ضرورة الأمن والأمان في نفوس المسلمين، وقال إن زوال السماوات أهون عند الله من ترويع وسفك دم مسلم آمن.

ووصف العوضي «أي أمة وقع القتال بينها فهي أمة فاشلة». وتعرض العوضي في خطبته يوم أمس إلى أهمية العشر الأواخر من شهر رمضان، وفضل ليلة القدر، التي تعتبر خيراً من ألف شهر.

العدد 2913 - الجمعة 27 أغسطس 2010م الموافق 17 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 22 | 1:10 م

      الى الزائر

      اعلم بان الدنيا يومان : يوم لك ويوم عليك .

    • زائر 20 | 8:21 ص

      في حل احسن

      يوضع الشباب في ميدان عام وهات ياضرب بالخيازريين لين يقولون وحيه مثل ما سوت الجارة اللي على يسرانا او بدل الضرب قطع الرقاب وبنرتاح بعدي.وعقب نقعد ونداول اطراف الحديث (الحوار اللي يبغونه)

    • mohd575 | 7:10 ص

      من مؤيدين الرصاص الحي لا الشوزن ولا المطاطي

      رجال الأمن لهم الحق الشرعي في الدفاع عن أنفسهم اذا ما تعرضوا لمحاولات قتل متعمد.
      عندما يرمي هؤلاء المجرمين الملوتوف على رجال الأمن يكون قصدهم القتل لا التخويف. فقد حدث وماتوا رجال أمن بسبب الملتوف.

    • زائر 16 | 6:46 ص

      أين العقل؟؟؟

      العاقل لا يُخرِّب بيته
      والعاقل لا يحرق إطارات السيارات في الشوارع التي يستخدمها
      والعاقل لا يحرق محطة الكهرباء التي تزود بيته بالطاقة
      فكل من يفعل ذلك من إفساد أوتخريب يدل على أنه ليس من هذا البلد وليس له صلة به
      فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
      أسال الله ان يحفظ لنا البحرين من كل سوء ومكره
      وأسال الله أن يحفظ لنا آل خليفة وعلى رأسهم مليكنا ( أبوسلمان... عز وأمان)

    • زائر 15 | 6:32 ص

      إلى الزائر رقم (4) (بين المولوتوف و الشوزن)

      عقليتك صحراوية.. لو مخك في الثلاجة.. الشباب اللي تتهمهم السلطة بالتخريب.. ضاقت بهم الدنيا و سدت الآذان في وجوههم.. برلمانك أصمخ و أعمى و مشلول.. و أجهزة الإعلام لا تنقل إلا وجهة نظر وحدة.. حكومتك تتهرب من حل الأزمات السياسية و تبغي تفرض سيطرتها على الشعب بالسطوة الأمنية.. و لازم الكل يطبل و يزمر علشان يكون مرضي عنه.. أما النواب فهم أعجز من أن يدافعوا عن أنفسهم و قد قبلوا اللعب في ملعب السلطة و بين جمهورها و تحت تحكيمها و النتيجة معروفة.. و أنت تسأل عن السبب؟؟

    • زائر 13 | 6:20 ص

      غريب الرياض

      بعد اللي صار و اللي بيصير, اتمنى اشوفها مولعة و لا تهدا الا بزوال احد الطرفين و اتمنى يكونوا .....

    • زائر 12 | 6:20 ص

      غريب الرياض

      شنو هذا اللي يصير؟ الواحد ما يقدر مسك نفسه من الظلم و التهجم على الابرياء. حتى الكلام محرومين منه. ليش؟ اكو انبياء و معصومين بهذا الزمن!!؟؟

    • زائر 11 | 3:59 ص

      الحوار الصادق الناجع مطلوب

      نتيجة لغياب الحوار الصادق جعل البلاد على صفيح ساخن تامل من الجميع ات بجعلوا مصلحة البلاد والعباد فوق كل اعتبار .

    • ابوهادي التاجر | 3:58 ص

      الي زائر 3 (بين الملوتافات و الشوزن)

      لا تتجررنا الي كلام ما نحب نقوله من قبل الحرمان وظلم ام الملتوف بغض النظر اني مش مع العنف بس هذا نتيجه الجوع والحرمان وعدم فتح باب الحوار -فهمت؟

    • زائر 10 | 3:40 ص

      عججججب

      الحكومة تطالب بادانهم من الجميع و استباق القضاء هل هذا معقول ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    • زائر 9 | 2:42 ص

      في نقطة

      العوضي يتكلم عن شنو وكأنه يتخبط في كل مكان

    • زائر 8 | 1:55 ص

      ابن المصلى

      الجميع يعيش الروحانية والقرب من الله بالعبادات في شهر ايامه من افضل الأيام وساعاته من افضل الساعات ولياليه من افضل الليالي اما نحن في هذا الوطن نعيش غير ذلك نعيش الخوف الساكن في نفوسنا ومن زمن ليس بالقليل نعيش حالة الأنشطارات في المجتمع نفطر على السياسة ونصوم على السياسة فهل عجزنا جميعا عن ارساء الحلول الناجحه لمشاكلنا ولماذا هل لأننا لانطيق بعضنا البعض حتى صارة زجاجة الملتوف ورصاصة الشوزن هي الحل الأمثل اما آن لنا جميعا ان نجلس ونحتكم الى الحوار البناء الجاد والخروج بالوطن من دائرة العنف

    • زائر 7 | 1:42 ص

      صاحبي

      من من يعني من الحكومة مافي امل البليس ركب فوق الضهورهم ومجود السراج +العنان يعني مافي امل يطيح .

    • زائر 6 | 1:06 ص

      الوسط لااللغه الدبلوماسيه

      اين الوسطيه (وجعلناكم أمة وسطا) وهي فطريه في الإنسان, اتكلم عن المشكله حالة حصولها بكلام حكيم واضح لين, والكل كان يرى المشكله أو ساكت,يرى الظلام ويرى التحريق, ولا يتكلم,أو اذا تكلم,يتكلم بخجل يفهم منه التشجيع,ثثم اذا تدخلت الجهات الامنيه,تكلموا أيضا بدوبلوماسيه بحيث لا يصطدم بالناس ولا الحكومه,ليست لديهم روح المبادره ولا الوسطيه لحل الامور,اتلاقيه يتكلم لكي لا يقولون ما تكلم,أما الوسط يتكلم عن الخطأ ويوجد الحلول ولا يصطدم بالواقع في وقته.

    • زائر 5 | 11:57 م

      الحل هو الحوار الهادف لحل خذه المشاكل بعيدا عن المذاهب والطائفية ولننظر لاتقسنا بأننا بشر فقط

    • زائر 4 | 11:15 م

      بين الملوتافات و الشوزن

      باختصار , متى و لماذا تم استعمال الشوزن ؟
      هل قبل الملوتافات و حرق الاطارات و مكبات النفايات و محطات الكهرباء و ترويع المواطنين و تعطيل مصالحهم ؟؟؟
      ايهما السبب و ايهما النتيجة ؟؟

    • زائر 3 | 10:56 م

      انصاف

      حق الاحتجاج علي الحكومه كفله الدستور ودم ابناء الشعب يسفك كل يوم ايضا بالاسلحه و تحت التعديب فهل نعيد رمانه القبان للمنتصف لينجوا الوطن لكل اهله بلااستثناء

    • زائر 2 | 10:02 م

      ماذا عن العقاب الجماعي ضد الابرياء

      يا خطبائنا ماذا تقولون عن حوادث الاختطاف و الضرب الذي يتعرض له شبابنا الابرياء في هذه الاونه فلنترك المخربين ماذا عن الابرياء و ما ذنبهم لماذا هذا العقاب الجماعي

    • تفاحة | 9:57 م

      آآآخ

      الفرج الفرج الفرج

    • زائر 1 | 9:53 م

      صح لسانك يا شيخ علي سلمان

      بارك الله فيك يا شيخنا الغالي ,,, هذي كلام كبير من انسان كبير وانسان وطني ومسئول ,,, الله يحفظك يارب ويحميك من كل شر ,

    • مامبو | 9:46 م

      999

      عين الصواب يا ابو مجتبى تحليل ممتاز لا بد للبحرين ان ترجع في المسار الصحيح

    • فيلسوف | 9:31 م

      حقوقنا

      التمييز والتهميس والطائفية والظلم اعتقد لو كانت

      غير موجودة لانحلت كل هذي الازمات الامنية لاكن

      نحن نطالبك ان تقوول الحقيقة الواضحة للناس

      وان تعترف بوجود الظلم والتمييز في كل مكان

      ماذا تريد منهم ان يفعلوا بعد ما اغلقت الابواب في

      وجوههم

اقرأ ايضاً