العدد 2916 - الإثنين 30 أغسطس 2010م الموافق 20 رمضان 1431هـ

ما الذي يجري في اليمن؟!

محمد علي الهرفي comments [at] alwasatnews.com

كاتب سعودي

منذ سنوات طويلة والأوضاع في اليمن لا تكاد تهدأ؛ صراع بين الشمال والجنوب ثم توحد الشطران وبعدها بدأ الاقتتال بينهما نظراً إلى رغبة الجنوبيين في الانفصال، ثم هدأ الوضع، ليعود بعدها الجنوبيون يطالبون بالانفصال لأن أوضاعهم لم تتحسن - كما يقولون - ولم يكن الوضع في الشمال أحسن بكثير؛ فقد انتهت الحرب السادسة بين الدولة وبين الحوثيين وهاهي ذي نذر الحرب السابعة بدأت في الاشتعال، فالحوثيون قتلوا العديد من أبناء القبائل الشمالية، وأسروا العديد أيضاً، وما زالوا يصرون على أن مطالبهم لم تتحقق وأنهم بسبب ذلك ماضون في تحقيق مطالبهم ولو بالقوة...

الحكومة اليمنية استجابت للكثير من مطالبهم - كما أعلنت - وقبلت كذلك بالعودة إلى المفاوضات في دولة قطر متنازلة عن بعض مطالبها السابقة، ويبقى - حالياً - الدور على قطر لتمضي في وساطتها، ولكن هذه الوساطة يصعب تحقيقها ما لم تكن هناك رغبة حقيقية عند الطرفين في الصلح.

هناك أخبار تتناقلها بعض وسائل الإعلام مفادها: أن من شروط الحوثيين أن يحصلوا على شبه استقلال في إدارة شئون صعدة وما حولها، ولست أدري إن قبلت صنعاء بذلك كيف سيكون الوضع على حدود اليمن مع السعودية وإن لم تقبل كيف سيكون وضعها مع الحوثيين!

وفي ظل هذه الأوضاع التي يصعب تفسيرها يخرج علينا وزير التعليم العالي في اليمن صالح باصرّة بتصريح تبدو الغرابة في كل كلماته؛ فهو يطلب مساعدة السعودية! ومعروف أن السعودية لم تتوقف عن مساعدة اليمن، لكنه لم يتوقف عن هذا المطلب إذ قال: إن السعودية لن تكون في مأمن إذا انهار الأمن في اليمن، وطالب السعودية بمساعدة اليمن للخروج من أزمتها! لكنه لم يحدد طبيعة هذه الأزمة، ولا لماذا يجب على السعودية أن تقدم لبلاده المساعدات!

أعتقد أن الوزير لم يوفق أبداً في هذا الكلام فاليمن - وحدها - مسئولة عن أمنها فهي دولة مستقلة ومن أبسط واجباتها الحفاظ على أمنها وعدم السماح لمواطنيها أو من يسكن فيها بإيذاء الآخرين...

لعل الوزير يلمح إلى تنظيم القاعدة في اليمن، ومرة أخرى من واجبات الحكومة اليمنية أن تتعامل بجدية مع هذا التنظيم باعتباره يمارس أنشطته من أراضيها، لكن الذي أراه أن الدولة تتعامل مع هذا التنظيم بشيء من الضبابية، فـ «القاعدة» يقتل أعداداً كبيرة من رجال الأمن وخاصة في جنوب اليمن ويبدو أنه يزداد قوة رغم كل ما تقوم به الدولة في دليل على ضعف الدولة تجاههم، ولعل الصلح الذي أبرمته الدولة قبل بضعة أيام مع مسلحي «القاعدة» في محافظة أبين دليل على ما أشرت إليه.

إن الذي يجري في اليمن يدعو إلى الحيرة وإلى كثير من التساؤلات: هل - حقاً - عجزت الدولة عن التعامل مع قضية الحوثيين طيلة تلك السنوات؟!

وهل - حقاً - مازالت عاجزة أم إن لها مآرب أخرى في ذلك التعاجز؟!

ثم هل - حقاً - عجزت الدولة عن التعامل مع أفراد «القاعدة» وتركت للأميركان حرية التعامل معهم بدلاً عنها؟! ألا تدرك أن هذا العمل حتى وإن بدا ضئيلاً أنه يدعم «القاعدة» ويضيف له أنصاراً؟! أعرف أن الدولة ذكرت أكثر من مرة أنها قادرة على التعامل مع «القاعدة» وطالبت الأميركان بعدم التدخل، لكن المطالبة تؤكد أنهم تدخلوا سابقاً وأنهم قد يتدخلون لاحقاً!

إن التدخلات الأميركية تؤكد ضعف الدولة أمام «القاعدة»، وهذا الضعف يغري الآخرين - كلهم - بها، كما يجعل مكانتها عند عامة الشعب اليمني غير حسنة، وللمعلومية فقد كان في أفغانستان «قاعدة» واحدة وبسبب رعونة الأميركان في قتل الأبرياء ظهرت قاعدة أخرى في باكستان، ولأن الأميركان مازالوا يقتلون الأبرياء في وزيرستان فإن «قاعدة» أخرى تبدو ملامحها في بيشاور.

على حكومة اليمن أن تدرك ذلك وأن تأخذ العبرة مما يجري في أفغانستان وباكستان، وأول عمل ينبغي عليها القيام به هو حركة إصلاحية حقيقية داخل الحكومة ثم تنطلق بعد ذلك للتعامل مع القضايا التي توشك أن تعصف باليمن كله...

كثيرون من داخل اليمن وخارجه يتحدثون عن الفساد المالي والإداري في اليمن، وهذا الفساد يعصف بالعدالة التي يريدها اليمنيون في طول بلادهم وعرضها، وعندما تتحقق العدالة للجميع عندها لن يتحدث أحد عن حرب أو انفصال، وعندها - أيضاً - لن يتطلع هذا الفريق أو ذاك إلى دولة تناصره وتقف ضد أهله وبلده...

إقرأ أيضا لـ "محمد علي الهرفي"

العدد 2916 - الإثنين 30 أغسطس 2010م الموافق 20 رمضان 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 8:15 م

      شكر

      اشكر الكاتب الكبير علي هذا الموضوع واليمن يجب ان لاتترك للتمزق والضياع

    • زائر 9 | 8:14 م

      شكرا شكرا

      انا مع الاستاذ الكبير في كل كلمة كتبها
      وجزاك الله كل الخير استاذنا

    • زائر 8 | 7:39 ص

      الله يساعد الشعب اليمني

      أن من حق الحوثيين أن يعيشوا في بلدهم مطمئنين أمنين. لأنهم أبناء هذه الأرض ولا أحد له الحق في أستأصالهم. كان الهدف من الحروب التي خاضوها هو العيش بكرامه ومحبه وبحريه, ومن حقهم الحصول على الدعم المادي او المعنوي من أي جه تكون لأنهم مسالمون منصفون. أما القاعده التي تحارب من قبل صانعها تؤيد من قبل كثير من العرب وهي أدات للقتل وسفك الدماء والنهب والرعب والخراب والتجويع والتخلف والأسلام منهم براء

    • زائر 7 | 7:11 ص

      الله يساعد الشعب اليمني المغلوب على أمره

      أنه من حق الحوثيين أن يعيشوا في بلدهم مطمئنين أمنين. لأنهم أبناء هذه الأرض ولا أحد له الحق في أستأصالهم. كان الهدف من الحروب التي خاضوها هو العيش بكرامه ومحبه وبحريه, ومن حقهم الحصول على الدعم المادي او المعنوي من أي جه تكون لأنهم مسالمون منصفون. أما القاعده التي تحارب من قبل صانعها تؤيد من قبل كثير من العرب وهي أدات للقتل وسفك الدماء والنهب والرعب والخراب والتجويع والتخلف والأسلام منهم براء

    • زائر 6 | 6:10 ص

      رد على زائر رقم 2 يماني

      يقول الدولة الفارسية تكفلت بتدريس عشرة الاف على نفقتها من اليمنين ، المطلوب من اليمن ان تشكر ها على قيامها بتدريس ابنائها عوضا عنها مما يخفف العبءعليها...ثم يقول بعد عودتهم طالبو بفنح مدارس وجامعات يا اخي اليس من حق اليمنين على دولتهم توفير وتسهيل امور الدراسة في بلدهم بدل من يتغربو من اجل الدراسة ..نعم الانسان يتغرب من اجل الدراسة العليا لا الدرسات الابتدائية والاعدادية اما عن المشاكل فهي قديمة في اليمن قبل وجود ثورة ايران ثم سؤال اخير هل القاعدة ايرانية ام هي صناعة عربية وهي الان تدمر اليمن

    • زائر 5 | 5:55 ص

      القاعدة خطر على المسلمين

      اعتقد ان خطر القاعدة اكثر بكثير من الحوثيين على اليمن وعلى المنطقة ككل ، فالحوثيون لهم مطالب محددة بمجملها تحسين وظعهم في داخل بلادهم فقط بينما القاعدة هدفهم اكبر فهم يريدون بفكرهم ارجاع الاوضاع الى عهد الخلافة الاموية والعباسيةو العثمانية وفي نظرهم انهم هم من لهم الحق في خلافة جميع المسلمين فهم يسعون على تكوين دولة اسلامية كبرى تشمل جميع المسلمين فلا يبالون في اي عمل يعترض طريقهم حتى لو ادى الى قتل غالبية المسلمين وحرق ديارهم وهذا مانشاهدوها جلياً من اعمالهم في افغانستان وباكستان والعراق واليمن

    • زائر 4 | 5:48 ص

      يماني

      اود ان اشكر الكاتب على هذا المقال واهتمامة باشأن اليمني ، واقول ان اليمن هى الاقرب للاخوان في الخليج ومن المفترض ان يبادرو ومن سنوات سابقة الى الاهتمام باليمن ومد يد المساعدة لاخوانهم في اليمن لخروجهم من ازماتهم ،لكن للاسف الذى جرى هو العكس ، حيث قامت الدولة الفارسية (ايران)باستغلال الاوضاع في اليمن وقامت بدعم منطقة الشمال من اليمن بالكامل حيث اوفدت ما يقارب من عشرة الف لدراسة في ايران وتكفلت بكل تكاليفهم ،وبعد دراستهم وعودتهم الى بلدهم بدات الحروب والمشاكل ومطالبين بأنشاء جامعات ومدارس00الخ

    • زائر 1 | 11:05 م

      صح النوم .....صح النوم

      موضوعك يذكرنى بمسلسل سورى اسمه " صح النوم " كان حسنى البورزان يردد فى المسلسل جملة " اذا اردنا ان نعرف ماذا فى ايطاليا , يجب علينا ان نعرف ماذا فى البرازيل " . و انا اقول لك اذا اردت ان تبحث عن سبب المشكلة اليمنية فابحث عن الاصابع الايرانية و تغلغلها فى اليمن . يا ابن الهرفى ذكرت فى مقالك السعودية بالاسم ولا تحفظ منى على ذلك , ولكنك لم تملك الشجاعة الادبية ان تذكر " ايران " وهى سبب مشاكلنا فى الخليج العربى و شبه الجزيرة العربية ....فلماذا يا منصف ؟؟؟

اقرأ ايضاً