بعد أن شهدت بطولة كأس الخليج لكرة القدم تطورا ملفتا خلال السنوات الماضية، بدءا بالبطولة التي استضافتها العاصمة القطرية (الدوحة)، مرورا ببطولة أبوظبي وأخير بطولة مسقط، ها هي البطولة تعود إلى المربع الأول، في الوقت الذي كان جميع أبناء الخليج يتطلعون إلى استمرار التطور والتوهج والسبب (المجاملات).

تابعت مقتطفات من استضافة صحيفة «الرياضية» السعودية لرئيس اتحاد الكرة الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة، وأرى بأن الأخير كان صريحا جدا لما أشار إلى أن المجاملات وحدها من أبقت بطولة الخليج في اليمن على الرغم من الظروف التي صاحبت الإعداد للاستضافة، وهذه الظروف الواضحة (وليست غامضة)، تجعل لا أحد في الخليج ولا متابع للبطولة واثقا من أن البطولة ستقام في موعدها الذي يفصلنا عنه شهرين وأيام بسيطة.

مع كل احترامنا وتقديرينا لليمن، فأساس دخول اليمن لبطولات الخليج الاستفادة مما وصلت إليه المنتخبات الخليجية من مستوى على الصعيد القاري، فكل المنتخبات الخليجية التي وصلت للعالمية أو لامستها تدين بالفضل لبطولات الخليج، لا أريد الحديث عن مبدأ إشراك اليمن، ولكن الشيخ سلمان بن إبراهيم تحدث بمنطقية جدا خلال الاستضافة، وقال بما معناه «إذا كنت كدولة صاحبة الدور في الاستضافة غير جاهزة، فلما لا تنتقل للدولة البديلة بحيث لا يسقط حق الاستضافة ويكون بإمكانها ذلك في البطولة التالية».

ومن النقاط المنطقية التي تطرق لها الشيخ سلمان بن إبراهيم أيضا، مسألة وقت تحديد إمكانية الاستضافة، وذكر أن البطولات يحدد مكان استضافتها قبل وقت معين، وقبل الاستضافة بعام على الأقل يتم حسم إمكانية الاستضافة وما إذا كانت الدولة المستضيفة قادرة على ذلك أو لا وليس قبل 3 أو 4 أشهر.

الآن، بطولة الخليج إن أقيمت في اليمن فإنها ستفقد أهم عناصر نجاح البطولة وهي الجماهير الخليجية، فمن غير المتوقع أن تزحف الجماهير إلى هناك خلف منتخبات بلدانها لأسباب منها الأمن وعدم توافر السكن بالإضافة إلى بعد المسافة إذا ما علمنا بأن الخليجيين يحبون التنقل بسياراتهم الخاصة، وإذ قدر للبطولة أن لا تقام هناك، فلا أعتقد بأن البحرين كدولة بديلة قادرة على استضافة البطولة في الوقت المحدد مسبقا.

في النهاية، اليمن فشلت مسبقا في استضافة الألعاب المصاحبة للبطولة والتي كانت تعطي نوعا من الإثارة في البطولة، وفشلت في إدارة قرعة البطولة، وفشلت في طمأنة الخليجيين على قدرتها في استضافة البطولة، كخليجي وكإعلامي أرى بأنه لابد من اتخاذ قرار جريء وسريع بنقل البطولة، على أن تستعيد اليمن حقها في الاستضافة في النسخة التالية، حينذاك سيكون اليمن أكثر قدرة على الاستضافة وستكون نسبة النجاح أكبر.

آخر السطور

يتحدث البعض الآن عن تأخر التعاقد مع مدرب المنتخب الأول لكرة اليد الذي سيقود المنتخب في الفترة المقبلة، موضوع التأخر قديم ولا داعي للتأكيد عليه، ولكني أتمنى من المسئولين بالاتحاد وقت التعاقد مع المدرب توضيح سبب التأخير للرأي العام حتى يكون على بينة.