لم تكن مجرد مباراة نهائية تجمع فريقين يطمحان بالحصول على بطولة، إنما كان «كرنفالا» لجميع الجماهير البحرينية واللاعبين، تلك اللحظات التي عاشتها الجماهير في استاد البحرين الوطني أمس الأول في نهائي أبرز وأغلى وأهم الدورات الرمضانية، بطولة سمو الشيخ ناصر بن حمد «ناصر 4».

نجاح يتواصل لهذه البطولة للعام الرابع على التوالي، مفاجآت تزداد كل عام وجماهير تملأ المدرجات وتصبح أعدادها مضاعفة عن البطولات السابقة، الجميع انبهر من هذه المجموعة الكثيرة المتواجدة على مدرجات استاد البحرين الوطني لمشاهدة المباراة النهائية – أقصد الكرنفال – الذي جمع جميع أطياف الجماهير المتشوقة لرؤية الأمور «الغريبة والعجيبة» التي صاحبت المباراة النهائية وكان أبرزها تلك الجوائز المقدمة لهذه الجماهير، بالإضافة إلى الشخصيات التي أنارت الملعب ويتقدمهم ناصر بن حمد وهرم الرياضة البحرينية الشيخ عيسى بن راشد.

قفزة نوعية شهدتها بطولة سموه خلال السنوات الأربع الماضية، فكل عام «تحلى» البطولة وتصبح شعبيتها تزداد ليس فقط محلياً إنما خارجياً أيضاً، فهذه البطولة أصبحت حديث الشارع لما تقدمه من نماذج رائعة للبطولات المتميزة، فمنذ اليوم الأول هناك مفاجآت وجوائز «خيالية» يفتقدها حتى «دورينا المحلي» وتراها في بطولة سموه، فكانت فكرة فقط بإقامة أول بطولة لكن الآن أصبحنا نقول عنها «كرنفالا رمضانيا» سيجمعنا كل عام.

أصبحنا نرى حلاوة البطولات في الشهر الكريم عبر هذه البطولة، وأصبحنا نفتقد هذه السيناريو في بطولاتنا المحلية «دورينا وغيره»، والآن أصبح علينا لزاماً التعلم ولو القليل من هذه البطولة وتطبيقه على فعالياتنا الرسمية المحلية، فمن غير المعقول أن يظهر دورينا الكروي بهذا الشكل مثلما كان في السنوات الماضية، وبكل تأكيد أن هذا «الهزل» سيزداد وسنراه في الموسم المقبل والمواسم المقبلة أيضاً.

فوارق كثيرة يفتقدها دورينا المحلي، فأين الحافز للجماهير، وأين مستحقات الأندية من تحقيق البطولات، وأين الإعلانات التي تزين الملعب، وأين المستوى الخلاب الذي نريد أن نشاهده، وأين المفاجآت التي لابد أن تتواجد، جميع هذه الأمور وغيرها الكثير والكثير مفقودة في دورينا المحلي الذي كنا ومازلنا نطالب بالنظر في أمره بعين الاعتبار ولكن «لا حياة لمن تنادي»!

مشكلات كثيرة «تعودنا عليها» قبل انطلاق الدوري، وشاهدناها في الفترة الأخيرة حول إصدار التاريخ المعين لإنطلاق «دورينا» فالروزنامة التي توضع تكتب على ورق فقط لكن ليس هناك تطبيق حقيقي لهذه الروزنامة، فترى «الخربطة» واضحة طوال الأشهر التي يقام فيها دورينا واعتدنا ان نقول «أشوه خلص دورينا» عند نهايته، أما عند قرب بدايته فلسان الحال يقول «جا وجاب البلاوي وياه».

مسئولو اتحاد الكرة أكثرهم وإن لم يكن «أجمعهم» تابعوا كيف نظمت وأخرجت بطولة «ناصر 4»، وشاهدوا كيف كان الزحف الجماهيري في «الكرنفال النهائي» أمس الأول، فيا ترى هل سيستفيد من هذا التنظيم ويتم تطبيق «ولو القليل» منه في دورينا، أم أن «الخربطة» ستتواصل وسنشتاق ويشتاق الجماهير لبطولة «ناصر 5» في الشهر الكريم في العام المقبل؟

كل ما أتمناه النظر بعين الاعتبار لـ «دورينا»، فنحن مملكة تمتلك الكثير من الكوادر الوطنية التي بإمكانها انتشال «الخربطة» المتواجدة حالياً وتغيير الوضع الحالي إلى الأفضل، وأنا شخصياً أمتلك ثقة كبيرة برئيس الاتحاد الشيخ سلمان بن إبراهيم بتقديم كل ما بوسعه لتحسين صورة «دورينا» في الموسم المقبل ورؤية الجماهير تعود من جديد لملاعبنا التي أصبحت «خالية» وتلعب المباراة مع تواجد حكام وصحافيين فقط، و»الخوف» أن يأتي ذلك اليوم الذي تكون فيه المباراة بين فريقين فقط من دون «إعلام» ولا «كم جمهور» يتابعون المباريات!.

أخيراً... هنا أود أن أطالب رئيس اللجنة الأولمبية سمو الشيخ ناصر بن حمد برؤية وضعنا في الدوري ووضع الاهتمام الكبير لمصلحة نجاح مسابقاتنا المحلية لكرة القدم، فالوضع أصبح «مأسويا» ودورينا من أضعف الدوريات الخليجية والعربية ومن يشاهده «تنبط جبده»، فنجاح بطولة سموه تعطي الجماهير دافعا لحضور مباريات دورينا إذا كان هناك مفاجآت ستقدم لهم خلال المباريات، فأتمنى من كل أعماق قلبي أن نرى دورينا «غير» في الموسم المقبل وبقية المواسم المقبلة، فهل ينقذ ناصر بن حمد بطولاتنا المحلية!