جدد المجلس الأعلى للشئون الإسلامية في بيان صدر عنه أمس، ولاءه المطلق لعاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، مؤكداً إيمانه التام بحكمة جلالته وسداد رأيه، وبالمضامين الدينية والوطنية السامية التي تضمَّنتها كلمة جلالته لأبناء شعبه.

وأكد وقوفه الكامل مع جلالته لترجمة تلك المضامين السامية على الواقع، منطلقاً من التوجيهات الدينية الخالصة والقيم الإسلامية الرفيعة، متمسِّكاً بمبادئ السماحة والمودة والإخاء والسلم والرحمة والتعاون ووحدة الصف واجتماع الكلمة وطاعة الله ورسوله وأولي الأمر.

وأدان المجلس في بيانه كلّ الممارسات غير المسئولة وغير الرشيدة والبعيدة تماماً عن الإسلام، وهو منها براء، مستنكراً البيانات الصادرة من بعض علماء الدين الذين يبررون للمخربين أعمالهم، ويساندونهم في مواقفهم ودعواتهم المخالفة للنظام العام والثوابت الوطنية والأطر الدستورية والقانونية التي تحفظ حقوق جميع المواطنين ويحرم الإخلال بها شرعاً وقانوناً، ويهدِّدون بإثارة الشارع والدعوة إلى خيارات التأزيم والتوتر، وكنا نأمل منهم أن يقفوا وقفة جادة وصريحة في شجب واستنكار ما يقوم به المخربون والإرهابيون.

وقال: في الوقت الذي يعتزّ فيه المجلس بالتوجيه السامي لجلالة الملك بإيلاء المنابر الدينية مزيداً من العناية، والحرص على أن لا يعتليها إلا ذوو الكفاءة اللازمة والمواطنة الصالحة والأخلاق الحسنة ولزوم الجماعة والتمسك بالوسطية والاعتدال ونبذ العنف، نؤكد أنّ التوجيه السامي يعد منهجاً عملياًَ لإصلاح الحقل الديني، ضمن المشروع الإصلاحي الكبير.

ودعا المجلس الأعلى للشئون الإسلامية «علماء الدين والأئمة والدعاة والخطباء إلى حماية المنابر وصونها من العابثين والاستغلاليين وأصحاب الأهواء والفتن، لتكون، كما تأسَّست، منارة للوسطية والاعتدال وكلمة الحق الجامعة لأبناء الأمة الإسلامية، نابذة التفرقة والتشرذم والتمييز المذهبي والطائفي». وأهاب المجلس بعلماء البحرين «الاضطلاع بمسئوليتهم في إدانة هذه الأعمال التخريبية وشجبها واستنكارها، وعليهم الدعوة للمحافظة على الضرورات الشرعية والقيم الإسلامية والمبادئ الأخلاقية المتفق عليها، وحماية المكتسبات التي تحققت بالمشروع الإصلاحي الذي قاده جلالة الملك».

وحثّ المجلس أبناء الوطن المغرَّر بهم على العودة إلى طريق الرشاد، واضعين نصب أعينهم مستقبلهم ومستقبل بلادهم ومجتمعهم، مبتعدين عن المحرِّضين وأصحاب الأغراض المشبوهة، مستنيرين بالسيرة العطرة لنبي الإسلام محمد بن عبدالله (ص) وبسيرة أهل البيت والصحابة الكرام (ع)، وبنهج العلماء الأعلام الذين حفلت بهم البحرين، وأسهموا إسهامات بارزة في نهضتها ورقيِّها ووعي أبنائها.