العدد 2413 - الثلثاء 14 أبريل 2009م الموافق 18 ربيع الثاني 1430هـ

مصلحة الأبناء فوقَ مطالبهم!

مريم الشروقي maryam.alsherooqi [at] alwasatnews.com

كاتبة بحرينية

بدأت هذه الأيام امتحانات منتصف الفصل، وبدأ أولياء الأمور في الوقوف طوابير عند قسم الإرشاد الاجتماعي لأخذ أبنائهم، وعندما تسألهم عن السبب فإنك تتفاجأ من ردّهم.

فهم ينصاعون لأبنائهم بطريقة غريبة، وسبب حضورهم لا يُقنع أي تربوي يعمل في حقل التربية والتعليم، إذ إنهم يقولون إن أبناءهم يحتاجون إلى الدراسة والتجهّز للامتحان القادم، ولكأنَّ المدرسة يجب أن تتوقف عن التعليم بسبب امتحانات منتصف الفصل.

إن امتحانات منتصف الفصل ما هي إلا امتحانات جزئية، تأتي قبل امتحانات نهاية الفصل، وبعد الامتحان يجب أن يُستكمل اليوم الدراسي، فالمواد لم تنتهِ والعملية التعليمية في استمرار، إلى أن تأتي امتحانات نهاية الفصل، التي تعتبر المعيار التقويمي النهائي للطلبة.

وللأسف ما أن تشرح لولي الأمر بأنّ الدراسة مستمرة، بعد امتحان أية مادة في منتصف الفصل، فإن مبررات أخذه لأبنائه تفاجئ المعلّمين، فهو بدل أن ينظر لمصلحة الأبناء، تجده ينصاع إلى مطالبهم، ويخرجهم من حصص قد تكون مهمة في امتحان نهاية الفصل.

أضف إلى ذلك عملية التشويش، عندما تُخرج أكثر من طالب في الفصل الواحد، حيث يضطر المعلم إلى تقطيع الدرس بسبب خروج هذا الطالب أو ذاك، وينتهي اليوم الدراسي، بخروج أكثر الطلبة إلى منازلهم رغبة في دراسة المادة الصعبة التي ستُقدَّم لهم في اليوم التالي.

كان الآباء في السابق يهتمّون أكثر بمصلحة أبنائهم في المدارس، أما اليوم فإنهم يُخرجونهم بسبب ومن غير سبب، وذلك فقط ليرتاحوا من وجع الرأس و»الحنّة» من قبل الأبناء.

يجب على الآباء تقديم مصلحة أبنائهم، وعدم إحداث خلخلة في اليوم الدراسي، فما بقي الكثير من أيام التَمدرس في مدارس البحرين، وكل حصّة محسوبة بِتَبعاتها على المعلّم.

إن الطالب يحتاج إلى وجوده في المدرسة حتى انتهاء المنهج الدراسي، فالمعلّم ملزمٌ بتدريس المادة العلمية إلى أن يتوقّف العام الدراسي، وتبدأ امتحانات نهاية الفصل الدراسي.

وعملية الإرباك في إخراج الأبناء من المدرسة، يصعّب الموضوع على الطالب أولا في خسرانه المواد التي تُشرح من قبل المعلم، والمعلّم ثانيا فهو لن يرتاح قبل أن يُشرح الدرس للطلبة الذين لم يحضروا حصّته.

نتمنى من وزارة التربية والتعليم، أن تسن قوانين أكثر انضباطا وصرامة على الطلبة عند الخروج من المدرسة، فكثيرٌ منهم لا يدركون مصلحتهم، وذووهم يساعدونهم أحيانا على اقتراف هذا الخطأ، فبالتالي ردع المؤسسة التعليمية عن طريق القوانين مهم جدا.

فأنت لا تستطيع أن تمنع أبا من إخراج ابنه، ولكن توعيته بأهمية وجود ابنه في المدرسة بعد انتهاء امتحان منتصف الفصل، وعدم السماح له بتضييع الوقت عليه وعلى غيره من الطلبة مهم جدا، وكذلك رَسم خطط ضابطة من قبل الوزارة، سيساعد في التخلص من هذا الإرباك داخل المدارس أثناء امتحانات منتصف الفصل الدراسي.

إن المَدرسة ما زالت هي المكان الرئيسي لتلقي العلم والأخلاق، ولا يختلف اثنان على ضرورة وجود الأبناء داخل فصولهم الدراسية، بعد انتهاء امتحان منتصف الفصل، ولنتذكّر دائما أن مصلحة أبنائنا فوق مطالبهم، فنحن نعرف ما يفيدهم وما يضرّهم.

إقرأ أيضا لـ "مريم الشروقي"

العدد 2413 - الثلثاء 14 أبريل 2009م الموافق 18 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً