العدد 2937 - الإثنين 20 سبتمبر 2010م الموافق 11 شوال 1431هـ

عالم المياه القذرة السفاحة

ثاليف ديين -وكالة إنتر بريس سيرفس 

20 سبتمبر 2010

يمكن تلخيص مداولات مؤتمر المياه الدولي في ستوكهولم، في مجرد كلمتين: «المياه القذرة».

فقد تناولت مناقشات الدورة السنوية العشرين لأسبوع المياه العالمي الذي نظمه معهد ستوكهولم الدولي للمياه، أسباب الدمار واسع النطاق والضار بالبشر جراء المياه الملوثة التي تحصد عدداً من الأرواح يتجاوز عدد ضحايا أشكال العنف كافة بما في ذلك الحروب، وفقاً للأمم المتحدة.

فتحت شعار المؤتمر «الاستجابة للتغيرات العالمية: نوعية المياه»، ودارت المناقشات في معظمها بشأن الملوثات والنفايات الصناعية والبشرية ومياه الصرف الصحي.

ويعني هذا الرقم أيضاً أن أكثر من نصف أسرَّة المستشفيات في العالم يشغلها مرضى يعانون من أمراض ناجمة عن المياه الملوثة.

وإذا لم يكن هذا كافياً، فإليك الإحصاءات المذهلة المقدمة من معهد ستوكهولم الدولي، ومنها أنه يجري قذف نحو مليوني طن من النفايات البشرية في المجاري المائية، يومياً، إضافة إلى 70 في المئة من النفايات الصناعية في البلدان النامية، التي تلقى في مجاري المياه، من دون معالجة، لتلوث إمدادات المياه الصالحة للاستعمال.

يضاف إلى هذا وذاك، ما ذكرته الحائزة على جائزة ستوكهولم للمياه للعام 2010 ريتا كولويل، من أن التقصير في معالجة قضية نوعية المياه، وما يصاحبها من التغييرات المناخية، يمكن أن يؤدي إلى تفشٍ وخيم العواقب للأمراض التي تنقلها المياه، مثل الكوليرا.

وبدوره، حذر برنامج البيئة التابع إلى الأمم المتحدة في دراسة بعنوان «المياه المريضة» من أن المياه القذرة تمثل أيضاً عاملاً رئيسياً في تزايد المناطق الميتة المجردة من الأوكسجين والتي أصبحت تظهر في البحار والمحيطات في أنحاء العالم كافة».

كما أفادت الدراسة أن أكثر من 900 مليون شخص يفتقرون إلى مياه الشرب المأمونة، فيما يقدر بنحو 2.6 مليار نسمة عدد الأهالي المحرومين من المرافق الصحية الأساسية.

هذا، وتقترح الدراسة الأممية عدداً من الحلول التي تشمل تحسين عمليات معالجة النفايات البشرية وتعميم أنظمة إعادة تدوير المياه، ومشروعات مياه الصرف الصحي التي تتطلب عدة ملايين أو مليارات من الدولارات.

أما معهد ستوكهولم الدولي، فيقترح طريقتين لمنع تلوث المياه والتخفيف منه. أولاً، تطبيق «مبدأ الملوث يدفع» مع محاسبة الملوثين ومعاقبتهم. وثانياً، الإشهار عن الملوثين المسئولين عن آثامهم الإيكولوجية.

وقد يكون من المفارقات أن تكون المناقشات الحامية التي جرت بشأن هذه القضية الحيوية أثناء المؤتمر، قد دارت في مدينة ستوكهولم المصنفة في قمة مدن العالم من حيث إمدادت المياه ونوعيتها.

يشار إلى أن هذه المؤسسة، التي توفر المياه العذبة لنحو 1.2 مليون مستهلك، قد ابتكرت دورة إيكولوجية فعالة من خلال إعادة استخدام النفايات بعد معالجة مياه الصرف الصحي للمياه واستعمال الحمأة كسماد زراعي.

العدد 2937 - الإثنين 20 سبتمبر 2010م الموافق 11 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً