أعرب عدد من الناجين الخليجيين والعرب الذين تم إنقاذهم من حريق في أحد الفنادق الواقعة في منطقة القضيبية ومسئولو الفندق عن شكرهم لكل من ساهم في عملية الإنقاذ، خاصين بذلك فرق الدفاع المدني وطواقم الإسعاف والشرطة الذين هرعوا إلى موقع الحريق الذي وقع صباح الأربعاء الماضي.
تعليقات الناجين والمسئولين جاءت بعد انتقاد شديد اللهجة وجهته إحدى الصحف المحلية إلى طواقم الإنقاذ، واصفة إياهم بالمسنين والمفتقرين للتدريب الكافي، ما أثار ردة فعل، إذ أعرب معظمهم عن أن سرعة وصول رجال الدفاع المدني والكفاءة العالية التي تعاملوا بها معهم كانت أحد الأسباب الرئيسية في نجاتهم، بعد أن دفعت ألسنة اللهب والدخان الخانق معظمهم إلى الاحتماء بالوقوف على أطراف النوافذ.
إحدى السيدات الخليجيات التي تم إنقاذها من الطابق الخامس مع ابنتها البالغة من العمر عامين ونصف العام وزوجها، أكدت أن فرق الإنقاذ كان لها دور كبير في تهدئتهم بعد أن حوصروا في الغرفة التي يقيمون فيها، موضحة أن رجال الإطفاء عملوا على إنقاذ طفلتها عبر الرافعة بعد أن مدوا قطعة خشبية إلى الشرفة قبل أن يكثفوا جهودهم معها، بعد أن أبلغتهم بأنها حامل. زوج السيدة الذي أثنى هو الآخر على دور رجال الدفاع المدني، ذكر أنه شاهد أحد الاشخاص أثناء الحريق وهو "يتعارك" مع أحد رجال الإطفاء بسبب الهلع الذي أصابه ولكن رجال الإطفاء تمكنوا من تهدئته وإنقاذه.
مواطن خليجي آخر ذكر أن رجال الدفاع المدني تمكنوا من الوصول له بعد أن دفعته الأدخنة إلى الاحتماء بالنافذة الموجودة في غرفته، وأن أحد الإطفائيين لازمه طوال فترة الإنقاذ للنزول عبر السلالم المتحركة على رغم الهلع الذي أصابه، مثنين على دور رجال الإطفاء وموضحا أنه على رغم وفاة السيدتين فإن تدخل رجال الإطفاء حال دون وقوع كارثة حقيقية كان يمكن أن يروح ضحيتها الكثير من النزلاء.
عدد من مديري الفندق أثنوا أيضا على دور رجال الدفاع المدني والشرطة والإسعاف، موضحين أن الجميع قد شارك بشكل فعال في عملية الإنقاذ سواء من أفراد شرطة أو ضباط. المدير التنفيذي للفندق زياد العوضي أوضح أن ضابط العمليات بإدارة الدفاع المدني المقدم عبدالعزيز وجميع الضباط الذين حضروا في الموقع من الإدارة قد ساهموا بشكل عملي في الوصول إلى النزلاء والعاملين وفي مكافحة الحريق. وأضاف أن العقيد خالد العبسي كان على اتصال دائم مع الوحدات الموجودة في الموقع لتنسيق دعم عملية الإنقاذ ومكافحة الحريق.
العوضي أضاف أن أحد ضباط الإدارة العامة للمرور، الذي كان أول من وصلوا إلى الموقع ساهم كذلك في عملية الإجلاء، وأن شرطة المنامة بإشراف النقيب عبدالعزيز الرميحي ومتابعة مدير أمن المنطقة العقيد عيسى المسلم لعبوا دورا أساسيا في عملية الإنقاذ.
مصدر مسئول بالإدارة العامة للدفاع المدني والإطفاء - فضل عدم ذكر اسمه - استغرب انتقادات الصحيفة، موضحا أن جميع أفراد الإدارة من ضباط وشرطة يخضعون لدورات تدريبية مستمرة لضمان أعلى مستويات الكفاءة، مشيرا إلى أن المعدات المستخدمة هي على ما يتناسب مع وضع البحرين الهندسي والمعماري.
وأضاف المصدر أن تفاني رجال الدفاع المدني لم يكن مقصورا على هذه الحادثة وإنما هو امتداد لتضحيات مستمرة، مشيرا إلى أن اثنين من رجال الدفاع المدني كانوا ضمن من أصيبوا في الحريق إذ نقل احدهم إلى المستشفى.
وأوضح مصدر آخر أن رجال الدفاع المدني سواء كانوا بحرينيين أو أجانب لم يفرقوا بين أحد، إذ إنهم بذلوا ما في وسعهم لإنقاذ الجميع، مضيفا أن وقع وفاة السيدتين كان له أثر كبير على رجال الإطفاء أكثر من غيرهم، وخصوصا أن الإدارة فقدت في فترة ليست قصيرة أحد منتسبيها في حادث سير أثناء تأديته واجبه، بعد أن تدهورت به مركبة تابعة للإدارة كانت تقله مع بعض رجال الإطفاء على إثر بلاغ عن حريق.
فيما وصف بأنه من مفارقات القدر الغريبة، نجا عصفور كانت تبقيه إحدى السيدات الأوزبكيات في قفص داخل غرفتها في الطابق الثاني من حريق يوم الأربعاء، فيما عثر على صاحبته وزميلتها في ممرات السلم قرب مخرج السطح في الطابق السادس على بعد خطوات فقط من الباب الذي كان سينجيهما.
أحد معارف الفتاة أطلق سراح العصفور الذي نجا من الحريق بعد العثور عليه، ولكنه عاد ليقف على شباك الغرفة التي كان محبوسا فيها في اليوم التالي، بحسب بعض موظفي الفندق
العدد 1039 - الأحد 10 يوليو 2005م الموافق 03 جمادى الآخرة 1426هـ