العدد 1041 - الثلثاء 12 يوليو 2005م الموافق 05 جمادى الآخرة 1426هـ

هل عقمت الأرحام أن تلد عباقرة وأكفاء؟

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

سؤال يطرح نفسه هل موضوع البطالة مسيس؟ سؤال مهم ولكنني اطرح سؤالا أهم لو افترضنا جدلا ان موضوع البطالة مسيس فكم نسبة عدد العاطلين المسيسين؟ ألف؟ ألفان؟ هل يعقل أن عشرين ألف عاطل يرفضون العمل حيث الجوع والفقر ويسيل لعابهم أمام قميص التسييس الذي يلوح به؟ كقراءة واقعية للحياة لا أرى هناك قضية تحمل روحا ملائكية مئة في المئة لا عند المجتمع المدني ولا عند الحكومة ونحن نبشر بأن هناك براغماتية وسياسة أمر واقع ومصالح.

اذا، ينبغي ألا يقول اي وزير ان هناك تسييسا للبطالة فلا ملائكية عند احد، ولكن السؤال المهم حتى نكون موضوعيين، ان هناك فعلا عاطلين عن العمل يبحثون عن خبز، يبحثون عن وظيفة... يريدون ان يعيشوا كبقية الناس ومن حقهم ان يحلموا كالآخرين بسيارة ووظيفة وسكن. كما ان الوزير من حقه ان يعيش والمدير العام من حقه ان يعيش كذلك العاطل من حقه ان يعيش. ان ملاذ الدنيا وحلاوتها يجب ان يتذوقها شبابنا ويجب ألا نوزع عليهم شعارات الزهد الكاذبة وشعارات القناعة بشغف الحياة وربط البطون حتى تلتصق بالظهور. الدنيا للجميع وكذلك العسل المصفى. موازنة الحكومة السنوية وموارد البلد تكفي لسد البطون الجائعة من المواطنين ويجب ان نعلمهم ثقافة الحياة وحب الحياة لا ثقافة الموت وثقافة السجن. لقد سجنوا بما فيه الكفاية 30 عاما مرت على هؤلاء الشباب وهم يتوارثون المعتقلات أبا عن جد، فمن حقهم ان يحلموا بسكن، ان يحلموا بتكوين اسرة، ان يحلموا بوظيفة حكومية بعيدا عن لغات التمييز والمحسوبية وفوق ذلك على الشباب ان ينتقوا الخطاب الواقعي الجميل وكيف يرشدون الخطاب لينجحوا انتشال انفسهم البطالة بوعي أكثر. الوظائف الحكومية في البحرين لا يوجد فيها انصاف ولا ربع انصاف. هي توزع بطريقة غير عادلة وايضا مسيسة، هذه حقيقة تدعمها الحقائق والارقام فيجب أن نزيل هذه الاحتقانات بالتوزيع العادل. دعونا نقرأ التوظيف في جامعة البحرين، دعونا نقرأ التوظيف في كل مؤسسة بحرينية ولماذا اصبح نشر أسماء الوظائف والمرشحين لها مثل العفريت الذي يخوف ديوان الخدمة المدنية وبقية الوزارات وأين هي أجوبة الوزارات عن ذلك؟ مئات الوظائف السنوية الحكومية توزع تحت الطاولات وليس لهؤلاء العاطلين فيها لا ناقة ولا جمل وقلنا للوزراء نحن على استعداد بمدكم بالاسماء متى اردتم، واذا بنا نفاجأ بحامي حمى الديمقراطية البحرينية ومجلس الأمة البحرينية مجلس النواب يتم التوظيف فيه تحت الطاولة... السؤال: هل عقم رحم هذا المجتمع من ان ينجب ابناء كفئين؟ ثم نقول للحكومة: 150 دينارا غير كافية لعيشة كريمة لأي مواطن بحريني، 150 دينارا تعني القبول بمواطن شحات، مهموم، متسول. 150 دينارا غير كافية لجلب شاي ضيوف مكتب الوزير في ظل هذا الغلاء الفاحش مع الضرائب اليومية التي تأخذها الدولة من المواطن. انا لا اضرب على اوتار شعبية! هذه حقيقة. أسعار النفط في ازدياد وموازنة الوزارات مازالت على ما هي عليه الا زيادة خجولة هنا أو هناك.

التعميم مرفوض. اذا كان هناك بحرينيون كسالى أو مسيسون يخطئون مع التجار فهذا لا يعني ان كل البحرينيين كذلك. عندما اسافر إلى أوروبا أجد بحرينيين منثورين في الخارج وكلهم جهد ومثابرة بل حتى في الخليج. ما الذي يجعل البحريني ينتج في القنوات العربية وفي شرطة الامارات وفي جيش الكويت؟ بعض مؤسسات القطاع الخاص تريد أن تحاصر البحريني 13 ساعة في العمل براتب 150 دينارا بلا علاوات مع مضايقات في العمل وبلا تحفيز ثم تشتكي عليه، ترميه في "يم الاحباط" ثم تقول له: اياك اياك ان تبتل بالماء. لست ملزما بالمسيسين فالديرة كلها قائمة على التسييس ولكن كلامي عن الفقراء الذين يعجنون بين العجلات وطواحين الشعارات الديماغوجية وما أكثرهم. انهم يريدون ان يعيشوا بكرامة فلنزرع الأمل في عيونهم ومن لم يكن منا على خطيئة فليرمهم بحجر. ايها المسئولون حسنوا الرواتب لن تلقوا بحرينيا كسولا أو خائبا. واذا وجدوا فهم قلة في الفسحة وفي الضيق

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1041 - الثلثاء 12 يوليو 2005م الموافق 05 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً