العدد 1042 - الأربعاء 13 يوليو 2005م الموافق 06 جمادى الآخرة 1426هـ

اقتراح منطقي... هل تتبناه وزارة الصحة؟

أكاد أشبه قسم طوارئ السلمانية بسوق المنامة المركزي بالنسبة إلى معاملته لمرضاه، ولا أغالي إذا تقدمت باقتراح برغبة بتحويل القسم المذكور إلى سوق مركزي رئيسي وذلك بعد أن يتم الانتهاء من مشروع مستشفى الملك حمد في المحرق، على أن يتم افتتاح المراكز الصحية التابعة إلى وزارة الصحة مساء بشكل يومي.

ما دفعني إلى هذا الكلام، هو ما لقيته فجر أمس "الأربعاء" حينما ذهبت بزوجتي إلى طوارئ السلمانية بعد تعرضها لكسر في قدمها، إذ تم تحويلها بعد الكشف السريع إلى قسم التجبير. وهنا لب المشكلة، فالمعضلة الأولى - وهي الأدهى - أن من يقوم بالتجبير هو رجل فضلا عن كونه الوحيد، وهو ما يتنافى مع ديننا الحنيف وعادات وتقاليد أهل البحرين، فكيف بامرأة تداوي رجلا، أو رجل يعالج امرأة؟ علما بأن التجبير ليس اختصاصا نادرا حتى نسلم بأنه لا مفر من تقديم المهم على الأهم على سبيل المثال.

والمعضلة الأخرى التي لقيت خلالها الأمرين، هي أثناء دخولنا قسم التجبير، إذ طلب الموظف أن يتم التجبير بوجود الكرسي المتحرك "Weel Cheir"، فذهبت إلى قسم التسجيل طالبا الكرسي فأمرتني الممرضة الجالسة لتصنيف المرضى بدخول المخزن المحاذي لقسم التسجيل للتأكد من وجود كرسي ولم أجد، فطلبت مني الانتظار لحين يتم الحصول على كرسي آخر عبر استرجاعه من أحد المرضى، ولما نفد صبري رجعت إلى الممرضة مرة أخرى فتعذرت بعدم إمكان فعل أي شيء، ولجأت إلى أحد موظفي التنظيفات الذي نصحني - جزاه الله خيرا - بالذهاب إلى قسم الأطفال لعلي أجد كرسيا هناك ولكن من دون فائدة، كل ذلك طبعا وزوجتي واقفة على رجل واحدة، فاستأذنت موظف التجبير بإعطائي كرسيا ثابتا لتجلس عليه زوجتي لحين حصولي على الكرسي المتحرك، إلا أن الموظف تعلل بعدم امتلاكه صلاحية إخراج الكرسي خارج القسم على رغم وجود أكثر من كرسي في قسمه!

ونظرا إلى حاجة زوجتي الماسة إلى الجلوس، أشفق علي الموظف وطلب من بعض مرافقي المرضى إفساح المجال لزوجتي للجلوس على كرسي الممر، ومن ثم أرسلني إلى مكتب الإسعاف لعلي أجد كرسيا متحركا هناك، وفعلا ذهبت إلى الموظف لكنه اعتذر - وهو اعتذار في محله - لعدم إمكان خلو قسم الإسعاف من هذا الكرسي... وصرت في حيرة من أمري، ورجعت إلى قسم التسجيل مرة أخرى ولم أجد الكرسي "الماسي". وفي الأخير، ذهبت إلى قسم الإسعاف مرة أخرى مستجديا، فأمروني بإبلاغ موظف التجبير بأن يقوم بالتجبير باستخدام كرسي ثابت وعند انتهائه أطلب كرسيا متحركا من أية جهة، فقط لتوصيل زوجتي إلى السيارة، وأخبرت موظف التجبير بذلك فوافق - مشكورا - على مضض، لأن النظام بحسب قوله لا يجيز له ذلك.

وفي الأخير، أي بعد الانتهاء من التجبير، رجعت إلى قسم الأطفال مستجديا هذا الكرسي ليتفضل علي به أحد الممرضين المناوبين هناك.

خلاصة القول، إن قسم الطوارئ يسير بالبركة ومن دون تنظيم وكله تعقيد في تعقيد... وأنصح القائمين عليه بزيارة سوق المنامة المركزي، إذ سيجدون تنظيما ولا أروع من حيث توزيع الأدوار، فإنك إذا طلبت شيئا معينا من ذلك السوق تعرف إلى من تلجأ، ترى سوق الخضراوات في جهة، والفواكه في جهة أخرى، وسوق السمك في ناحية، واللحم في أخرى، فضلا عن أن موقع اللحم الاسترالي مفصول عن اللحم العربي، لكنه في مكان واحد، وليس كقسم الطوارئ الذي لا تعرف أين تذهب عندما تحتاج إلى شيء معين، فالصيدلية مثلا تبعد كيلومتر عن موقع المعاينة، والمختبر في واد والطبيب في واد آخر. فهل نتخذ من السوق المركزي قدوة لنا؟! نرجو ذلك، وهو أضعف الإيمان.

إبراهيم علي

العدد 1042 - الأربعاء 13 يوليو 2005م الموافق 06 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً