العدد 1047 - الإثنين 18 يوليو 2005م الموافق 11 جمادى الآخرة 1426هـ

العراق بحاجة الى موقف

علي الشريفي Ali.Alsherify [at] alwasatnews.com

-

تختلف هموم وزراء داخلية دول جوار العراق في مؤتمرهم المنعقد باسطنبول لكنها تتفق امام ما يمثله خطر الاوضاع في هذا البلد.

كان النظام العراقي يمثل قبل سنين نموذجا فريدا للديكتاتورية والقبضة الحديدية في العالم ، لكنه الان يمثل نموذجا للانفلات والفوضى وتعدد الكيانات وما يتجاذبها من تيارات دولية واقليمية تشكل خطرا على وحدة واستقرار معظم دول الجوار . وعلى الرغم مما يقوله السياسيون العراقيون من ان الكيان الجديد لن يؤثر سلبا على جيرانه الا ان واقع الحال يثبت العكس .

فالفيدرالية الكردية صارت أحد هموم تركيا وايران وسوريا بعد ان بدأ الاحتقان السياسي والامني يتنامى في جنوب شرق الاناضول التركي ، والشرق السوري ، والغرب الشمالي الايراني ، والتي تنذر جميعها باحتمال تغيير خرائط هذه الدول على المستقبل البعيد على الاقل. فيما صار مشروع "الفيدراليات" في الجنوب العراقي - الغني بالنفط - هم تتحمله دول عربية ترى في تطبيقه بداية لتقسيم العراق الى دويلات قد تمثل كل واحدة منها تيارات لدول تسعى الى مد نفوذها الى ابعد برميل نفط في العالم . ان ما يمثله العراق من قلق عربي واقليمي سببه الاوضاع الداخلية المتردية التي هي بحاجة الان ، اكثر من اي وقت اخر، الى تدخل عربي واضح ومؤثر في تحديد موقفه من الدستور المنتظر، خصوصا وان العراق ما زال يفتقر الى المرجعية السياسية الحكيمة القادرة على اخراجه من محنته الامنية والسياسية المستعصية . لقد اثبتت الوقائع التاريخية ابتداء من بابل وصولا الى الدولة العثمانية ان اضطراب الاوضاع في العراق أدت الى اضطراب الوضع الاقليمي في المنطقة .

صحيح ، ان العالم اصبح الان قرية صغيرة ، وما صار عبر الاف السنين لا يقارن مع عالم اليوم ، الا ان العراق يبقى نموذجا لبقايا سنين ما زالت العولمة عاجزة عن اظهار صورتها الحقيقية التي ستثير بالتاكيد العديد من المشاكل في دول المنطقة

إقرأ أيضا لـ "علي الشريفي"

العدد 1047 - الإثنين 18 يوليو 2005م الموافق 11 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً