العدد 1052 - السبت 23 يوليو 2005م الموافق 16 جمادى الآخرة 1426هـ

ثورة يوليو مشروع قومي نهضوي

عبدالله سعد الحويحي comments [at] alwasatnews.com

في الثالث والعشرين من يوليو/ تموز من العام 1952م انطلقت ثورة يوليو المجيدة، تلك الثورة التي استطاعت أن تعيد للإنسان المصري والعربي جزءا من كرامته وعزته التي انتهكت على يد المستعمرين بجميع أشكالهم، الذين استباحوا الأرض والعرض والكرامة ونهبوا الثروة.

ونحن عندما نكتب اليوم وبعد مرور ثلاثة وخمسين عاما على قيام هذه الثورة العظيمة التي غيرت مجرى تاريخ منطقتنا العربية على خصوصا والعالم عموما، فإننا نستذكر في هذه الثورة أيام العزة والكرامة التي جسدها قائد هذه الثورة وملهمها جمال عبدالناصر، ذلك الرجل الذي أعطى لأمته وضحى بروحه في سبيل العزة والكرامة في مواجهة قوى الاستكبار العالمي سواء الامبراطورية البريطانية التي أفلت بعد حرب 1956م أو الأميركية التي ورثت عرش بريطانيا.

لقد كان عبدالناصر صاحب مشروع حضاري، كان يستهدف حرية أمته العربية ووحدتها حتى تستطيع أن تنطلق في سماء التقدم والتطور، فبعد أن قضى على الاستعمار وأخرجه باتفاقية الجلاء العام ،1954 إذ كان مدركا أنه لا يمكن إقامة أي تقدم أو تطور والاستعمار جاثم على صدر الوطن العربي والقرار الوطني ليس حرا.

لقد قام عبدالناصر بوضع الأسس للنهوض بالأمة من خلال مشروعه الحضاري المتمثل في:

- احترام مبدأ الحرية والتي تبدأ بحرية الوطن من خلال التخلص من كل أشكال الاستعمار العسكري والثقافي والسياسي والعمل على بناء الإنسان من خلال ثقافة وطنية وقومية صادقة، ولم يكن يرى انفصالا بين الحرية السياسية والحرية الاجتماعية

- الحرية الاجتماعية والمتمثلة في تطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية وفي إعطاء الإنسان حقوقه المشروعة وفي توزيع عادل للثروة بين المواطنين وحصول الفلاح المصري على صك حريته في التملك بعد قرون طويلة من العبودية لكبار الملاك

- بناء قاعدة صناعية تكون أساسا لتطوير الاقتصاد الوطني الحر وصولا لتوفير فرص العمل للمواطنين والقيام بنهضة صناعية كبرى لتأسيس دولة حديثة ومتطورة

- بناء اقتصاد وطني حر من خلال تأميم قناة السويس واسترجاع جميع الحقوق الوطنية وإقامة السد العالي بهدف إنتاج الكهرباء لتزويد المشروعات الصناعية والاقتصادية في البلد

- زيادة الرقعة الزراعية من خلال استغلال مياه النيل وبناء السد العالي الذي وفر المياه اللازمة لتوسعة الرقعة الزراعية وتطوير آليات العمل الزراعي

- بناء قاعدة تعليمية متطورة من خلال إتاحة التعليم لجميع المواطنين على حد سواء وإطلاق مشروع مجانية التعليم التي رفعت نسبة التعليم بشكل كبير ومحاربة آفة الأمية التي عمد الاستعمار على انتشارها في البلد

- الإيمان بوحدة الأمة العربية والإسلامية باعتبارها الدائرة الكبيرة لنهضة الأمة وتقدمها

هذه أهم مرتكزات ذلك المشروع الحضاري والذي أدرك الاستعمار خطورته على وجوده في المنطقة، فعمد على تدمير هذه التجربة بهدف القضاء على أمل هذه الأمة في التقدم والتحرر فعمل على محاربة هذه الثورة من خلال شن الحروب ومحاولات الاغتيال، ولهذا موقف آخر سنقوم بتوضيحه.

* رئيس جمعية الوسط العربي الإسلامي سابقا

العدد 1052 - السبت 23 يوليو 2005م الموافق 16 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً