العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ

الباحثة عن الحنان

عاشت فائزة في وسط زحام من عائلة كبيرة، لم يكن ليضمها الحنان من قِبل أبيها بما في ذلك أمها، إذ كانا لا يملآن حياتهما إلا الشقاء، إذ كان الأب لاهياً بعمله في أكثر الأوقات وفيما ترى الأم عنيفةً في طباعها وقاسية في معاملتها لأولادها. ولم تكن إلا أيام قلائل عن زواج الأخت الكبرى حتى توفيّ الأب إلى رحمة الله.

لم يكن لهذه الوفاة أن تؤثر في حياة الأم شيئاً سوى انها زادت عناداً وتسلطاً. رسمتْ فائزة على وريقاتها صورةً لفارس أحلامها، لكنما الصورة أبدت اختفاءها عند أول طرقة دقّت بابها، فوافقت على ذلك الزواج من أجل الهروب من هذا الوضع المؤسف. فعلى رغم صدها عن هذا الزواج ونصيحة الكثيرين، ألا انها أبدت موافقتها سعدةً مسرورة من أجل التوق إلى حياة فضلى.

لم يمضِ عن عقد قرانهما الكثير، إلا انها بدأت سلسلة المشكلات غير المتناهية مع الزوج، إذ انه كان كثير الإنشغال عنها ومن دون ذلك سفره الدائم من أجل الحصول على المال لتوفير الحياة الهانئة لهما، لكنما حججه حرمتها من جميع حقوقها الزوجية بما في ذلك ضربها دائماً.

بعد كل هذا الجلل، لجأت فائزة إلى أهلها بعد الوهلة الأولى من الضرب الذي آلمها، لكنما الظروف صاحبت غير ذلك، إذ إن جميع الأبواب حالت إغلاقها دون هذا الطلاق خوفاً من كلام الناس عن ذلك. على رغم مُر العيش المرير، اضطرت للعيش معه وتحملت معه أشدْ صور المعاناة والألم، لاسيما صوت الحرمان الذي يتردد على آذانها.

لم يكن لبحر أن يهمّ بإطفاء لهيبها، لكنما وكأن شعاع الأمل بدأ ينثر نوره من جديد، فقد تعرفت على صديق رأت فيه بزغ إشراقة الحنان، إذ كان الشخص الوحيد الذي يسكن آلامها، إذ كان يتلقى منها وضعها بالكامل. وبعد فترةٍ لم تطل من تلك الصداقة، وجدت نفسها وسط خذلان من جديد، إذ كان يريد الحنان أكثر مما كانت تريد منه، ورُبما فاقد الشيء لا يعطيه.

لجأت إلى غرفتها أحاطت بها قواعد الخذلان وأودعها الإيمان بعدم وجود الحنان ولكنها مازالت تتساءل: لماذا تبحث عن الحنان؟

العدد 1057 - الخميس 28 يوليو 2005م الموافق 21 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً