العدد 1059 - السبت 30 يوليو 2005م الموافق 23 جمادى الآخرة 1426هـ

رايس تأمر و"إسرائيل" متهمة دائما

بقيت الصحف العبرية في دوامة الخروج من قطاع غزة وهناك انتقادات لرئيسة الدبلوماسية الأميركية كوندليزا رايس التي أدت في زيارتها "دور المعلمة التي توبخ طلابها لأنهم لم يقوموا بواجباتهم"، فهي أمرت بتعزيز وضع "أبومازن" "وكأن "إسرائيل" شركة لإعادة تأهيل الزعماء". قال أحدهم ساخرا. وأبدى تعليق مخاوف من تعديل اتفاق السلام بين مصر و"إسرائيل" لتمكين الأولى من نشر جنود على الحدود مع غزة لأن مصر تشكل خطرا استراتيجيا على الدولة العبرية! لكن مازالت تشغل الصحف العبرية أيضا تفجيرات شرم الشيخ وهناك ملامة من كاتب إسرائيلي عن سبب اتهام "إسرائيل" في أي هجوم "إرهابي" يقع في العالم.

"هآرتس": المعلمة رايس توبخ طلابها

علق يوئيل ماركوس في "هآرتس" على زيارة رايس لـ "إسرائيل"، وإذ كشف بعض ما جاء في لقاءاتها مع المسئولين الإسرائيليين، انتقد إصرارها على أن تعمل "إسرائيل" على بذل كل ما في وسعها من أجل تعزيز وضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتجاهلها كل المشكلات الحساسة التي يواجهها ارييل شارون في الداخل. وكشف ماركوس، نقلا عن مسئولين إسرائيليين شاركوا في اللقاءات مع رايس أن هذه الأخيرة أغرقت الإسرائيليين بالطلبات وقامت بدور المعلمة التي توبخ طلابها لأنهم لم يقوموا بواجباتهم. فطلبت من المسئولين الإسرائيليين أن يمارسوا أقصى درجات ضبط النفس في الرد على "الإرهاب" وإفساح المجال لأبومازن أن يحارب "حماس" خوفا من أن تقع غزة في قبضة الحركة. واستغرب إصرار رايس على أن تقدم "إسرائيل" شتى أنواع التنازلات لعباس على رغم أنه لا يستأهل ذلك، كما استغرب إشادتها في لقاءاتها الفلسطينية بالقدرات القيادية لأبومازن وحربه على "الإرهاب" في حين أنها استطردت في "إسرائيل" بالحديث عن ضعف الرئيس الفلسطيني وحث الإسرائيليين على تقويته. وكأن "إسرائيل" شركة لإعادة تأهيل الزعماء. يعلق ساخرا. لافتا إلى أن واشنطن ترغب في تعزيز وضع أبومازن بسبب التزامه بدمقرطة السلطة الفلسطينية، على رغم أنه لم ينفذ أي شيء من واجباته وأولها نزع سلاح المنظمات "الإرهابية".

"إسرائيل" ليست مصنعا لإنتاج القادة

وذكر في سياق مقاله أن رئيس الوزراء السابق إيهود باراك لم يبحث عن دعم خارجي ليسحب القوات الإسرائيلية من لبنان تحت جنح الظلام كما أن شارون نفسه لم يكن يحتاج إلى مساعدة خارجية ليقرر الانسحاب من "غوش قطيف". وذلك على رغم المعارضة الداخلية التي واجهها الرجلان والتي بلغت شفير الحرب الأهلية. في إشارة واضحة إلى ضجر الدولة العبرية من أوامر رايس فـ "إسرائيل" تحركت من دون عون الإدارة الأميركية في الحال الأولى حين خرجت من الجنوب اللبناني وهكذا ستفعل في الانسحاب من القطاع. غير أنه استدرك أنه طالما أن الولايات المتحدة هي التي تطالب بتعزيز وضع عباس فـ "إسرائيل" مضطرة للقيام بذلك. لكنه شدد على أن الدولة العبرية لن تقوم بواجبات عباس بدلا عنه فإذا كان ضعيفا جدا إلى درجة أنه لن يكون قادرا على محاربة "الإرهاب" والتفاوض مع "إسرائيل" وتقديم التنازلات فهو ليس شريكا. وختم مكررا وساخرا أن "إسرائيل" ليست مصنعا لإنتاج القادة الفلسطينيين.

"إسرائيل" المشتبهة بأي هجوم

ولاحظ ألوف بن في "هآرتس" أن "إسرائيل" هي المشتبه فيه الأول في أي هجوم "إرهابي" يقع في العالم. فهي إما متهمة بأنها نفذت الهجوم بنفسها مثلما يقول الإعلام العربي، أو أنها علمت به مسبقا ولكن لم تحرك ساكنا لمنعه مثلما أشيع بعد حوادث 11 سبتمبر/ أيلول. وإما متهمة لأن تصرفها السيئ في الأراضي المحتلة يغذي الانتحاريين العرب والمسلمين مثلما ألمح رئيس الوزراء البريطاني طوني بلير وغيره من الزعماء الأوروبيين، فبلير عزا تفجيرات لندن إلى الأزمات العالقة في الشرق الأوسط. وكان واضحا أنه يلوم "إسرائيل". في حين اتهم أحد المعلقين المصريين الموساد الإسرائيلي بالوقوف وراء هجمات شرم الشيخ. فتساءل بن: لماذا لا يكون منفذو تفجيرات لندن قد ولدوا وترعرعوا في الدولة البريطانية الثرية ولم يعرفوا في حياتهم معنى الحواجز والاحتلال والمستوطنات اليهودية؟ مستغربا سهولة وضع اللوم على الدولة العبرية في كل هجوم "إرهابي" يشهده العالم، لكن من دون أن يطرح أية إجابة وافية عن أسئلته.

"جيروزاليم بوست": مصر تهدد "إسرائيل"

من جهة أخرى، حذر يوري دان في "جيروزاليم بوست" من خطر تعديل اتفاق السلام بين مصر و"إسرائيل" لجهة تغيير وضع صحراء سيناء المنزوعة السلاح، فالقوات المصرية المجهزة بأحدث الأسلحة الأميركية تشكل أكبر خطر محتمل على "إسرائيل". واتهم دان مصر بأنها تحاول استغلال الصعوبات التي تواجهها جهود "إسرائيل" لوضع حد لتهريب السلاح من سيناء إلى القطاع والضفة، كي توافق الدولة العبرية على نشر قوات مصرية مسلحة في سيناء. وحذر تكرارا "إسرائيل" من المحاولات التي وصفها بالخطيرة التي تقوم بها مصر لتقويض اتفاق السلام

العدد 1059 - السبت 30 يوليو 2005م الموافق 23 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً