العدد 2944 - الإثنين 27 سبتمبر 2010م الموافق 18 شوال 1431هـ

المملكة العربية السعودية قطعت شوطاً كبيراً قياساً بعمر الأمم

الدكتور عبد المحسن بن فهد المارك open [at] alwasatnews.com

يمثل اليوم الوطني بالنسبة للمملكة العربية السعودية حكومة وشعباً وهي تحتفل بالذكرى الثمانين لتوحيد المملكة العربية. عودة للتاريخ وتحديداً العام 1351هـ الموافق 1932م، حيث استطاع مؤسس كيان المملكة العربية السعودية المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود من توحيد المملكة العربية السعودية بعد جهاد استمر لمدة 32عاماً منذ 1329هـ الموافق 1900م من اجل لم صفوف أبناء شبه الجزيرة العربية في وحدة سياسية واجتماعية وتنظيمه، بعد أن كانوا لفترة طويلة كيانات وقبائل متفرقة ومتناحرة فتأسست دولة عربية فتية تزهو بتطبيق شرع الله وتصدح بتعاليم الإسلام السمحة وقيمه الإنسانية، حريصة على التضامن العربي والإسلامي والسلم الدولي وفق رؤية سياسية واعية للمغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن رحمه الله، الذي استطاع أن يجعل من المملكة العربية السعودية دولة لها ثقلها العربي والإسلامي والدولي فكانت المملكة من الدول المؤسسة لمجلس التعاون لدول الخليج العربي وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة الأمم المتحدة، واستمد رحمة الله من الشريعة الإسلامية منهاجاً ونبراساً له فحقق له الله ما يصبو إليه وتكاتف الناس حوله وجعل للوطن شعاراً يعتز فيه كل مسلم وهو راية التوحيد، وتحقق لهذه الأرض أمنها واستقرارها وازدهرت الحياة وسن الأنظمة والقواعد وفق دستور شرعي، يعطي كل ذي حق حقه، ولقد استطاع بحنكته أن يعطي للحكم في هذه البلاد مفهوماً جديداً للإصلاح، حيث بين للناس أنه منهم ومعهم وأنه يشاركهم همومهم وسعى لدحر الظلم ونشر العدل ووحد هذه البلاد على عقيدة صحيحة وعلى قلب واحد وشعب واحد، وترجم تلك المعاني في حياته وأخذ يبني البلاد ويجمع شمل الأمة ويوحد رأيها وكلمتها، وبعد اكتمال مقومات الوحدة وإعلان قيام المملكة العربية السعودية، وضع أسس وقواعد الدولة.

وكان لبعد نظر المغفور له بإذن الله الملك عبدالعزيز بن عبد الرحمن ال سعود رحمه الله وذكائه الأثر الأكبر نحو تعزيز ركائز الدولة في الداخل ومد علاقات حسن الجوار والصداقة إلى الدول المجاورة والصديقة، ونعم شعب المملكة العربية السعودية بعد هذه الملحمة القوية التي يسودها الحب والاحترام بالتنمية ورغد العيش وأصبح ذلك التناحر وعدم استتباب الأمن والتخلف والعصبية من الماضي بعد تأسيس كيان قوي فعال قائم على العدل والأمن اللذين يعتبران داعماً رئيسياً للاستقرار السياسي والاقتصادي والاجتماعي، واستطاع أبناؤه الكرام ملوك المملكة العربية السعودية من بعده أن يكملوا المسيرة ويجعلوا هذه الجزيرة واحات من البناء والازدهار المتواصل الذي نعيشه اليوم، مستمدين من رؤية وحكمة والدهم الكثير الكثير، حيث تعاقب على الحكم من بعده الملوك سعود، وفيصل، وخالد، وفهد - رحمهم الله - واليوم يحمل الراية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يعاضده ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز، والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظهم الله ـ ولأن اليوم الوطني ذكرى غالية على قلوب الجميع يحتفى فيها بالعطاء والانجاز وتمثل فرصة كبرى للتفكير في هذه المسيرة التي تحققت، ويستلهم منها العبر والدروس لهذا القائد الفذ الذي استطاع بحنكته ونافذ بصيرته وإيمانه الراسخ بالله عز وجل، أن يبني هذه الدولة الشامخة ويشيد ثوابتها النيرة التي نشهد تطورها ونتطلع لغد أفضل في سعينا الدائم إلى كل ما من شأنه رفعة الوطن في جميع المجالات للَّحاق بركب الدول المتقدمة. حيث قطعت المملكة ولله الحمد شوطاً كبيراً في سنوات قصيرة قياساً بعمر الأمم ما جعلها تحتل مركزاً مرموقاً على المستوى السياسي والاقتصادي والثقافي والإنساني والاجتماعي من خلال المحافظة على ثوابتها كدولة إسلامية لها أهميتها العظمى كمهبط للوحي وقبلة للمسلمين ودورها المهم في الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية والدولية العادلة والحرص على تعزيز مبادئ السلم والعدل والأمن في العالم، وتسعى بكل أخلاص لحل مشكلات المنطقة والقضايا الدولية بما تملكه من دور سياسي كبير في العالم العربي والإسلامي والدولي، وبما تملكه من صدقية سياسية، نظراً لتمتعها بدبلوماسية متزنة نالت احترام دولي لآرائها وبعد نظرها ومبادراتها الحكيمة ومواقفها الإنسانية النبيلة.

ولا يفوتني بهذه المناسبة أن أشيد بالعلاقات الأخوية المتميزة التي تربط بين المملكة ومملكة البحرين الشقيقة القائمة على الود الخالص والمحبة الصادقة بين القيادتين والشعبين، وعلى ما تلقاه السفارة من رعاية وتقدير كريمين من جلالة الملك المفدى حمد بن عيسى آل خليفة ورئيس الوزراء الموقر صاحب السمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة وولي العهد نائب القائد الأعلى لقوة الدفاع صاحب السمو الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة - حفظهم الله - ومن جميع المسئولين والجهات والمؤسسات الحكومية والخاصة في مملكة البحرين الشقيقة.

كما يشرفني أن ارفع باسمي ومنسوبي سفارة خادم الحرمين الشريفين في مملكة البحرين الشقيقة أسمى عبارات التهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة والأسرة المالكة الكريمة وللمسئولين بوزارة خارجية المملكة العربية السعودية وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والشعب السعودي الوفي النبيل، سائلين المولى عز وجل أن يديم على بلادنا نعمة الأمن والاستقرار والعطاء والرخاء تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام الأمير سلطان بن عبدالعزيز والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزاء ووزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز ـ حفظهم الله ورعاهم ـ.

إقرأ أيضا لـ "الدكتور عبد المحسن بن فهد المارك"

العدد 2944 - الإثنين 27 سبتمبر 2010م الموافق 18 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 4:06 ص

      خالد الشامخ : الله يرحم غازي القصيبي

      درب من العشق..لا درب من الحجر هـذا الذي طـار بالواحـات للجزر
      ســاق الخيـام إلى الشطآن فـانزلقت عــبر الميـاه شـراعـآ أبيض الخفر
      مـاذا أرى ؟ زورقآ في اليم مندفعآ ؟ أم أنه جـــمل مــا مـلّ مـن ســفــر
      وهـذه أغنــيات الغــوص في أذني ؟ أم الحداة شدوا بالشعر في السـحّر ؟
      واستيـقظت نـخلة وسنى توشوشني من طوّق النـخل بالأصـدا والدرر ؟
      نسـيت إين أنـا .. أنّ الرياض هــنا مــع المنامــة مشـــغولان بالســمـر

    • زائر 1 | 3:09 ص

      نتمنى كل التوفيق للملكة العربية السعوديه

      الله يحفظ المملكة العربية السعودية و يديم عزها و نموها . فهي ام دول مجلس التعاون . نعم دول مجلس التعاون تحتاج لتنوع مصادر الدخل و الأستثمار الخارجي و الداخلي المحسوب .و الغذاء خير ما يستثمر فيه . فعلى دول مجلس التعاون أقامة مزارع في البلدان الصالحة و التي سيعود مردودها على منفعة كل مواطن في دول الخليج . و الأستثمار في التعليم المهني . فاليوم السوق تشبع بالتعليم الجامعي . فصار الميكانيكي و السباك يكسب أكثر من الجامعي و مهنة في اليد أمانة من الفقر .

اقرأ ايضاً