العدد 2947 - الخميس 30 سبتمبر 2010م الموافق 21 شوال 1431هـ

كوريا الشمالية تحاول تحسين علاقتها بالعالم لتسهيل «توريث الحكم»

بعد أشهر من التوتر الحاد ربما تسعى كوريا الشمالية إلى الاستقرار في علاقاتها مع الأسرة الدولية من أجل إفساح المجال أمام «ولي العهد» كيم جونغ أون (27 عاماً) ليتدرب على دور القائد المقبل للبلاد، بحسب خبراء.

وتمت الثلثاء ترقية كيم جونغ أون أصغر أبناء الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل إلى مناصب عليا في الحزب الحاكم والجيش ما يكرس مكانته كخليفة سيتولى يوماً حكم البلاد التي تعاني من اقتصاد متدهور ولو أنها تملك السلاح النووي.

وصرح كوه يو هوان من جامعة دونغوك في سيئول لوكالة «فرانس برس»، «لتثبيت مخطط الخلافة على الشمال أن يجد حلاً لمشاكله الاقتصادية وللقيام بذلك عليه أن يحسن علاقاته مع العالم الخارجي».

وأضاف المحلل «يشعر كيم جونغ إيل أن عليه فعلاً أن يحسن الوضع طالما هو على قيد الحياة من أجل تخفيف العبء على كيم الصغير. ولذلك يمكن أن تقوم كوريا الشمالية بمبادرة إزاء الولايات المتحدة».

واعتبر يانغ مو جين من جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيئول أن «بيونغ يانغ ستزيد بموازاة انتقال السلطة، جهودها لتحسين علاقاتها مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية حتى يستفيد خليفته من بعض النجاحات».

وعليه، فقد أعربت بيونغ يانغ عن رغبتها في استئناف المفاوضات السداسية (الكوريتان والولايات المتحدة واليابان وروسيا والصين) بشأن برنامجها النووي والتي انسحبت منها في أبريل/ نيسان 2009 قبل شهر على قيامها بتجربتها النووية الثانية.

وتهدف هذه المحادثات إلى حمل كوريا الشمالية على العدول عن طموحاتها النووية في مقابل حصولها على مساعدة كبيرة في مجال الطاقة.

إلا أن رد سيئول وواشنطن اتسم بالبرودة فقد ذكرتا بأن تحقيقاً دولياً أفضى إلى مسئولية بيونغ يانغ في الهجوم بالطوربيد على غواصة كورية جنوبية في مارس/ آذار 2010 ما أدى إلى مقتل 46 شخصاً وهو ما تنفيه هذه الأخيرة باستمرار.

إلا أنه ومنذ شهر، بدأت إشارات عدة على تراجع التوتر تظهر، ومنها المساعدات التي قدمتها سيئول إلى بيونغ يانغ بعد الفيضانات واستئناف المباحثات بشأن اجتماع العائلات بالإضافة إلى إفراج كوريا الشمالية عن قارب صيد كوري جنوبي وبحارته السبعة.

لكن كوه يو هوان حذر من توقع أن «يتخلى الشمال عن ترسانته النووية وذلك حتى المرحلة الأخيرة من أي اتفاق محتمل».

واعتبر يانغ مو جين أن النظام سيسعى الآن إلى زيادة المواد الغذائية وتعزيز سيطرته على السكان.

وعلاوة على مهامه في الحزب الحاكم، تمت ترقية كيم جونغ أون رغم حداثة سنه إلى رتبة جنرال بأربع نجوم في الجيش، الركيزة الأساسية للنظام الشيوعي والذي يعد 1,9 ملايين عنصر ويعتبر واحداً من أهم خمسة جيوش في العالم.

ولاحظ المحلل في المعهد الكوري الجنوبي، تشوي جين ووك من أجل التوحيد الوطني أن «ولي العهد يملك الآن كل ما يحتاج إليه ليصبح القائد المقبل».

وأثارت السرعة التي تم بها التحضير لخلافة «القائد الغالي» تساؤلات المحللين عن الوضع الصحي لكيم جونغ إيل.

وقال تشوي جين ووك إن «ذلك يحمل على الاعتقاد بأنها هشة للغاية ما يحمله على التوضيح بأسرع ما يمكن أي شكوك بشأن القيادة المستقبلية للنظام».

وكان كيم جونغ إيل تعرض لجلطة دماغية في أغسطس/ آب 2008.

ولم تدل كوريا الجنوبية بأي تعليق رسمي بشأن الخلافة إلا أن الصحف لم تمتنع عن ذلك. وكتبت صحيفة «جونغانغ»، «لا أحد يمكنه ان يتنبأ بما يمكن ان يحصل في هذا البلد. أمر واحد مؤكد مصيره الفناء عاجلاً أم آجلاً إلا إذا اختار القيام بإصلاح جذري».

العدد 2947 - الخميس 30 سبتمبر 2010م الموافق 21 شوال 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً