قال مسئولون إن السلطات الباكستانية أغلقت طريق إمدادات حيوياً لقوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تقاتل في أفغانستان أمس (الخميس) بعد أن ثار غضبها بسبب غارة جوية قامت بها قوات الحلف عبر الحدود وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود باكستانيين.
وتم إيقاف الشاحنات وصهاريج الوقود المتوجهة للقوات الأجنبية في أفغانستان بموقع تورخام الحدودي في منطقة خيبر القبلية قرب مدينة بيشاور بعد ساعات من الغارة الرابعة التي تبلغ عنها السلطات الباكستانية في الأيام الماضية. وقال مسئول أمني كبير طلب عدم نشر اسمه لوكالة «رويترز»: «نعم تم إيقاف إمدادات حلف شمال الأطلسي. تم هذا محلياً».
غير أن متحدثة باسم قوة المعاونة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها الحلف قالت إن أياً من طائراتها المروحية لم تعبر إلى المجال الجوي لباكستان وإن الواقعة قيد التحقيق. وباكستان حليف وثيق للولايات المتحدة في جهودها لتحقيق الاستقرار لأفغانستان لكن محللين قالوا إن خطوة تعطيل طريق الإمدادات تبرز التوترات في العلاقة. وتمر معظم الإمدادات العسكرية لقوات الأطلسي في أفغانستان عبر باكستان.
وقال المسئول الأمني الباكستاني إنه في وقت مبكر أمس هاجمت طائرتان مروحيتان تابعتان للأطلسي من أفغانستان قرية حدودية في منطقة كورام بباكستان. وأضاف «قصفت المروحيتان المنطقة لمدة نحو 25 دقيقة. قتل ثلاثة من جنودنا الذين كانوا يحرسون نقطة حدودية وأصيب ثلاثة».
لكن المتحدثة باسم قوات حلف الأطلسي الميجر صانسيت بلينسكي قالت إن المروحيتين استهدفتا متشددين في إقليم بكتيا بشرق أفغانستان قبالة كورام ولم تعبرا إلى باكستان. وأضافت في بيان أن المسئولين العسكريين الباكستانيين أبلغوا (إيساف) بأن قواتهم الحدودية ضربت في الهجوم. ومضت تقول «(إيساف) تعمل مع باكستان للتأكد مما إذا كانت الواقعتان مرتبطتين. لاتزال المسألة رهن التحقيق».
غير أن بياناً لحلف الأطلسي صدر في وقت لاحق قال إن طائرات تابعة لـ «إيساف» عبرت الحدود في بادئ الأمر لفترة قصيرة أثناء استهدافها لأشخاص يشتبه بأنهم متمردون كانوا يطلقون النار على قاعدة للتحالف من موقع داخل أفغانستان.
وأضاف أن الطائرات تعرضت لإطلاق النار من مجموعة أشخاص داخل باكستان فعبرت الحدود ثانية لاستهدافهم. وتابع البيان «دفاعاً عن النفس دخلت طائرات إيساف المجال الجوي الباكستاني وقتلت عدة أفراد مسلحين».
نقلت صحيفة «ديلي تلغراف» عن مسئولين في الاستخبارات أمس (الخميس) أن نحو 20 مواطناً بريطانياً يتدربون في معسكرات بباكستان على أنشطة إرهابية لتنفيذ هجمات في بريطانيا.
وأوضحت الصحيفة أن تنظيم «القاعدة» وناشطين في حركات تدور في فلكه يقومون بتدريب هؤلاء الشبان المسلمين الذين يحملون جوازات سفر بريطانية في معسكرات تدريب في المناطق القبلية في شمال غرب باكستان الحدودية مع أفغانستان. ويتدرب هؤلاء في هذه المعسكرات على استخدام الأسلحة النارية والمتفجرات بهدف تنفيذ هجوم بواسطة أسلحة رشاشة داخل الأراضي البريطانية، بحسب مصادر الصحيفة.
ونقلت «ديلي تلغراف» عن مسئول في الأوساط الاستخبارية موجود في إسلام آباد لم تكشف عن اسمه قوله «نعتقد أن هناك ما بين 15 إلى 20 بريطانياً في المعسكرات». وتأتي هذه المعلومات غداة إعلان وسائل إعلام بريطانية وأميركية أن أجهزة الاستخبارات الغربية أحبطت مخططاً أعده تنظيم «القاعدة» لتنفيذ هجمات منسقة في بريطانيا وألمانيا وفرنسا، وهو ما لم تؤكده حكومات أي من هذه الدول.
العدد 2947 - الخميس 30 سبتمبر 2010م الموافق 21 شوال 1431هـ