قطع فريق الرفاع ممثل الكرة البحرينية خطوة مهمة نحو بلوغ نهائي كأس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم عندما تخطى فريق القادسية الكويتي بهدفين نظيفين في ذهاب نصف النهائي الذي جمعهما مساء أمس على إستاد البحرين الوطني وسط حضور جماهيري جيد العدد، ويكون بذلك الرفاع في وضع جيد من حسابات التأهل قبل مباراة الإياب التي ستقام في الكويت يوم 19 الجاري الذي سيدخله السماوي بأكثر من فرصة للتأهل، فيما يحتاج القادسية الى الفوز بأكثر من هدفين.

ونجح السماوي في تحقيق الأهم من هذه المباراة التي كانت صعبة وشهدت تحولات وتقلبات، وخاضها الرفاع بحذر وواقعية وأسلوب خطف الفرص التي نجح في اقتناصها ريكو في الشوط الأول وعبدالرحمن مبارك في الشوط الثاني، فيما نجح الدفاع الرفاعي ومن خلفه الحارس المتألق محمود منصور من التصدي لجميع المحاولات القدساوية.

بداية قدساوية وهدف رفاعي

جاء الشوط الأول مثيراً بأحداثه وتحولاته وشهد بداية هجومية قدساوية كادت تفرز ضربة جزاء للقادسية، لكن قرار مساعد الحكم الثاني أدى الى تراجع حكم الساحة عن قراره وسط لحظات مثيرة، فيما تأخر دخول الرفاع الى أجواء المباراة حتى الدقيقة 25 التي خطف فيها هدف التقدم عن طريق ريكو وبعده طرد الحكم لاعب القادسية صالح الشيخ.

ودخل الرفاع المباراة بالتشكيلة المتوقعة التي ضمت الحارس محمود منصور وفي الدفاع محمد دعيج وإسماعيل صالح وحسن خميس البري وداود سعد وفي الوسط حمد راكع والكاميروني مصطفى مختار وحسين سلمان مكي والبرازيلي عبودا وثنائي الهجوم عبدالرحمن مبارك والبرازيلي ريكو.

وعلى عكس التوقعات جاءت البداية الرفاعية مهزوزة وساد الارتباك صفوف الفريق وخصوصاً في منطقة الوسط وارتكبت أخطاء كثيرة في الانتشار وسوء التمرير ما ساهم في صبه لمصلحة القادسية الذي استطاع فرض أفضليته وسيطرته وتفوقه واستطاع تهديد مرمى الرفاع معتمداً على قوته الهجومية المتمثلة في بدر المطوع وحمد العنزي ومن خلفهم السوري جهاد الحسين وفهد الأنصاري، وظهرت الخطورة القدساوية في الثلث الساعة الأول بدءاً بكرة العنزي التي مرت بجوار القائم ثم تسديدة المطوع التي صدها القائم الرفاعي.

في المقابل، بدا واضحاً أن الفريق الرفاعي تأخر في الدخول لأجواء المباراة، وذلك ما عكسته تحركات وأداء لاعبيه على الصعيدين الفردي والجماعي في الربع الساعة الأول الذي غاب فيه دور خط الوسط وثنائي الهجوم عدا اجتهادات فردية من حسين سلمان واضطر ريكو للتحرك بعيداً عن منطقة الجزاء بحثاً عن كرات في الوقت الذي تولى فيه ثنائي الارتكاز راكع ومختار المهام الدفاعية في الحد من فعالية الوسط القدساوي.

ومع مرور الوقت بدا الرفاع ينشط وينقل اللعب نحو المنطقة القدساوية ومن إحدى الكرات المرتدة حصل المهاجم الرفاعي عبدالرحمن مبارك على كرة طولية انفرادية بالمرمى لكن تسديدته صدها الحارس القدساوي لتتهيأ الى ريكو المتربص ليودعها الشباك بسهولة في الدقيقة 25.

وارتفعت إثارة المباراة بعد الهدف وأعطى نشاطاً للاعبي الرفاع في التحرك نحو الهجوم بالاعتماد غالباً على الجهة اليمنى لكن التحركات الرفاعية افتقدت الى الخطورة الفعلية على المرمى، فيما شهدت الدقيقة 40 طرد قائد القادسية الدولي صالح الشيخ بسبب سوء سلوكه تجاه ريكو لكن الرفاع لم يستثمر ذلك بالصورة المطلوبة.

حسمها «مبارك»

ولم يتغير الوضع الفني العام للمباراة في شوطها الثاني وبدا واضحاً أن الرفاع تعامل مع الشوط الثاني بحذر وتراجع ومال غالباً الى تأمين منطقته من وسط الملعب والاعتماد على إرسال الكرات الطويلة والمرتدات التي لم تظهر كثيراً في النصف الأول من الشوط على رغم أن ذلك كان مبالغاً فيه وخصوصاً في ظل النقص العددي القدساوي الذي لم يستثمره الرفاع جيداً بل رمى القادسية بكامل ثقله نحو الهجوم.

وتحمل دفاع ووسط الرفاع عبء المباراة خصوصاً مع المحاولات الهجومية القدساوية والتبديلات الهجومية التي أجراها مدرب القادسية محمد إبراهيم خصوصاً بإشراك المحترف السوري فراس الخطيب الذي شكل خطورة حقيقية من الجهة اليمنى على مرمى الرفاع وأخطرها كرة الخطيب التي ارتدت من العارضة وسقطت على خط المرمى، لكن يحسب لدفاع الرفاع يقظته وتركيزه وقلة أخطائه على رغم بعض الهفوات.

وكانت نقطة التحول في الأداء الرفاعي بعد دخول «الموهوب» محمود العجيمي في الربع الساعة الأخير بديلاً لحسن خميس الذي خرج مصاباً بشد عضلي، فيما تراجع البديل الأول نضال إسماعيل من الوسط الى الظهير الأيسر، إذ بدأت الناحية الهجومية السماوية تنشط بتحركات العجيمي وحسين سلمان وبالفعل استطاع الرفاع الوصول عبر كرات مرتدة وخاطفة الى مرمى القادسية حتى تمكن حسين سلمان من رسم تمريرة متقنة الى عبدالرحمن مبارك لينفرد مسجلاً الهدف الرفاعي الثاني في الدقيقة 39.

وأعطى الهدف الرفاعي زخماً وحماساً للرفاعيين وفتحت الطرق الى مرمى القادسية الذي انكشفت جبهته الدفاعية وكاد حسين سلمان يتوج تألقه بتسجيل الهدف اثر الكرة التي هيأها له العجيمي لكن كرته علت العارضة بسنتمترات في اللحظات الأخيرة.

غضب قدساوي وإلغاء ركلة الجزاء بتدخل قانوني لمساعد الحكم

شهدت مباراة الرفاع والقادسية الكويتي جدلاً بشأن مستوى التحكيم القطري الذي أدار اللقاء وخصوصاً من الجانب القدساوي الذي كان غاضباً على بعض القرارات التحكيمية لدرجة أن طاقم التحكيم خرج متأخراً من الملعب محاطاً برجال الأمن وسط محاولات التهجم على الحكم من بعض القدساوية. وبشأن ضربة الجزاء التي احتسبها الحكم ثم تراجع عن قراره إذ جاء ذلك بعد تدخل مساعد الحكم ضمن صلاحياته الممنوحة له وأعطى استشارته لحكم الساحة بإلغاء القرار واحتساب اللعب إسقاط بين لاعبي الفريقين لكون ما حدث هو احتكاك متبادل وفق قانون التحكيم في مثل هذه الحالات.

جاريدو: قطعنا خطوة مهمة للتأهل والحكم لم يؤثر على المباراة

أكد مدرب فريق الرفاع البرتغالي جاريدو أن فريقه خطا خطوة مهمة نحو التأهل للمباراة النهائية لكأس الاتحاد الآسيوي بعد الفوز على القادسية بلقاء الذهاب بهدفين نظيفين، مشيراً الى أن فريقه كسب الشوط الأول من المواجهة وتبقى الشوط الثاني في لقاء الإياب بالكويت والتي ستكون أصعب بكثير من هذه المباراة، وخصوصاً أن الفريق الكويتي سيلعبها على أرضه ويمتلك خبرة كبيرة في البطولات الخارجية. وقال جاريدو في المؤتمر الصحافي الذي عقب المباراة «كانت المباراة صعبة وبذل لاعبو الرفاع جهداً كبيراً من أجل مجاراة فريق القادسية ومقارعته في تمرير الكرات وتبادل الهجمات وفرض الرقابة على العناصر المهمة في فريق القادسية، وان فريقه لا يعاني من أي مشاكل دفاعية، والدليل أنه لم يتلق أي هدف بل تصدى للهجمات وكانت للفريق هجمات وفرص أبرزها لحسين سلمان كانت كفيلة بتسجيل هدف ثالث وفي النهاية حقق الأهم بخروجه فائزاً بنتيجة جيدة أمام فريق قوي وكبير. واستبعد جاريدو ان يكون الحكم أثّر على نتيجة المباراة وحتى عندما احتسب ركلة الجزاء عاد وألغاها لأن زاوية الرؤية عند المساعد الثاني كانت أوضح، وبالتالي تم إلغاء ركلة الجزاء وهذا أمر عادي.

عيسى بن علي: فوز السماوي بجدارة وتوج عطاء الفريق

أكد نائب رئيس نادي الرفاع سمو الشيخ عيسى بن علي آل خليفة أن فوز السماوي عل القادسية كان عن جدارة واستحقاق وتتويجاً لجهود وعمل رجالات ومسئولي النادي والجهازين الإداري والفني وعطاء لاعبي الفريق.

وقال الشيخ عيسى بن علي: «لا شك في أن المباراة لن تكن سهلة لكن ثقتنا كانت كبيرة في لاعبينا الذين أدركوا أهمية المباراة وإصرارهم وروحهم القتالية التي عوضت الأمور الفنية نظراً لأهمية هذا العامل في المباريات الحاسمة، ونحن نشكر اللاعبين على جهدهم وروحهم وكذلك مساندة الجمهور البحريني الذي حضر وساند الفريق، ولكن الأمور لم تنته وعلينا التركيز في لقاء الإياب المهم ونتمنى أن يتوج فيه الفريق مسيرته بنجاح».

مبارك: المباراة قوية وتوقعت التسجيل

قال مهاجم فريق الرفاع النجم عبدالرحمن مبارك ان مباراة الأمس كانت قوية وقدم من خلاها الفريقان عرضا قويا، وأكد مبارك أنه توقع التسجيل في مرمى القادسية الكويتي، وقال: «لم تكن المباراة سهلة على الطرفين، وكان الفريق الكويتي نداً عنيداً وكنا ندرك ذلك كونه فريق عريق في الساحة الآسيوية».

وأضاف «كنت على ثقة كبيرة بزملائي اللاعبين بتقديم أفضل المستويات وعبور المحطة الأولى أمام الفريق الكويتي، وظهر اللاعبون بمستواهم المعهود، وأعتقد أنهم يمتلكون أكثر من هذا المستوى، وكلي ثقة بزملائي بعبور المحطة الثانية على أرض الكويت والتأهل للمباراة النهائية بإذن الله».

وواصل حديثه بالقول: «لقد أعطتنا الجماهير دافعا معنويا كبيرا بحضورها الكبير لمؤازرة السماوي في المهمة الآسيوية، وليس فقط جماهير الرفاع التي كانت متواجدة، بل أكثرية الجماهير البحرينية التي أود أن أقدم لها جزيل الشكر والعرفان على وقفتها التي لن أنساها»، وأوضح مبارك أن وقفة رئيس النادي عبدالله بن خالد كان لها دور كبير بتهيئة اللاعبين قبل خوض المباراة بقوله: «وقفت رئيس النادي لعبت دورا كبيرا ونحن نلعب المباراة تفكيرنا أن نرفع راية الوطن وراية العمل الدؤوب الذي يقوم به «بورفاع» وأتمنى له مزيدا من النجاح والازدهار».

وتمكن مبارك من زيارة الشباك الكويتية بتسجيله الهدف الثاني، وعن هذا الهدف قال مبارك: «جاء الهدف بتعاون زملائي وعندما لعبت كأساسي في المباراة توقعت أن أزور الشباك الكويتية وبالفعل فعلت ذلك وتمكنت من تسجيل الهدف الثاني وسأبذل قصارى جهدي لتقديم مستوى أفضل في المباراة الثانية في الكويت وخصوصاً أننا قطعنا نصف المشوار وتبقى النصف الأهم».

عبدالله بن خالد مؤكداً أن الرفاع حقق الأهم:

خضنا مباراة كؤوس والحسم في الإياب ولا نخشى جمهور القادسية

أعرب رئيس نادي الرفاع الشيخ عبدالله بن خالد عن سعادته وارتياحه للفوز الذي حققه فريقه على القادسية الكويتي في ذهاب نصف النهائي الآسيوي، مؤكداً أن المباراة كانت صعبة وشبيهة بمباريات الكؤوس ونجح الرفاع في حسمها لصالحه بجدارة.

وقال عبدالله بن خالد: «كانت المباراة صعبة وشهدت تحولات وسجالاً وفرصاً متبادلة وكنا نقدّر قوة ومكانة فريق القادسية، وحتى عندما تحول الى الهجوم في الشوط الثاني فذلك كان أمراً متوقعاً لنا. وفي المقابل، كانت لنا فرصاً خلال اللقاء وفي النهاية هذه مباريات كؤوس واستثمار الفرص».

واعتبر عبدالله بن خالد الفوز الرفاعي خطوة جيدة يمكن من خلالها أن نضع عليها حساباتنا في لقاء الإياب وهو ما سعينا إليه ولكن مازلنا نؤكد أن المباراة مازالت في الملعب وستحسم في لقاء الإياب، وأنه سيتم الاجتماع مع الجهاز الفني خلال اليومين المقبلين من أجل وضع برنامج الإعداد المناسب للقاء الإياب، مشيراً الى عدم قلقه من الجمهور القدساوي في الإياب لأن اللاعب البحريني عادة ما يتألق في المباريات الخارجية.

مدرب القادسية يحمل الحكم مسئولية خسارة فريقه أمام الرفاع

حمل مدرب فريق القادسية الكويتي محمد إبراهيم الحكم القطري عبدالله البلوشي مسئولية خسارة فريقه أمام الرفاع أمس عندما قام بتحويل كفة المباراة لصالح الفريق الرفاعي، إذ احتسب ركلة جزاء قدساوية والمساعد حينها اتجه لخط المرمى مؤيداً القرار لكنه عاد وتراجع بعد ذلك، مشيراً إلى أن هذا الأمر خلق نوعاً من العصبية لدى اللاعبين ودكة البدلاء كذلك كون الخطأ كان فادحاً للغاية، وطاقم التحكيم عموماً لم يكن في مستوى المباراة وهذه ليست إساءة للحكام لكن أكرر أنهم لم يكونوا في مستوى اللقاء وأهميته.

وأضاف إبراهيم إن فريقه قدم أداءً جيداً وبالذات في البداية وكان أفضل من الرفاع وأقرب للفوز وأضاع أكثر من فرصة لكن الخطأ التحكيمي ساهم في تحويل المباراة. ولكن الأمور لم تحسم وتبقت جولة أخرى في الكويت لابد أن نقول فيها كلمتنا إذا ما أردنا الصعود للمباراة النهائية.

جماهير بحرينية وكويتية تعطي رونقاً رائعاً للمباراة

شهدت المباراة حضورا جماهيريا كبيرا من عشاق الفريقين، إذ جلست جماهير الرفاع على يمين المنصة الرئيسية وجماهير القادسية التي حضرت بأعداد كبيرة على يسار المنصة، ولم تقتصر جماهير الرفاع على أبناء الحنينية، إذ تواجدت روابط مختلفة من المملكة أبرزها المحرق والأهلي والاتفاق لمساندة الرفاع في مهمته الآسيوية.

ويعتبر الحضور الجماهيري الرفاعي هو الأكبر خلال مشاركة الرفاع في البطولة الآسيوية، إذ تضاعفت الأعداد كثيراً يوم أمس وبانت اللوحة الوطنية الرائعة على تلاحم الجماهير لمساندة ممثل الكرة البحرينية.

الجماهير البحرينية آزرت بكل قوة الرفاع ووقفت معه منذ انطلاق المباراة قبل انتهائها وكانت بصمات رابطة المحرق بارزة في المباراة ولم تكن فرحتها عادية عندما سجل الرفاع هدفين في المباراة وخصوصاً الهدف الثاني الذي هللت معه الجماهير الرفاعية ونوعت أهازيجها المتكررة والرائعة التي أعطت رونقا رائعا للمباراة.