العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ

الانسيابية في انتقال السلطة السعودية

سيد ضياء الموسوي comments [at] alwasatnews.com

الانتقال التراتبي السلس للسلطة إلى جلالة الملك عبدالله في المملكة العربية السعودية يعكس مدى ثبات وقوة وتماسك المملكة، ويبدد بعض الإشاعات المغرضة التي كانت تروج في بعض الصحف الغربية وبعض المنشورات الغربية المحسوبة على القوى واللوبيات المتطرفة والصهيونية أن المملكة آخذة في الضعف. ولاشك في أن الترويج لمثل هذه المقولات الهدف منه إضعاف الدور البارز للمملكة في التماسك العربي والخليجي في منظوماته.

إن هذا الانتقال بدد تلك المقولات والنظريات التي كانت ترفع وتلاشت تلك الإشاعات.

إن بقاء المملكة على قوتها وصلابتها يصب في نهاية المطاف لصالح العالم العربي، وهو ضرورة لحفظ تماسك العرب تجاه قضاياهم، لذلك تعتبر المملكة نقطة الارتكاز القومي والعربي ولها دور كبير في الحفاظ على القضية الفلسطينية، لذلك هي تستهدف من قبل الإعلام الغربي. وخليجيا، تعتبر صمام الأمان وهي العمود الفقري للخليج ضد أي مطمع إقليمي أو عالمي يأتي من خارج الحدود أيا يكن شكله أو صورته.

ولنا مثال في الدور البارز الذي لعبته في تحرير الكويت إذ وقفت وقفة جريئة وتاريخية للدفاع عن الكويت الشقيقة وعن العائلة الحاكمة والشعب، ولعبت الدور الأبرز في ردع الاحتلال، وموقفها في الكويت كان بمثابة رسالة واضحة لأي مطمع خارجي في المنطقة يستهدف أية دولة خليجية، ولاشك في أن للملك الراحل دورا بارزا في ذلك. ففي عهده وقف ضد الاحتلال العراقي، وفي عهده تم التصالح اللبناني وتوقيف حمام الدم عبر التوافق الوطني من كل الأطياف على اتفاق الطائف.

وإذا أردنا أن نقرأ لبنان اقتصاديا، سنقرأه من خلال خامة لبنانية نمت تحت تأثيرات الاقتصاد السعودي... تلك الخامة هي رئيس الوزراء اللبناني السابق الشهيد رفيق الحريري، وإذا أردنا أن نعرف الدور الذي قام به الملك الراحل في البحرين فهو ذلك العطاء المادي عبر حقل أبوسعفة، فله دور في تدفق النفط للبحرين دعما للاقتصاد الوطني البحريني.

إذا، عودا على بدء، نقول: إن الانتقال السلس للسلطة لم يأت من فراغ، وإنما يعكس مدى التماسك القوي في السلطة ويعكس حال التوافق والتلاحم بين أبناء العائلة المالكة، ويقدم رسالة واضحة لأي متربص بالمملكة في الغرب أو في أي مكان بأن المملكة بخير وفي متانة وثبات، وأن الظروف العاتية لا تزيدها إلا ثباتا وقوة، ونلحظ ذلك أيضا في التلاحم الموجود بين الشعب السعودي والسلطة الذي خرج بعفويته متأثرا لرحيل الملك، وظهر ذلك واضحا على شاشات القنوات الفضائية.

إن المنظومة الخليجية ستبقى متينة بالعلاقات المتميزة مع بعضها بعضا، وان بقاءها كتلة واحدة تحت أهداف مشتركة يبعد عنها شرور أي مطمع أو عداء خارجي أو أي استهداف، لذلك يجب الحفاظ على متانة هذه العلاقة.

إن أمن الخليج العسكري والسياسي والثقافي أمن واحد لا يتجزأ، يجب أن نعمل على ترسيخه ومتانته لحفظ أوطاننا، ويجب أن نعلم أبناءنا على ذلك، ويجب أن نقف مع بعضنا بعضا في السراء والضراء.

إن الملك عبدالله سيكون ربان السفينة الآن نحو الإصلاح، لتبقى المملكة دائما في الرياد

إقرأ أيضا لـ "سيد ضياء الموسوي"

العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً