العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ

"الاتحاد الشبابي"... المولود المكبل بقانون الجمعيات

لاشك في أن أكثر الفئات تضررا من قانون الجمعيات الذي صدق عليه حديثا فئة الشباب، إذ يمنع البند الثاني من المادة الخامسة منه من هم دون الواحد والعشرين عاما من الانضمام إلى الجمعيات السياسية. ويشكل هذا منحنى خطيرا يجب الوقوف عنده والاحتجاج عليه ومعارضته بشدة، وذلك لما سيجر علينا من أخطار ترجع بالمجتمع إلى الوراء بعد أن سجل بضع خطوات أمامية.

حرمان الشباب الذين تقع أعمارهم بين الثامنة عشرة والحادية والعشرين من مزاولة النشاط السياسي يعد نوعا من التقييد الواضح للحريات الفردية أولا، ثم إهدارا لطاقة حيوية تحتاج إلى قليل من التوجيه والرعاية ليمكنها أن تعطي الكثير لو أنها استثمرت في هذا المجال كغيره من مجالات الحياة والتي يكون العنصر المحرك فيها هو العنصر الشبابي. هذه الطاقة يمكن أن تفقد حيويتها وتنكمش تدريجيا إذا ما عوملت بهذه الطريقة التراجعية من تجاهل وتهميش لقوى شبابية إبداعية مستعدة للمشاركة والعمل في المجال السياسي. إلى جانب أن إغلاق الأبواب في وجه كل من أراد نفع مجتمعه من هؤلاء الشباب في فترة تعتبر فترة اندماج وانخراط في المجتمع، يعني تأخرنا عن باقي المجتمعات التي تسجل تقدما مستمرا لاستثمارها للطاقات الشبابية الموجودة لديها أكبر استثمار وحفزها على المشاركة الفعالة باستمرار.

هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن عزل الشباب عن الواقع السياسي يعني دفع الجمعيات السياسية للشيخوخة وضعف الروح الإبداعية لديها، إذ يمثل الشباب القطاع الأكثر نشاطا وحيوية فيها وكل هذا سيؤدي بدوره إلى خلق مجتمع خامل سياسيا، لا يعي حقوقه السياسية على النحو الأفضل وغير قادر على المطالبة بها بشكل أكمل لا محليا ولا دوليا. إن هذه الخسارة وإن كان الشعب يتحمل الجزء الأكبر منها إلا أن الحكومة ستتحمل جزءا كبيرا منها أيضا لما لها من آثار سلبية تنعكس على البلد بشتى الأشكال المباشرة وغير المباشرة.

وانطلاقا من هذه الرؤى وغيرها تحركت الكثير من الهيئات والتجمعات الشبابية لإطلاق عريضة شبابية هي الأولى من نوعها في تاريخ البحرين تعارض هذا التقييد للعمل الشبابي. مررت هذه العريضة على الشباب والشابات المشاركين في المسيرة الصامتة التي نظمتها ثماني جمعيات سياسية احتجاجا على قانون الجمعيات مساء يوم الجمعة 29 يوليو/ تموز 2005م، وترفع لجلالة الملك بعد الانتهاء من توقيعها.

هذا التحرك الشبابي الموحد والذي مازال في بداياته هل ينتج عنه اتحاد شبابي مستقل وحر يدافع عن الشباب في الداخل والخارج ويصون حقوقه المشروعة؟ هذا ما تأمله الكثير من الجماهير الشبابية البحرينية.

بتول الستري

عضو بمركز البحرين الشبابي

العدد 1063 - الأربعاء 03 أغسطس 2005م الموافق 27 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً