العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ

الناس: التجربة سلبية... وإجماع على الإحجام عن الانتخابات المقبلة

المجالس البلدية مرة أخرى

ماذا حققت المجالس البلدية إلى الناس؟ وما نسبة الوعود التي وفى بها الممثل البلدي؟ وما تقييم التجربة البلدية في حلتها الأولى؟ أسئلة كثيرة بحاجة إلى إجابات تشبع فضول الناس الذين وقفوا في طوابير لترجيح كفة العضو الفلاني على المرشح الفلاني. .. "الوسط" وكعادتها في كل جمعة تطرح موضوعا مثيرا للجدل، وحان الوقت لنسلط الضوء في استطلاعنا على المجالس البلدية.

"الوسط" انتقلت إلى المحافظة الوسطى في البداية وإلى مدينة عيسى تحديدا... يوسف أحمد المحرقي، يبدأ الحديث بقوله: "المجالس البلدية لم تفعل أي شيء لنا، ولا أحد يسأل عن المنطقة". وعن خدمات المنطقة يشير إلى أن "المنطقة تمتلك حديقة يرثى لحالها". وبالنسبة إلى الترشيح إلى الانتخابات المقبلة يبين المحرقي أن معظم الأهالي لا يفكرون في المشاركة في الانتخابات المقبلة.


علاقتنا بالمجالس البلدية سلبية

عيسى صالح خميس مدرس تربية رياضية، يقول: "الوضع الخدماتي للمجالس البلدية وضع سلبي للغاية، وكانت طموحاتنا أكبر، وتوقعنا أن يرتفع مستوى الخدمات كوجود حدائق متنفس للأطفال وهذه الخدمة غير موجودة، فأولادنا محكورون بين الجدران ولا يوجد ملجأ لممارسة أي نشاط".

ويواصل "ما يزيد الطين بلة هو وجود سكن العزاب وسط الأحياء السكنية، وهذه البيوت اللصيقة لبيوتنا تحوي ما يقارب 50 أجنبيا أعزبا يعملون في الخدمات، ولا ننسى عادات العزاب الخاصة التي لا تتماشى مع عاداتنا، روائح الأكل، علب صفائح المرطبات التي يجمعونها". وعن العلاقة مع ممثل الدائرة، بين خميس أن العلاقة سلبية للغاية، ويوضح أن جميع الأهالي نادمون على المشاركة في الانتخابات وفي ترشيح ممثل الدائرة أساسا لأنه لم يقدم الشيء الجديد.

ويقول: "المشكلة هي المجلس عموما وليس في العضو وحده، فالمجلس هو كتلة واحد، والإشكال هو عدم وجود متابعة للمشكلات".

ضياء محمد شويطر، تقول: "نحن نعاني كثيرا في المنطقة، رفعنا الشكوى عن حديقتنا التي تحولت إلى مقبرة، اتصلنا بالبلدية وبالجهات المختصة ولا حياة لمن تنادي، كما رفعنا شكوى عن العزاب الموجودين في المجمع، وكذلك عن الشباب الذين يتجمعون بصفة يومية في الحديقة ويتعاطون المخدرات بالإبر علنا وفي وضح النهار، كيف يمكن أن نترك أطفالنا في الخارج، إن أغفلنا العزاب فهناك عصابات المخدرات، وكل ذلك يحدث أمام أعين الناظرين، والممثل البلدي لم يفعل أي شيء لنا".


سكن العزاب... الطامة الكبرى

تتنهد وتعود "والطامة الكبرى بالنسبة الينا هي سكن العزاب، وخصوصا الحال الصحية التي يعاني منها السكن وما يسببه هذا السكن من أضرار للبيوت المحيطة به، تخيل أنه وقبل أيام قليلة أخرج العزاب فراشا تخرج منه الديدان، نعاني من الحكة، من الحشرات، من الجراثيم".

واختتمت شويطر حديثها موجهة رسالة إلى المجلس البلدي قائلة: "أنقذونا من وضعنا، لقد رفعنا صوتنا وراسلناكم ولكن من دون جدوى".

أم يوسف تخرج من بيتها وتدركنا قبل أن نغادر المنطقة "يا ولدي شوف ثياب العزاب على الجدران، القمل والفئران غزتنا، من متى ونحن نعيش مع الفئران، العزاب معروفون بالأوساخ، نحن متأثرون كثيرا، صحيح أن شيئا لم يحدث إلى الآن ولكن من يضمن عدم حدوث أي شيء في المستقبل".

يعود خميس وينقلنا معه إلى قصة أخرى "هذه السيارة كانت تستخدم كمركز مراقبة، إذ يقوم العزاب بإدخال الخادمات إلى المنزل".

تركنا المحافظة الوسطى بهمومها، وتوجهنا إلى المحافظتين الشمالية والعاصمة، السيدشرف السيدعباس يتكلم عن دور المجالس البلدية، إذ يشير إلى أنها لم تحقق ما كان مرجوا منها على الإطلاق، فلو نظرنا إلى تجارب المجالس البلدية في الدول الأخرى للمسنا الفرق، لقد عول الناس كثيرا على هذه المجالس إلا أن المجالس ولدت شبه مقيدة، وليس بإمكان الأعضاء فعل الشيء الكثير حتى من ترشح فيها يشتكون، بل ان بعضهم لن يترشح مرة أخرى.

ويتحدث السيدعباس عن أوجه القصور في التجربة البلدية "المسألة تعود إلى التضارب بين السلطة التنفيذية والمجالس البلدية، فالمجالس لا تستطيع أن تنفذ البرنامج والمشروعات التي وضعوها نصب أعينهم، والسلطة التنفيذية لا تبدي ذلك التعاون والتجاوب".

وعن التعاطي مع التجربة البلدية في حلتها الجديدة المقبلة يقول: "كما هو حال معظم الناس، فهم لم يلمسوا أي مساع للتغير، وفي حال انعدام الجدية في التغيير ومنح المزيد من الصلاحيات سواء في المجالس البلدية أو حتى مجلس البرلمان فإن التعاطي سيقل كثيرا وستثبت لنا الأيام ذلك".

وعن علاقة الأهالي بممثل الدائرة، يبين السيدعباس أن العلاقة شبه معدومة، وأكبر دليل هو انعدام الخدمات في المنطقة لتصبح منطقة نظيفة منظمة، وهناك مثال آخر وهو شارع 14 الذي يصل بين جدحفص وبقية المناطق والذي استغرق إنشاؤه ما يقارب سنتين وإلى الآن لم ينته.


أين الملموس على أرض الواقع؟

علي عبدالعزيز مرهون، يقول: "المجلس البلدي لم يحقق أي شيء ملموس على الأرض، كانت هناك وعود في البداية بالنسبة إلى الشوارع والمجاري وتخطيط المنطقة والكهرباء وغيرها، ولم يتحقق إلى الآن أي شيء، ومثال حي على ذلك قرية مقابة، إذ بدأت وزارة الأشغال بتنفيذ مشروع المجاري منذ فترة طويلة، وتركت الشوارع على حالها ردحا طويلا من الزمن، وحين استفسرنا عن السبب أخبرنا بأن القرية وضعت ضمن أجندة القرى النموذجية في المحافظة، وبعد مجموعة من اللقاءات والاعتصامات قامت الوزارة بترقيع الشوارع".

ما سبب الانكماش في العمل البلدي؟ هل الخلل موجود في الأعضاء الممثلين للناس؟ أم أن الخلل في الناس أنفسهم لقصر معرفتهم بالعمل البلدي؟ أم بسبب قانون البلديات المقيد؟ أم ماذا؟ وعلى أية حال، فقد انقضت أيام عجاف من العمل البلدي الذي لم يرتق لطموح الناس ولا حتى طموح البلديين أنفسهم، فماذا ستحقق لنا المجالس البلدية في التجربة الجديدة المقبلة؟

العدد 1064 - الخميس 04 أغسطس 2005م الموافق 28 جمادى الآخرة 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً