العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ

حماة الطوائف...!

محمد العثمان Mohd.Alothman [at] alwasatnews.com

من يا ترى يحاول إيقاظ الفتنة النائمة، من يريد أن يجرنا نحن البحرينيين إلى انشغالات واشتغالات في النزاعات الطائفية، وفي مصلحة من يجر الشعب البحريني الذي عرف عنه التعايش السلمي بين أفراد مجتمعه إلى مثل تلك المستنقعات؟ من المستفيد من جراء هذا التشظي و"الانشطارات العمودية" في بنى المجتمع المحلي. .. ودائما يقال: ابحث عن المستفيد... هل بحثنا عمن يحصد زراعة الفتن وإشغال واشتغال الناس بها بدلا من تثبيت ركائز الحكم الصالح ومجتمع العدالة الاجتماعية وإعادة توزيع الثروة؟!

المحير في هذا الزمن الرديء أن يكون الكذاب وآكل السحت من أقوات الفقراء ومن أموال الناس بالباطل، واللص والانتهازي والمنافق، هو من يطرح نفسه مدافعا عن الطائفة... اللص والانتهازي هل يؤتمنان على طائفة بكاملها والتحدث عن شئونها... عجبي! على الأقل من يريد أن يزرع بذور الفتنة ويؤججها عليه أن يبحث عن إنسان مريض بجرثومة الطائفية، وليس أن يختار أحد اللصوص أو الجواسيس الذين افتضح أمرهم... ومثلما في القطر العراقي الشقيق هناك أحمد جلبي خرج علينا هنا كبير اللصوص صاحب قضايا الشيكات من دون رصيد وقابض الكوميشنات من أصحاب النفوذ وهو يدلي بدلوه الطائفي... وأصبح لدينا هنا "جلبي آخر"... وهذا الضحل فكريا والحرامي آكل أموال الناس بالباطل يصور نفسه، مستغفلا البعض في ذلك، وكأنه يذود عن حمى الطائفة، وواهما نفسه لحد الهيام بأنه المتصدي للتيار الطائفي الآخر عند الطائفة الأخرى... كلكم طائفيون ولا يوجد طائفي طاهر! فأقل القليل أن الطائفي لا يحب الخير لأبناء الطوائف الأخرى، ولا ينصف الآخرين، ومطعون في عدالته ونزاهته لأنه يزن الناس بموازين لا إنسانية ولم يأمر بها الدين ولا المذهب!

أحمد الجلبي يعمل من أجل إعادة ترتيب أو ترميم "البيت الشيعي"... كان هذا أحد عناوين الأخبار إبان الاجتماعات التي كان يعقدها "جلبي" مع المراجع والساسة العراقيين في فترة سابقة... وجلبي معروف بانتهازيته ومراوغته السياسية وهو ربيب البيت الأبيض وهو من روج لأكذوبة أسلحة الدمار الشامل ودعا الأسياد إلى وليمة دسمة اسمها "العراق"... والرجل ذاته عليه قضايا ذمة مالية كبيرة تقدر بالملايين... ما ذكرني بالجلبي، مع أنه أصبح من الغابرين، هو أخونا في الطرف الآخر وفي القطر الآخر "هنا في البحرين" أخونا هذا هو أيضا عليه قضايا ذمة مالية وشيكات بلا رصيد وقضايا فساد، إذ شوهد وفي حضنه امرأة يمارس معها الجنس في مقر وظيفته الرسمية... هو ذاته يحمل لواء الدفاع الشعبي عن الطائفة اليوم... ألم أقل لك عزيزي القارئ إن هذا الزمن رديء!؟ إذا كان هؤلاء وأولئك هم من يذودون عن حمى الطائفتين الكريمتين فعلى الطوائف السلام! إن الدفاع عن الأديان والمذاهب والطوائف هو من عمل الكهنة والأحبار والحاخامات في الديانات الأخرى، وفي الإسلام هو من صميم شأن العلماء ومشايخ الدين... ولكي يستطيع المرء أن يقنع الآخرين بأنه مدافع عن الطائفة الفلانية أو الطائفة العلانية عليه الوفاء بديون الخلائق التي تثقل كاهله وتجعل وجهه كالح السواد في دنيانا الفانية والآخرة الباقية، وعليه أيضا أن يغسل قلبه من الران والأدران الطائفية، ومن الحقد والكره، وبغض الآخرين من أجل دينهم أو مذهبهم أو لونهم أو أصولهم وأعراقهم... فإن من يمارس بث الحقد والكراهية بين أبناء الوطن الواحد ينبغي على العقلاء ألا يصغوا إليه، بل عليهم مجابهته بالحقائق ونبذ أفكاره "الفتونية" الدنيئة... وعلى العقلاء أن يكونوا أكثر صراحة في مواجهة أمواج الطائفية العاتية التي ستعصف بالسفينة وتغرقها بسنتها وشيعتها وحينها لا ينفع الندم... هذا بلاغ للناس... اللهم فاشهد

إقرأ أيضا لـ "محمد العثمان"

العدد 1070 - الأربعاء 10 أغسطس 2005م الموافق 05 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً