العدد 1077 - الأربعاء 17 أغسطس 2005م الموافق 12 رجب 1426هـ

صدمة الحضارة

حيدر محمد haidar.mohammed [at] alwasatnews.com

كل الدعاة الى الانفتاح والحوار الأممي في العالمين العربي والإسلامي ووجهوا بالخيبة الشديدة التي قد لا يفكرون بعدها في الدعوة الى لغة الحوار القائم على مبدأ الندية والاشتراك.

مفكرون كثيرون ربما كان آخرهم الرئيس الإيراني المنتهية ولايته سيدمحمد خاتمي، صاحب نظرية حوار الحضارات، كان مآلهم الى الإخفاق حتى لو كان نابعا من حسن نية، وهذا الإخفاق كان متوقعا، بل كل النجاح الذي حققه هؤلاء في مقاطع زمنية وجغرافية معينة هو المفاجئ.

وفي المقابل فإن الداعين الى الانحباس والتقوقع في بوتقة الهوية زاد حماسهم وقوة عزيمتهم أكثر من ذي قبل، لأن العالم اليوم بنظمه السيو/جغرافية بدأ في العودة الى ترجيح الذات ورفض الآخر بعد هزات شهدتها كثير من الدول المتقدمة والمتأخرة أيضا.

ولكن لماذا فشلت دعوات الانفتاح لصالح الانكماش، ولماذا عادت مفاهيم الانتماء والهوية لتفرض ذاتها بعد غياب أو تغييب لعشرين عاما أو يزيد؟ حل هذا اللغز ليس صعبا، فالعولمة التي تتشدق بمبادئ الاشتراك الإنساني في صنع الحضارة عادت الى أدراجها، وعودتها تلك كشفت عن فشلها الذريع في خلق عالم متوازن الإرادات خصوصا بعد نموذج "الشرق أوسطية" الفاشلة، فشعوب هذه المنطقة ومثلهم كثيرون من أمم الأرض لم تعد تعول على سحر العولمة بعدما كشرت الأخيرة عن أنيابها. وبعد الانهزام يجب ألا تأخذنا العزة من الشماتة بالعولمة، فنحن أيضا - كعرب ومسلمين - لم نستطع أن نخلق نموذجا حضاريا ولا حتى إقليميا يقدم رؤية جديدة مغايرة لما روجته العولمة عنا من تخلف شامل، فمتى سنعيد وعينا من صدمة الحضارة ؟

إقرأ أيضا لـ "حيدر محمد"

العدد 1077 - الأربعاء 17 أغسطس 2005م الموافق 12 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً