العدد 1082 - الإثنين 22 أغسطس 2005م الموافق 17 رجب 1426هـ

ندوة لندن

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحوار الذي يدور في الفترة الحالية بشأن "ندوة لندن" مناسبة لتوضيح عدة أمور وإزالة الالتباسات. الندوة أساسا انطلقت كفكرة عرضتها المعارضة البحرينية في لندن على اللورد إيريك أيفبري في منتصف التسعينات من القرن الماضي بهدف التعريف بقضايا البحرين، واتخذ 25 أغسطس/ آب كمناسبة لذلك، لأنه اليوم الذي انحل فيه المجلس الوطني في العام .1975

الندوة ليست لها علاقة بالبرلمان البريطاني، سوى أنها تعقد في إحدى غرف البرلمان. ولأن البرلمان يتكون من مجلسي العموم واللوردات، فإنه يحق لأي عضو من المجلسين أن يتصل بالمسئول عن غرف الاجتماعات ويطلب حجز احدها. والمسئول عن حجز الغرف لا يسأل عضو البرلمان لماذا يود حجز هذه الغرفة أو تلك، لأن من حق أي عضو برلماني أن يعقد اجتماعا مع من يشاء في أية غرفة أو في واحد من مطاعم أو مقاهي البرلمان في ويستمنستر "جنوب لندن".

البرلمان البريطاني ناقش قضية البحرين بصورة مباشرة ومهمة مرتين، مرة في العام 1995 في مجلس اللوردات "وقد كان اللورد أيفبري هو الذي فتح النقاش حينها"، ومرة في العام 1997 في مجلس العموم. أما بقية الأسئلة والأجوبة فكانت تقدم بصورة مكتوبة ويحصل السائل "ويجب أن يكون عضوا في البرلمان" على جواب مكتوب. النقاش في مجلس العموم هو الأهم لأن السلطة العليا في بريطانيا ترجع إلى أعضاء هذا المجلس. ولذلك، فإن النقاشات تحت قبة مجلس العموم تتطلب أن يدرج الموضوع أساسا على الأجندة. ولأهمية إلزامية ما يدور من نقاشات في مجلس العموم، فإنه ليس من السهل إدراج أي موضوع، لأن ذلك يحتاج إلى جهود كبيرة جدا. ولقد وصلت المعارضة البحرينية إلى هذا المستوى في العام 1997 مباشرة بعد تسلم حزب العمال الحكم في بريطانيا.

عندما تسلم حزب العمال الحكم في ذلك العام، أعلن وزير الخارجية روبن كوك "الذي توفي في الشهر الجاري" أن بريطانيا ستلتزم بجانب أخلاقي في سياستها الخارجية، وأنها ستجعل الديمقراطية وحقوق الإنسان عنصرين أساسيين في نهجها الجديد. وقبيل انتصار العمال بعدة أسابيع كان أحد قادة الحزب - دريك فاتشيت - قد أعلن نية حزبه الضغط على بعض الدول الصديقة بشأن الديمقراطية، وذكر البحرين بالاسم، ضمن دول أخرى.

وعليه، مباشرة بعد انتصار العمال، تم تعيين فاتشيت وزيرا للدولة مسئولا عن الشرق الأوسط "يتبع وزير الخارجية روبن كوك". استفاد عضو مجلس العموم جورج غالواي من هذا الطرح وطلب فتح النقاش في مجلس العموم بشأن البحرين. وفعلا، وافقت الحكومة، وحضر فاتشيت ممثلا عن الخارجية البريطانية ليجيب على أسئلة غالواي في يونيو/ حزيران .1997 وأثناء هذا النقاش وعد فاتشيت بأن يضمن موضوع البحرين خطة عمله في الشرق الأوسط، وهذا كان يعتبر أول "وربما آخر" تصريح علني "شديد اللهجة" يصدر من الحكومة البريطانية تجاه الوضع في البحرين، ذلك لأن الحكومة البريطانية تفضل الدبلوماسية الهادئة، والمناقشات غير العلنية مع الدول الأصدقاء.

فاتشيت توفي في العام ،1999 ومع وفاته انتهت السياسة البريطانية "المفاجئة" بشأن إضافة البعد الأخلاقي في السياسة الخارجية، وعادت بريطانيا إلى "الدبلوماسية الهادئة" مع أصدقائها.

وعليه، فإن انعقاد ندوة في داخل أو خارج بريطانيا يجب أن يوضع في إطاره الصحيح لكيلا نخرج الموضوعات عن سياقها. اللورد أيفبري بدأ يهتم بالشأن البحريني منذ العام ،1993 وهو يعقد ندوات ويصدر تصريحات عن بلدان كثيرة يهتم بها. وهو أيضا لن يتنازل عن نشاطه لأن هذا التصريح أو ذاك قد يزعج هذه الدولة أو تلك، لأنه يعتبر محور عمله إزعاج الحكومة البريطانية وأية حكومة أخرى يعتقد بأنها تخطئ بشأن الديمقراطية أو حقوق الإنسان

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1082 - الإثنين 22 أغسطس 2005م الموافق 17 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً