العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ

دفعة: 2002/ 2003م

مجموعة من خريجات التربية الإسلامية

أين الرقابة الصارمة على مقاهي الإنترنت؟! 

27 أغسطس 2005

أصبح الإنترنت واستخدامه في بلادنا العربية وتأثيره على الأسرة العربية بعموما أمرا لا مفر منه... ذ إن الأزواج والأبناء ومن ضمنهم الطلاب والجيل الجديد خصوصا لا يمكنهم الاستغناء عنه أبدا.

ومن خلال تجربتي المتواضعة جدا مع الإنترنت ومن خلال احتكاكي بطبيعة عملي بشريحة لا بأس بها من الناس الذين يستخدمون الكمبيوتر والإنترنت... لاحظت أن اتساع استخدام الناس لهذه الشبكة العالمية أمرا لا يمكن وصفه وتشبيهه إلا بحالةمرضية فعلا... ويبدو أن استخدام شبكة الإنترنت في البلاد العربية من قبل الشباب اقتصر فعلا على "التشات" وغرف الدردشة وشاع بشكل واسع استخدام الماسنجر على اختلاف مصادره ليتغلب بذلك على الاستخدامات الأخرى للشبكة... حتى باتت كلمة إنترنت مختصرة جدا بكلمة "تشات"... أو "ماسنجر"... والتي توفرها مقاهي الإنترنت المنتشرة في البلد من دون رقابة مستمرة "لا من أصحاب تلك المحلات ولا من المسئولين أو أولياء الأمور".

ويبدو أيضا أن أكثر مستخدمي الإنترنت باتوا يقضون أوقاتا طويلة جدا على الإنترنت... ليس بهدف الإفادة من هذه الشبكة بقدر ما حولوها إلى وسيلة للتسلية وإقامة صداقات عبر الإنترنت... ومنهم من قد "شرب المقلب بمرارة" وأقام علاقات عاطفية أدت أو أنها ستؤدي الى خراب الأسرة بشكل من الأشكال... وهنا تكمن الخطورة!... خطورة انتقال انهيار الاسرة من الغرب الى مجتمعاتنا العربية... كما أن أية مشكلة تحدث بين زوجين مثلا تكون سريعة الانتقال عبر الإنترنت لتتحول إلى مصيدة إما للزوج أو للزوجة بواسطة متخصصين من مستخدمي الشبكة الذين ينسجون شباكهم على مشكلات الآخرين ويستغلونها فرصة ذهبية لهم ليستطيعوا أن يقيموا علاقة عاطفية "أو حتى جنسية" عبر نوافذ الماسنجر وتوابعه من صوت وكاميرا... الخ، ما سيؤدي بالضرورة إلى مشكلات جمة في البيت الزوجي الذي سينعكس حتما على تربية الأطفال في هذا البيت... الأمر الذي قد يؤدي الى كوارث لا أحد يدري مدى النتيجة التي قد تؤول إليها... فإن بدأت بالشجار اليومي... ومرت بإهمال الأطفال وتربية الأطفال... فستنتهي الى مصيبة كبرى، وهي التشريد بكل ظروفه لهم... والانفصال بين الزوجين... وهنا تكمن المشكلة التي لم يستطع أحد الى اليوم انتزاع فتيلها.

وفي ثنايا غرف التحادث الفوري، إذ يقوم الناس بالتعرف على أصدقاء جدد، ويمضون أوقاتا طويلة في الثرثرة مع هؤلاء الأصدقاء في مشكلاتهم الشخصية أو الأمور العامة، أو في كثير من الاحيان يكون الحوار عن الجنس فتنشأ علاقات حب قد لا تكون بريئة عبر الشبكة وفي بعض الأحيان يتقابل الطرفان على أرض الواقع وقد تتطور العلاقة إلى ا ما لا يحمد عقباه.

فلماذا لا نستخدم الشبكة لأمور ثقافية... علمية... اجتماعية... اقتصادية... أو حتى للتسلية المعقولة؟... إذ يبدو أن الشبكة قد استنفذت طاقاتنا وعقلنا الذي لم يستطع أن يتخطى حدود "التشات" المخيف في بعض فصوله!

ويتبين لنا أن عدد مستخدمي الإنترنت يتزايد يوما بعد يوم، وخصوصا بعد دخوله الكثير من البيوت والانتشار الكبير للمقاهي المخصصة له في مملكتنا الحبيبة، إذ أصبح كثير من رواد تلك المقاهي يسرف في استخدام الشبكة الى درجة تؤثر على حياته الشخصية... وقد أدى تطور الأمور بهذا الشكل الى طرح مشكلة يسميها البعض "إدمان الإنترنت".

مصطفى معتوق القصاب

العدد 1087 - السبت 27 أغسطس 2005م الموافق 22 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً