العدد 1089 - الإثنين 29 أغسطس 2005م الموافق 24 رجب 1426هـ

البحرين هي بيتنا

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

لم يكن معروفا لدينا مصدر الإشاعة بأن هناك مجموعة تسعى إلى تأسيس كيان من أجل "لملمة البيت الشيعي" في البحرين. فعندما وصلت إلى "الوسط" هذه "الإشاعة" قبل يومين، جرى الاتصال برموز النشاط السياسي - الاجتماعي ممن يحتسبون على الانتماء للتيار الشيعي، ولكنهم نفوا علمهم بأي شيء من هذا القبيل. وفي الوقت ذاته حذروا من الانخراط نحو الإشاعات التي يراد منها بث صورة خاطئة عن أهل البحرين.

البحرين هي البيت الوحيد لكل البحرينيين، بمختلف مذاهبهم واتجاهاتهم، ومن لا يجد أن البحرين بيته فعليه أن يراجع هويته وانتماءه. فالبحرينيون كانوا، ومازالوا، يدا بيد مع شركائهم في الوطن، من أجل حفظ البحرين كبيت واحد للجميع. وهذا كان واضحا في كل الفترات الحاسمة، سواء كان ذلك في العام ،1970 قبيل الاستقلال، أو عند التصويت على الميثاق في العام .2001

إن إطلاق إشاعة توحي بأن هناك بيتا شيعيا يحتاج إلى "لملمة"، يعني أيضا أن هناك بيتا سنيا يحتاج إلى الأمر ذاته. وهذه الإشاعة يشم منها هدف غير وطني وغير سليم، ومن أشاعها ربما كان يود إيصال رسائل تخدم أغراضه الخاصة.

قانون الجمعيات، سواء منه القديم أم الجديد، يرفض أية فكرة لتأسيس جمعية اجتماعية - سياسية على أساس مذهبي. نعم، يمكن أن يتم تأسيس جمعية للتوعية أو التربية الإسلامية، ويمكن لهذه الجمعية أو تلك أن تتبع المذهب الذي تؤمن به. ولكن، عندما تتحرك الجمعية في الشأن العام، فإنه يجب على المتصدين لذلك أن يكون إطارهم الوطن فقط، وأن تحتوي على أعضاء بصفتهم مواطنين أولا.

الجماعات التي تود أن تتحزب على أسس طائفية تنقسم لاحقا لتتحزب على أسس إثنية، والعكس صحيح. فالشيعة والسنة ينتمون إلى عدة اثنيات، وبالتالي فإن مثل هذه الانتماءات لا تصح، لأن تكون منطلقا لعمل وطني. هذا لا يعني إلغاء الانتماءات الاثنية أو المذهبية، وإنما يعني أنها تأتي في المراتب الثانوية بعد الانتماء للوطن.

إن إعلان البراءة من هذه الإشاعة هو انتصار للبحرين، وهو اندحار لكل من يسعى إلى تأسيس كيانات ومشروعات على أساس التحزب الطائفي أو الاحتشاد من أجل سيادة طائفة على أخرى، أو فئة من هذا النوع على فئة من نوع آخر.

هناك من يحاول اللجوء إلى الطائفة، أو إلى الشعور بسمو هذه الفئة، سواء كان من الناحية العددية أو النفوذ، وهناك من يحاول أن يقتات على أسس مشابهة، ولكن البحرين تبقى أكبر منهم جميعا، وأهلها أكثر سموا من نزعاتهم التفريقية.

البعض يطرح أن الانفتاح السياسي يفسح المجال لظهور مثل هذه النزعات، ولكن الحقيقة هي أن القمع السياسي هو الذي ولدها، وعندما يحدث انفراج فإن أول ما يظهر إلى السطح هو ما كان سببا أو هدفا للقمع. فبفضل الانفتاح السياسي يمكننا أن ندافع عن هوية البحرين الإنسانية والإسلامية والعربية، ويمكننا أن نفتخر بانتمائنا لبلدنا، ويمكننا أن نواجه مختلف أنواع الدعوات الطائفية والفئوية التي تنتمي للاتجاهات الشوفينية البعيدة كل البعد عن ثقافتنا

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1089 - الإثنين 29 أغسطس 2005م الموافق 24 رجب 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً