العدد 1096 - الإثنين 05 سبتمبر 2005م الموافق 01 شعبان 1426هـ

رحيل سلطان الأخلاق... سلمان بن دعيج

سلمان بن صقر آل خليفة comments [at] alwasatnews.com

في هذه الدنيا الفانية يوجد البعض من البشر الذين إن هم رحلوا. .. لم ولن يرحلوا أبدا... تجدهم معك في كل لحظة وحولك في كل مكان... إن جلست تحس بهم جالسين معك وإن مشيت تسمع خطواتهم تمشي معك... هؤلاء هم البشر الذين إن هم توفوا... لم ولن يتوفوا أبدا... تخلدهم أعمالهم الجليلة وأخلاقهم العالية... فإن هم رحلوا أو توفوا إلى رحمة الله تبقى ذكراهم الطيبة وأعمالهم الجليلة في القلوب لعقود طويلة... والمغفور له بإذن الله تعالى الشيخ سلمان بن دعيج آل خليفة رحمه الله وأدخله فسيح جناته إن هو رحل عن هذه الدنيا الفانية وانتقل... فإنه بحول الله سبحانه عز وجل منتقل إلى جنة الخلد إن شاء الله وأعماله الخيرة ستبقى وسيتذكر الناس ولفترة طويلة جدا هذا الشيخ الجليل صاحب الخلق الرفيع والمقام العالي الكريم المتواضع لأبعد الحدود... صاحب الشخصية القوية جدا وسلطان الأخلاق بلا منازع... لقد صادقته رحمه الله ولمدة خمس وعشرين سنة كاملة ولم أر منه إلا كل الخير وكل التواضع... إن كان في البحرين أو في الخارج هو دائما ما يسير حياته على جدول منظم في المواعيد... ونحن نجتمع معه يوميا "ما عدا يوم الجمعة" في قهوة صغيرة في شارع المعارض ولمدة ساعة وعشرين دقيقة بالضبط "من الساعة 50:11 وحتى الساعة 10:13"... كان رحمه الله يجلس على الطاولة والكرسي نفسهما يوميا يأتي في موعده ويغادر في موعده... ويأتيه في هذه القهوة المتواضعة عدد كبير من الزوار... كبار القوم من الشيوخ وموظفي الدولة وصغاره يزورون أبو بدر رحمه الله بلا تفرقة ولا تمييز... يجلسون مع بعض ويستمتعون بحضوره القوي في نقاشه للمواضيع التي تطرح... يوميا في هذا المقهى الصغير تجد أربع طاولات مرصوصة مع بعض وحولها عدد كبير من الكراسي ومكتوب عليها كلمة محجوز... هي للشيخ سلمان بن دعيج رحمه الله... يأتي في وقته المحدد ويسلم على الجميع ويسأل عن الجميع ويدفع فاتورة الجميع حتى الذين لا يعرفهم ويكونون جالسين على طاولات أخرى لا يمكن إلا أن يدفع عنهم ولا يمكن إلا وأن يسلموا عليه وهم مغادرين... يحب الناس جميعا فزرع حبهم له في قلوبهم... فريد من نوعه ولا يوجد له مثيل في قوة الشخصية وكرم الأخلاق والطيبة والتواضع...أبو بدر رحمه الله كان سلطان زمانه في الأخلاق والتواضع بلا منازع إذا جلس جلست الناس معه وإذا وقف وقفت أعداد كبيرة له... ويعرفه حق المعرفة أهالي وسكان الحد وقلالي ويعرفون سيارته جيدا لأن برنامجه اليومي والذي لا يمكن أن يتغير هو المرور عصرا في ساعة محددة على الساحل الممتد من الحوض الجاف وحتى شمال البسيتين جيئة وذهابا حتى يتمكن من رؤية الطائرات الآتية إلى مطار البحرين الدولي والمغادرة منه فلقد كان المرحوم من هواة الطائرات... يعرف أنواعها جميعا وصناعاتها وسرعاتها ولديه الكثير من المجلات العالمية التي تعنى بشئون الطيران وأنواع الطائرات قديمها وجديدها... وكان رحمه الله يعرف جميع شركات الطيران ونوعية طائراتها وحتى الشركات الكبيرة التي لديها أسطول كبير ومنوع هو يعرف أي نوع من الطائرات التي تغادر في ذلك اليوم ومن أي مكان، لذلك فهو يختار مواعيد رحلاته بكل عناية... وجميع سفراته سواء من البحرين أو من إية مدينة في العالم يختار السفر على طائرات معينة تستخدمها شركات معينة ولا يركب الطائرات الصغيرة أو التي لا تعجبه نوعيتها... كان يقول لي دائما بأن الأجل محتوم ولكنه لا يتمنى أن يوافيه الأجل في الغربة أو في حادث طائرة... لكن وما تدري نفس بأي أرض تموت فلقد وافاه الأجل في الولايات المتحدة الأميركية... رحم الله أبوبدر وسلطان الأخلاق والتواضع الشيخ سلمان بن دعيج بن حمد آل خليفة وأسكنه فسيح جناته إنه سميع مجيب... وألهم الله أهله وذويه وأصدقاءه وجميع محبيه من الفقراء والمساكين الذين شملتهم أياديه البيضاء الصبر والسلوان

إقرأ أيضا لـ "سلمان بن صقر آل خليفة"

العدد 1096 - الإثنين 05 سبتمبر 2005م الموافق 01 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً