العدد 1106 - الخميس 15 سبتمبر 2005م الموافق 11 شعبان 1426هـ

المحرق... عاصمة البحرين القديمة

عروس الجزر وموطن العلماء والتجار

هي عروس البحرين، وكيف لا تكون كذلك وقد ضمت بين جنباتها أزهى وأحلى المناظر، فهذا البحر يحيط بها من مختلف الجهات مشكلة مع أرضها الخلابة لوحة في غاية الروعة. مدينة المحرق التي اشتهرت بمعالمها التاريخية الشاهدة على حقبة عريقة، فهنا نجد بيت الشيخ عيسى بن علي، وهناك بيت سيادي ومسجد سيادي وهذا البيت يعد من أشهر بيوت اللؤلؤ في المملكة وهو لايزال أثرا شامخا وقائما. وعلى أرض المحرق، يتجلى للزائر بيت بن خاطر وهو أحد أهم البيوت التراثية، وكان بجواره مسجد بوخاطر، ولكنه أزيل وأعيد بناؤه بالطريقة نفسها وبالهيبة نفسها التي عرف بها، وكيف لا يبنى وقد شهد هذا المسجد حادثة تاريخية سطرتها كتب التاريخ وتحدث عنها الأجيال جيلا بعد جيل، فمؤسس المملكة العربية السعودية كانت له زيارة سرية للمملكة كما تروي كتب التاريخ، ونام عندما وطأت قدماه المملكة في مدينة المحرق وفي مسجد بوخاطر تحديدا، وحين علم به حاكم البحرين استقبله وآواه في بيته.

لمحة تاريخية

تقع مدينة المحرق شرقي المنامة، وكانت تسمى "رفين" وهي مدينة قديمة، وكانت تعتبر عاصمة للبحرين بين العامين 1810 لغاية مايو/ أيار من العام 1923م وهي في تكوينها شبيهة بحدوة الحصان ومساحتها الإجمالية نحو سبعة أميال مربعة، أما سطحها فهو على مستوى سطح البحر أو تحته بقليل وشواطئ المحرق رملية يحيط بها شريط عريض من الصخور المرجانية وكلها تبدو ظاهرة للعيان في حالة الجزر. وقد بلغ عدد سكان المحرق عند نهاية القرن التاسع عشر الميلادي نحو ثلاثين ألف نسمة. وبحسب إحصائية العام 1991م فقد بلغ عدد سكانها 44684 نسمة. وتشير الدلائل التاريخية إلى أن آل خليفة فتحوا البحرين في العام ،1783 على يد الشيخ أحمد الفاتح، وفي العام 1796م توفي الشيخ أحمد، وانتقل بعدها آل خليفة من الزبارة إلى البحرين، فسكن الشيخ سلمان بن أحمد الرفاع والشيخ عبدالله بن أحمد المحرق، ومن هنا فقد اتخذت البحرين مركزا سياسيا لحكمهم، وبناء على ثنائية الحكم، أصبحت المدينتان مقرين للحكم والسلطة السياسية. وبالتالي فإنه يمكننا اعتبار العام 1796م هو بداية تأسيس المحرق كمدينة ومركز للسلطة السياسية على يد الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة. وبعد استتباب الأمن والاستقرار عاد آل خليفة ثانية إلى المحرق من الزبارة، وهذا يعتبر إعلانا تاريخيا لتأسيس مدينة المحرق في شكل عمراني متكامل وسكنها الشيخ عبدالله بن أحمد وبنى بها قلعة في جنوب المحرق سميت بقلعة بوماهر. ومنذ ذلك الحين أخذت مدينة المحرق تكتسب أهميتها الحضرية على الخريطة العمرانية لجزر البحرين، وسرعان ما أصبحت هي عاصمة الجزر ومركزها السياسي والعمراني. فقد أخذت المحرق تكتسب أهمية سياسية أكبر، وجذبت الكثير من القبائل لاستيطانها، ما ساعد ذلك على ازدهارها، وصارت مصدر جذب لاستيطان القبائل العربية وتجار اللؤلؤ ويعود ذلك إلى أهميتها الاقتصادية، فهي أصبحت مركزا مهما وهدفا بحريا لتجارة البلاد الشرقية القريبة.

سوق القيصرية... شاهد التراث الحي

عندما تجتاز الجزيرة عبر جسريها القديم والحديث، يسوقك الإلهام والشوق إلى المرور على مشهد تاريخي وحضاري حي. سوق القيصرية والمناطق المحيطة بها، وسوق التجار والسوق المقابل له، وسوق اللوزية وسوق الخارو، وسوق محيش وسوق الطيارة التي أزيلت أخيرا. وفي خطوة من الخطوات المهمة، اقترح المجلس البلدي لبلدية المحرق إعادة تأهيل سوق القيصرية. ويتحدث عضو المجلس البلدي صلاح الجودر عن هذه الخطوة، فيقول: "تم اقتراح عمل واجهات إلى السوق ولكن هذه الواجهات ستؤثر على السوق، ووقعنا في عدة إشكالات وتم اقتراح مجموعة من الحلول من ضمنها استملاك السوق وإن كانت هذه العملية مكلفة، وهناك اقتراح آخر وهو ترك المجال للتجار ليقوموا بالبناء، أو أن تتفق البلدية مع صاحب العقار على البناء على أن يتم استرداد المبلغ لاحقا بصيغة معينة". ويواصل الجودر حديثه عن أهم مشروعات المجلس في المحرق، مشيرا إلى مشروع ساحل الغوص إذ بدأ العمل في المشروع ومن المفترض الانتهاء منه مع نهاية العام الجاري، والمشروع يشتمل على مساحات خضراء ومضمار مشي وجسر يوصل الأهالي إلى هذا المضمار.

بيوت مهجورة وأخرى آيلة إلى السقوط

ويعرج الجودر على أهم مشكلات المحرق، قائلا: "أبرز المشكلات في المناطق القديمة هي عدم وجود مواقف للسيارات، وهذا يرجع إلى سوء التخطيط إذ نرى التداخل الواضح في المباني بل غياب التنسيق، ولحل هذه المشكلة لابد من توسعة الشوارع وإزالة بعض المباني عبر الاستملاك أو غير ذلك". ويستطرد: "ولعل أهم المشكلات هي البيوت المهجورة والبيوت الآيلة إلى السقوط، إذ تحولت هذه البيوت إلى أوكار للمخدرات ومخادع للدعارة... وعلى رغم اتساع الرقعة فإن المدينة لاتزال بحاجة إلى عدة مرافق من أهمها مستشفى، ويبدو أن مستشفى الملك حمد سيحل هذا الإشكال عندما يفتتح". ويقول: "المنطقة بحاجة إلى مسلخ خاص بالقصابين، ولعل مشكلة المسلخ هي المشكلة التي طال نقاشها في المجلس لن تحل في هذا المجلس، إذ تنقص المجلس الشجاعة في حسم المشكلة على رغم وجود الكثير من الخيارات والحلول التي طرحت على طاولات النقاش أمام المجلس، فقد مرت أربع سنوات عجاف بالنسبة إلى الموضوع وكان القصابون يأملون بحل لمشكلتهم وتوفير مقصب ومسلخ وزرائب، ونفى أن تكون إدارة التخطيط الطبيعي خصصت أربع أراض وكان على المجلس اختيار إحدى هذه الأراضي ولكن المجلس عقد المشكلة أكثر وأكثر". وينتقل الجودر إلى الحديث عن المشكلة الإسكانية، قائلا: "طلبات الإسكان في محافظة المحرق تصل إلى سبعة آلاف و300 طلب موزعة على 4541 طلب وحدة سكنية، و749 شقة، و1066 قرض شراء و935 قرض بناء و514 قسيمة أرض، ولعل هذا يستدعي عملا كبيرا في توفير مساحات ومخططات تستوعب كل هذه الطلبات". ويبقى أمل أهالي المحرق في إيجاد حل لمشكلة مواقف السيارات، ولاسيما في المناطق القديمة. ويبقى الأمل يحدو بهم لكي يقوم المجلس البلدي في منطقة بدور فاعل في حل المشكلات المطروحة على طاولة النقاش وخصوصا مشكلة القصابين المعلقة

العدد 1106 - الخميس 15 سبتمبر 2005م الموافق 11 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً