العدد 1107 - الجمعة 16 سبتمبر 2005م الموافق 12 شعبان 1426هـ

حوارات "الوفاق"

منصور الجمري editor [at] alwasatnews.com

رئيس التحرير

الحوارات الداخلية في صفوف جمعية الوفاق نتج عنها ردود فعل، عدد منها كان متوقعا، والانظار تتوجه حاليا نحو الاجتماع التشاوري لأعضاء الجمعية خلال الايام المقبلة، ويتوقع ان يطرح مجلس الادارة وجهة نظر محددة، وعلى اساس ذلك سيصوت اعضاء "الوفاق" على خيارهم بشأن التسجيل "أو عدم التسجيل" بحسب قانون الجمعيات السياسية. وفي يوم أمس، كانت هناك خطبة الجمعة للشيخ عيسى أحمد قاسم، أوضح فيها رأيه في هذا المجال، وفي مساء أمس تحدث نائب رئيس جمعية الوفاق حسن المشيمع وأعلن استقالته، مؤكدا على عدم الاثارة. وليس هناك من سيزايد على اخلاص مشيمع لمبادئه، والامل كان يحدو الكثيرين بأن يستمر في العمل داخل صفوف الوفاق. ولكن رأيه له احترام، مدعوما بتاريخه النضالي. الوفاق أصبحت أمام خيارين، إما أن تستمر في الطريق الذي تسير عليه حاليا، وهذا يعني انها ستبقى خارج العملية السياسية، وربما تتم محاصرتها من كل جانب. فبالاضافة الى غيابها عن الساحة البرلمانية، فإن هناك توجها من كثير من الجهات الوطنية أو الدولية الى عدم التعامل مع أية مؤسسة ليست ضمن الإطار العام للعملية السياسية المطروحة على الساحة. وهذا سيعني ان الوفاق ستكون محصورة في عدد من المساجد والمآتم، ولها زاوية من زوايا الوطن، ولكنها قد تكون زاوية نائية عن التأثير في مجريات الأمور بشكل يوازي حجم التيار الذي تمثله الجمعية. الوفاق تعرف نفسها رسميا بأنها "جمعية إسلامية سياسية بزغت من نضالات شعب البحرين، تأسست بمملكة البحرين سنة 2001م، تهتم بالشأن العام وتسعى نحو بناء وطن عصري وفق رؤية إسلامية". وتتحدث عن رؤيتها المتجهة "نحو بناء وطن عصري تتوافر فيه المشاركة الشعبية في صنع القرار، ويحقق مبادئ الحرية والعدالة والمساواة في ضوء الرؤى الإسلامية". وجزء من اهدافها الاستراتيجية يتمحور حول "السعي إلى تحقيق السلم الأهلي والوحدة الوطنية وترسيخ مبادئ الحوار الحضاري... والمساهمة في ترسيخ بنية مؤسسات المجتمع الأهلي". ان مثل هذا الطرح يحتاج الى التعامل مع الظروف الموضوعية لكي لا تبقى الوفاق تتحدث في النظرية فقط، وكأن ما يدور في البحرين من نشاط سياسي على مختلف الاصعدة لا يعنيها. ان امام الوفاق مسئولية كبيرة لتحقيق بعض من طموحات جمهورها الذي ضحى كثيرا، ولكنه أصبح الآن خارج الاستحقاقات وخارج دائرة النفوذ، هذه الدائرة التي دخلتها كل الاطراف واستفادت منها، بينما بقي من ضحى كثيرا في فترة أمن الدولة خارجها من دون ان يكون هناك بديل حقيقي يتوافق مع تعريف الجمعية واستراتيجيتها المشار إليها اعلاه. البحرين مقبلة على مرحلة من النشاط المتصاعد من كل جانب، بما في ذلك انعقاد "منتدى المستقبل" في نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، وهذه الانشطة ستشارك فيها مؤسسات المجتمع المدني، وهناك اجتماعات تحضيرية ستسبق انعقاد المنتدى، وستتطرق الحوارات الى موضوعات عدة، مثل: محاربة الفساد وتعزيز الشفافية، وحقوق الإنسان، وسيادة القانون. هذه الانشطة وغيرها هي من صلب اهتمامات الوفاق، والجمعية لن تستطيع المشاركة الفعالة الا اذا حسمت أمرها ودخلت العملية السياسية وقبلت بحلوها ومرها. وهذا بحد ذاته سيؤهلها لإصلاح ما تسعى الى اصلاحه بصورة افضل.

إقرأ أيضا لـ "منصور الجمري"

العدد 1107 - الجمعة 16 سبتمبر 2005م الموافق 12 شعبان 1426هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً