عهد جديد ينتظر أبناء نادي الحالة حاملا لهم الآمال والطموحات الكبيرة بتخطي الحواجز المعترضة والوصول بسلام. عهد جديد مملوء بالتفاؤل الكبير من جميع رجالات النادي المخلصة، وخصوصا تلك التي غطى رأسها الشيب، إذ هم الأساس في تأسيس هذا الصرح الشامخ التي جسد تلاحمها فيما بينها في ليلة العرس الكبير لانتخابات هي الأولى من نوعها في تاريخ هذا النادي العتيد منذ 20 عاما مضت. نعم، إنها الجمعة العمومية الأولى التي حضرها هذا العدد الكبير بالنسبة إلى هذا النادي، إذ لم تتعود الجمعيات العمومية السابقة على مثل هذا الحضور الساخن، والشاهد على ذلك عمومية ،2003 إذ لم يحضرها سوى 16 عضوا ممن لهم الحق في الإدلاء بأصواتهم، وبعد جهد جهيد، إضافة إلى المرشحين الذين لم يكتمل النصاب بهم، ولكن نتيجة بعض الظروف القاهرة التي يمر بها هذا النادي فرضت على أبنائه حتمية الحضور والوقوف جنبا إلى جنب لانتشاله من هذا الوحل المؤثر على هيبته وإنتاجيته، جاءت الجمعية العمومية هذه المرة ساخنة وبدت سخونتها قبل بدئها بساعتين تقريبا ووضح هذا الأمر من خلال الحضور الكثيف في ممرات النادي، وفعلا كان الحماس متأججا من البعض والانفعالات ممتزجة بالغضب من عدة أمور كادت أن تنفجر وتتحول إلى ما لا يحمد عقباه لولا تدخل المؤسسة العامة للشباب والرياضة عندما عمد أحد أعضاء الجمعية العمومية في طرح سؤال على أحد أعضاء مجلس الإدارة السابق عن تصريح نشره على لسانه في إحدى الصحف المحلية وتجاوبت بعض الأصوات معه في الصالة في طرحه، ووصل هذا السؤال إلى حد الاتهام، ولكن كما قلنا تدخل المؤسسة العامة عندما قام اختصاصي شئون الأندية هود المناعي يدعمه قرار من المستشار القانوني رامي أبوسليم والباحث القانوني في المؤسسة أيضا بشار أودغان برفض طرح مثل هذه الأسئلة الخارجة عن جدول الأعمال، إذ يحق للجمعية العمومية طرح الاقتراحات قبل أسبوعين من الانتخابات ثم طلب التصويت على إضافة بند ما يستجد من أعمال بعد الانتهاء من جدول الأعمال المقرر، ولكن الغالبية العظمى من الجمعية العمومية رفضت إضافة هذا البند إلى جدول الأعمال فحصلت بعض الاعتراضات، ولكن في الأخير أذعن الجميع لما هو مفروض سابقا. نعم، هذا التدخل القانوني من قبل المؤسسة حفظ الجمعية العمومية من انفجار كبير قد يحصل إلى ما لا يحمد عقباه، وحفظ الهدوء عندما رجعت الرجالات المنفعلة والحريصة على مصلحة النادي إلى هدوئها ومتابعة سير عملية الانتخابات إلى آخر لحظة من وقتها من دون أن تحد أي أمور خارجة عن النطاق المعمول به.

نتائج الانتخابات

لأول مرة في تاريخ النادي ومنذ زمن بعيد يتقدم إلى المنافسة على منصب الرئاسة عضوان كانا في الإدارة السابقة وهما الرئيس عبدالحميد الكوهجي ونائبه عبدالحسين فرج، إضافة إلى 20 عضوا انسحب منهم ثلاث هم: خالد الشوملي وعيسى الذوادي وداوود حسن، فأصبح العدد 17 عضوا مرشحين لعضوية إدارة النادي. بدأت الجمعية العمومية اجتماعها عند الساعة 8,10 مساء بتأخير يزيد عن الساعة بعشر دقائق عن الموعد المحدد من قبل إدارة نادي الحالة، وعند الساعة العاشرة ليلا انتهى التصويت في صندوق الاقتراع لانتخاب إدارة جديدة، وعند الساعة 10,05 ليلا تم فتح الصندوق لتتم عملية عد الأوراق التي فيها والتأكد من صلاحيتها، وعند الساعة 10,35 بدأت عملية فرز الأصوات التي انتهت عند الساعة ،11,25 ليتم بعدها رصد النتائج عند الساعة 11,55 قبل منتصف الليل. كما قلنا، تنافس على منصب الرئاسة كل من الرئيس السابق ونائبه، واستطاع الرئيس أن يجدد ولايته لعامين آخرين بعد أن حصد "59 صوتا" مقابل "41 صوتا" لنائبه. أما الأعضاء العشرة في مجلس الإدارة الذين فازوا بمقاعدهم للعامين المقبلين فهم: أحمد يوسف المحميد "97 صوتا"، شوقي الجلاهمة "61 صوتا"، سامي الجلاهمة "98 صوتا"، ناجح عبيد "54 صوتا"، عبدالعزيز قمبر "55 صوتا"، جاسم رشدان "97 صوتا"، عبدالله بوهزاع "51 صوتا"، أحمد الكوهجي "55 صوتا" وعبدالله التميمي "60 صوتا"، أما المقعد العاشر فتعادل فيه ثلاثة أعضاء بـ "49 صوتا"، وهم: جمال الحسن وحسن هلال وحسين إسماعيل، ففتحت عملية القرعة فرجحت كفة جمال الحسن وبقي الآخران عضوين احتياط.

استبعاد 8 استمارات

هناك 126 عضوا تم تسديد اشتراكاتهم قبل موعد الانتخابات، والذين يحق لهم الإدلاء بأصواتهم في الانتخابات، ولكن الذين حضروا عددهم 108 أعضاء، أي بنسبة 88 في المئة تقريبا، وغاب عن الانتخابات 18 عضوا فقط. واستبعدت 8 أوراق من الاستمارات لمخالفتها قانون الانتخابات، فبقيت 100 ورقة من الاستمارات.

اليماني: دعمنا متواصل للإدارة

قبل بدء مناقشة التقريرين الأدبي والمالي تحدث مدير شئون الأندية سعيد اليماني مرحبا بالحضور شاكرا إياهم نيابة عن المؤسسة العامة، مثمنا دور مجلس الإدارة السابق في تحمله الأعباء في العامين الماضيين، وتمنى إلى الإدارة الجديدة الموفقية، واعدا إياها بدعمها بغض النظر عن النتائج. بعدها ألقى عضو الجمعية العمومية وأحد المؤسسين للنادي محمد عبدالغفار كلمة قصيرة قال فيها إن مساحة النادي الرياضية تواجه التحديات، وخصوصا الموسم الجديد إثر هبوط الفريق الأول لكرة القدم إلى الدرجة الأولى.

فرج: العجز 50 ألف دينار

ثم تحدث نائب الرئيس في الإدارة السابقة عبدالحسين فرج الذي ناشد الأعضاء بالتكاتف لرفض الفئة القليلة التي تكون خطرا على النادي، ثم تحدث عن ظروف النادي في أمر الموازنة وفي كيفية الحصول على مصاريف تزيد على 100 ألف دينار واعتبرها من جهود الإدارة السابقة وأعده إنجازا، وبرر هبوط الفريق إلى الدرجة الأولى بسبب الوضع المالي الخانق وعبر هذه الضغوط تم بيع النجوم، وقال إن العجز الآن يزيد على 50 ألف دينار ولابد من إيجاد مصادر دخل أخرى لتقليص هذا المبلغ.

اللجنة النسائية

تم مناقشة جدول الأعمال من قبل الجمعية العمومية، إذ استفسر العضو المرشح أحمد الكوهجي عن اللجنة النسائية المذكورة في صفحة 3 من التقرير الإداري وعن سبب إدراجها في جدول الأعمال وهي موجودة قبل مجلس الإدارة في سبتمبر ،2003 ثم أراد معرفة عدد اللجنة النسائية. فقامت رئيسة اللجنة حصة بودهيش، المرأة الوحيدة التي حضرت هذه الانتخابات، بالرد على هذا التساؤل بقولها إن اللجنة تأسست العام ،2001 ولم يكن هناك اتحاد للنساء مشهورا، فالإخوان في الإدارة طلبوا مني إعداد تقرير من العام 2003 حتى 2004 ولم يطلبوا من ،2005 أما عن عدد العضوات في اللجنة فقد كان من قبل 20 عضوة، أما الآن فعددهن 12 عضوة بسبب العامل المادي. وأضاف الرئيس الكوهجي على كلام بودهيش أننا لا نستطيع إسقاط 8 أشهر من عمر النادي. ثم قام عضو آخر وطرح سؤاله عن عدم إدراج أسماء المستقبلين في مجلس الإدارة ضمن التقرير الأدبي واعتبرها عثرة في التقرير، إذ لابد من احتواء السلبيات، فأجاب الرئيس عليه بأن كلامه صحيح 100 في المئة، وطلب محمد زمان من الإدارة أن تكون السنة المالية متزامنة مع الانتخابات ورفع توصية إلى الإدارة الجديدة بإثبات ذلك فتم الموافقة على كلامه.

482 اسما من دون معلومات

وقام آخر من أعضاء الجمعية العمومية وقال: لماذا لا يرسل التقريران الأدبي والمالي إلى الأعضاء لدراستها قبل موعد الانتخابات بأسبوعين تقريبا؟ فرد الرئيس عليه قائلا: "ليست لدى الإدارة بيانات معينة عن الأعضاء، فالعدد 482 اسما موجودا في الملفات وليست لها أرقام الهواتف ولا العناوين، وهذا أوجد صعوبة في إرسال هذه التقارير".

مشروع تدريب الإنترنت

بعد ذلك قدم أحد الأعضاء مقترحا على الإدارة ورفع توصياتها إلى الإدارة الجديدة بفتح مكان في النادي للإنترنت للاتصال بالأعضاء خلال النشاطات وهو في المنزل، فأجاب الرئيس "لدينا مشروع لفتح مدرسة إنترنت في النادي تدرس أبناء "الفريج" واللاعبين وتدريبهم على طريقة استخدام الإنترنت".

8 آلاف دينار دين للنادي من الرئيس

وسأل قام أحد الأعضاء الإدارة عن مبلغ شراء اللاعب راشد الشروقي بـ 8 آلاف دينار، فمن أين أتى هذا المبلغ ودفعه إلى اللاعب و25 ألف دينار لدعيج ناصر أين ذهبت؟ فأجاب الرئيس قائلا: "25 ألف دينار إثر العقد المبرم مع الوكرة القطري مع دعيج ناصر دخلت في موازنة النادي، ومن الممكن أن تتأكد من التقرير المالي، أما 8 آلاف دينار لشراء الشروقي فدفعتها من عندي باعتبارها دين على النادي، وأنا لا أستطيع أن أطالب النادي بها وهو لا يستطيع دفعها".

السؤال عن 12 ألف دينار للمحترفين

وقام آخر من أعضاء العمومية بطرح سؤاله على الإدارة السابقة عن وضع كرة السلة والقدم والصرف غير الطبيعي من المبالغ مع محترفين متواضعين وصرف نحو 12 ألف دينار وبيع يوسف زويد الأكفأ بمبلغ بخس ومتواضع، فأجاب الرئيس: "للأسف الشديد أن النادي يتحمل هذه الأمور ولم يكن هناك توفيق، وبعد ذلك قدمت الإدارة السابقة استقالتها وبدء الانتخابات الجديدة".

استياء بعض أعضاء العمومية

كان الاستياء واضحا على وجوه بعض الأعضاء في الجمعية العمومية من عدم جدية الإدارة السابقة في إجاباتها لمجموعة من الأسئلة، وخصوصا مبلغ 12 ألف دينار التي تم بها شراء لاعبين محترفين والذي لم يتم الإجابة عليه وهم بحسب قولهم ينتظرون إلى هذا اليوم الإجابة الشافية.

فرج يبارك إلى الكوهجي

عند ظهور نتائج الانتخابات وفوز عبدالحميد الكوهجي بالرئاسة توجه إلى نائبه السابق ومنافسه على المنصب عبدالحسين فرج وسلم عليه، بينما قام فرج بتقديم التهاني له وكان لتقبل النتائج نجاح في عملية الانتخابات وحضارية الأعضاء.

الكوهجي: الموازنة الجديدة والاستثمار سينقذان النادي

بعد ذلك تحدث رئيس النادي المجددة ولايته عبدالحميد الكوهجي ضمن كلمة مجلس الإدارة قائلا: "أنا سعيد ومسرور بمشاهدة هذا العدد الكبير في الجمعية العمومية الذي وصل إلى أكثر من 100 عضو، وهذا ما لم يحدث في الجمعية العمومية ا