العدد 2754 - الأحد 21 مارس 2010م الموافق 05 ربيع الثاني 1431هـ

التكريم في عيد العلم تكليف وليس تشريفا

سليم مصطفى بودبوس slim.boudabous [at] alwasatnews.com

-

حظي عدد كبير من منتسبي وزارة التربية والتعليم وخريجي البكالوريوس بعناية خاصة من لدن صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء من خلال رعايته الكريمة والموصولة لعيد العلم الحادي والأربعين الذي نظمته وزارة التربية والتعليم يوم الثلثاء الموافق 16 مارس/ آذار 2010، بصالة وزارة التربية والتعليم بمدينة عيسى.
وقد بلغ عدد المكرمين 439 مكرما ومكرمة يتوزعون على النحو الآتي: الخدمة الطويلة: 210 بين مكرم ومكرمة، والبكالوريوس: 229 مكرما ومكرمة.
غير أن وقفة ثابتة ونظرة فاحصة إزاء هذا الحدث التربوي العظيم تفرض نفسها قبل أي موضوع آخر.
إن مثل هذه المناسبات تؤكد منزلة العلم والمتعلمين والمعلمين في مملكة البحرين وهي حين تقرّ بهذه المنزلة الجليلة إنما تجعل نفسها في مصافّ الدول المتقدمة التي ترى في الثروة البشريّة مستقبل البلاد الحقيقيّ ولا يشكّ أحد أنّ التعليم وجودة التعليم وجودة المخرجات وجودة أداء القائمين على المؤسسات التعليمية... كل ذلك كان عنه مسئولا لضمان مستقبل مشرق للتعليم في المملكة.
ومن هنا يتأكّد أن التكريم تكليف وليس تشريفا حيث تكثر التصريحات من هنا وهناك بأن هذه الشهادة أو تلك الجائزة شرف عظيم لي أو كقول بعضهم: يحصل لي الشرف أن أكرّم اليوم... إلخ.
إن ذلك تحصيل حاصل فشرف عظيم أن تنال شهادة إضافيّة عن شهادة تخرّجك وأن تحظى بلقاء كبار المسئولين في المملكة، لكن الشرف إحساس جميل وذكرى عزيزة في حين أن المعنى العميق من وراء التكريم هو الذي يجب أن تستحضره دائما أيها المكرّم في يوم العلم مهما كان موقعك، متخرجا أو منتسبا إلى الوزارة أو غيره...
إن التكريم يحمل صاحبه أمانة ورسالة وطنية وحضارية نبيلة، إنّها رسالة الحفاظ على هذا المستوى الجيد للتعليم في البلاد، ليس هذا فحسب وإنما التكريم دعوة للتطوير فالمتخرج مثلا حين يكرّم إنما يأخذ شحنة نفسية ودفعا معنويا كبيرا ليواصل في سبيل تحقيق نتائج أكبر ولِمَ لا الحصول على شهادات علمية أعلى؟
كما أن التكريم يوجب على منتسبي الوزارة السير على خطى جيل من العاملين على امتداد سنوات متقلبين بين مختلف المسمّيات الوظيفية مضحين بأجمل فترات العمر من أجل التعليم في البحرين.
إنّ التكريم طموح مشروع لكل منتسبي الوزارة ولكل متخرج، لكن الوقوف عند تلك الخطوة دليل على قصر النظر لأن التكريم تكليف بكل معاني الكلمة، إنك إذ تتسلّم الشهادة يوم عيد العلم إنما تتسلم أمانة ستحاسبك الأجيال على مدى استحقاقك لها، حيث إنّ الاستحقاق في جزء كبير منه هو نتيجة تفانيك خلال العمل أو التعلّم ولكن هو بدرجة أهمّ ماذا فعلت بعد التكريم لتأكيد استحقاقك لهذا.
نعم بإمكانك أن تذهب بعيدا أن تحقق طموح أجيال وأجيال كما بإمكانك أن تبقى هناك حيث وصلت يوم حصلت على الشهادة ونلت شرف التكريم.
لكن انظر أيّكما يعلو شأنه في عيون الآخرين؟
إن الحكمة الشهيرة «ليست الصعوبة في الوصول إلى القمّة ولكن في الحفاظ عليها»هي شاهد القول اليوم. فكيف تحافظ على وصولك لمثل هذه المكانة من التقدير والاحترام في عيون كبار المسئولين، في عيون الناس من حولك بل فيما بينك وبين نفسك، أبالاكتفاء أم بالاستزادة من مراتب العلم؟
إقرأ أيضا لـ "سليم مصطفى بودبوس"

العدد 2754 - الأحد 21 مارس 2010م الموافق 05 ربيع الثاني 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً