العدد 2424 - السبت 25 أبريل 2009م الموافق 29 ربيع الثاني 1430هـ

«مناطقنا السكنية» ورؤى 2030

ريم خليفة Reem.khalifa [at] alwasatnews.com

يتحدث المخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني ما يُعرف برؤى ( 2030), عن كيف نخلق» نموذجية» للمناطق وكيف نوجد ثقافة «المثالية» في كيفية التخطيط لمناطقنا السكنية وغيرها؟ على اعتبار أن هذا المخطط الطويل المدى يأتي ضمن خطة طموحة وجريئة للدولة باختصار رؤية متكاملة لما يمكن أن تكون عليه البحرين في المستقبل.

هذا الكلام مقتبس من كتيب «المخطط الهيكلي الاستراتيجي الوطني» وهو كلام أكثر من رائع وخاصة في مساعي الحكومة لأن تكون البحرين جزيرة مثالية أي نسخة طبق الأصل من سنغافورة.

وهو حديث ظل ومازال يتكرر على مسامعنا منذ سنوات طوال, لكن مع طرح سلسلة من القضايا التي تمس واقع مجتمعاتنا ومناطقنا السكنية بمختلف محافظات البلاد, نجد أن الواقع المعاش يقول عكس ذلك لكون وجود واستمرار ممارسات تقصف ظهر هذه المناطق حتى تبدو «عشوائية « لا هي سكنية ولا هي تجارية ولا هم يحزنون.

ببساطة شديدة الحلول التي دفعت بأعضاء مجالس البلدية مع المختصين من وزارة شئون البلديات والزراعة وغيرهم إلى حين صدور مرسوم 2005 بشأن الاشتراطات التنظيمية للتعمير بمختلف المناطق في البحرين قد أوجد معه أزمة بدلا من حلول إذ ظهرت على السطح مشكلاتٍ جديدة لم تكن في الحسبان كوجود العمارات التي تشبه «علب سمك السردين» المنتشرة مثلا في سار وسلماباد والدراز وعراد وغيرها وصولا إلى الفيلل المتعددة الطوابق.

وقد جاء هذا كنتيجة لغياب عملية التنسيق والتنظيم الحقيقي لشكل مناطقنا التي أصبح مظهرها مزعج لا يعبّر ولا يعكس التطور والرؤى التي تسعى إليها رؤى 2030 وأهمية ذلك.

فلا يمكن أن تتحقق هذه الرؤى ومسألة التنفيذ غير موجودة مع استمرار الخلط وتحويل مجمعات سكنية إلى أخرى تجارية وتغييب هوية القرى مثلا وتحويلها إلى عشوائيات صغيرة مكدّسة بأكمام بشرية عبر إنشاء عمارات وشقق سكنية في مساحة ضيقة حتى أصبح لا فرق بين شكل القرية عن شكل المدينة.

من المفترض أن يكون هناك مخطط لكل منطقة كما هو الحال للمدينة والقرية, فما هو ممكن في المدينة قد لا يكون مناسبا للقرية, فبناء العمارات والشقق سيخلق أزمة مواقف للسيارات, لأن البناء غير متناسق وغير منظم ولو يلتفت المسئولون واضعو رؤى 2030 وأيضا وزارة « البلديات» فإن موضوع خلق أنماط حضرية في المدن والقرى التي تتحدث عنه الرؤى غير موجود حاليا, فالعمارات عالية والسيارات واقفة تسد الطرقات وتضيق حركة السير بسبب سوء التخطيط.

كيف نسعى لتحقيق « النموذجية» لمناطقنا السكنية والوضع الحالي لا يتحدث عن دراسة علمية لشكل مناطقنا بشكل عام في البحرين؟.

لذا فإننا نحث المسئولين على إعادة النظر في ذلك بصورة عاجلة قبل أن تتفاقم الأمور وتصبح فيما بعد معقدة... فهل نسمع كلاما مسئولا يبدأ في تعديل الأمور قبل فوات الأوان؟

إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"

العدد 2424 - السبت 25 أبريل 2009م الموافق 29 ربيع الثاني 1430هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً