العدد 2967 - الأربعاء 20 أكتوبر 2010م الموافق 12 ذي القعدة 1431هـ

بانتظار إطلاق أموال الفقراء

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

أخيراً نطقت وزارة التنمية الاجتماعية... وأعلنت بعد صمت أربعة أسابيع، أن سبب تجميد أموال 36 صندوقاً خيرياً، هو تأخرها في إجراء عملية التحوّل من «صندوق» إلى «جمعية»، وانها فكت تجميد 18 صندوقاً خيرياً من الصناديق التي بدأت إجراءات تحولها الرئيسية وذلك يوم أمس (الأربعاء). .. ولكن التفاصيل التي وردت في البيان ليست دقيقة.

خلال الأسابيع الأخيرة، كان عددٌ من مسئولي الصناديق الخيرية يراجعون الوزارة بالمرفأ المالي، ولم يحصلوا على توضيح لسبب تجميد الحسابات. وتعرض بعضهم إلى معاملةٍ غير لائقة، وهي قضيةٌ ينبغي للوزيرة أن تحقّق فيها جيداً، فالموظف العام لا يتصرّف في الوزارة كما يتصرّف في بيته مع أطفاله الصغار. فهؤلاء أشخاصٌ أفنوا سنواتٍ طويلةً من أعمارهم في العمل التطوعي، دون أن ينتظروا كلمة شكر.

من الخطأ استبدال نهج الشراكة والتعاون، بأسلوب المواجهة والصدامات. ومن المؤسف أن نرى وزارةً، ولأول مرةٍ في تاريخ الدولة بعد الاستقلال، تجرجر بعض مؤسسات المجتمع المدني إلى المحاكم، آخرها «الجمعية البحرينية لحقوق الإنسان»، ما يدلّ على تغييب لغة التفاهم والحوار.

قبل أشهر، شكا أحد المواطنين للوزارة وجود محتالين يجمعون أموالاً على باب أحد الجوامع، فأصدرت تعميماً بمنع وضع الحصالات في البرادات وأسواق السوبرماركت. وبدل أن تلاحق هؤلاء المحتالين وتقتادهم للقضاء، تركتهم يعبثون أمام الجوامع وأخذت تلاحق الصناديق الخيرية وتهدّدها بالمحاكمات!

الطريقة نفسها تكرّرت في الرد الذي قرأناه أمس، حيث اكتشفنا أن «تجميد حسابات 36 صندوقاً خيرياً لأنها أخرت التحوّل»! وإذا افترضنا أن إدارات الصناديق الخيرية أخطأت أو تأخّرت، فهل يجوز معاقبة عشرات الآلاف من الفقراء بإيقاف المساعدات الشهرية؟ وهل يحقّ للوزارة كلما اختلفت مع جمعية أو صندوق خيري، أن تجمّد حسابه أو تجرجره للمحكمة أو تحل مجلس إدارته المنتخب وتفرض عليه أحد موظفيها بدل الرئيس الشرعي المنتخب؟ وماذا سيبقى لنا من مؤسسات المجتمع المدني إذا استمرت هذه السياسة في مصادرة حقوق الناس؟

إن من محاسن تجربة الصناديق الخيرية، أنها لم تتورّط في أوحال السياسة، ومن الخطأ الفادح تسييسها بهذه الطريقة. فكلنا أبناء ديرةٍ واحدة، ونعرف موارد هذه الصناديق ومصارفها، ومن المهم النأي بها عن الأجندات الأجنبية والوساوس والظنون.

لقد أخطأت الوزارة بتجميد حسابات الصناديق الخيرية مرتين، مرةً بحق الفقراء، ومرةً لأنها خالفت القانون، فالتحوّل عملية اختيارية، وتأخر التحول لا يبرر تجميد الحسابات على الإطلاق. ومع أن أغلب الصناديق وافقت على التحوّل، إلا أن من لم يوافق وفضّل الاستمرار في وضعيته السابقة، فكلّ ما يمكن الوزارة القيام به هو تطبيق القانون الذي لا يمنحها حق تجميد الحسابات.

اللجنة التحضيرية رفضت من البداية خيار تصفية الصناديق، الذي اقترحته الوزارة كحلّ للتحوّل، لما يجره من تعطيلٍ بما لا تحتمله أوضاع الأسر المحتاجة. وهو توقعٌ ثبتت صحته، مع أول يومٍ أصدرت فيه الوزارة قرار التجميد.

ومع تكشف الآثار السلبية للقرار على أوضاع آلاف الأسر البحرينية، أصدرت مديرة المنظمات الأهلية بياناً مساء أمس، ومن تناقضات البيان ماورد بأنه بعد تاريخ 22/9/2010 بدأت الصناديق التقدّم بالتحوّل حيث بلغ عددها 55 من أصل 76 صندوقاً، وإذا كان عدد الصناديق التي جُمّدت حساباتها 36، فهذا اعترافٌ بتجميد عدد من الصناديق المتحوّلة أيضاً، ما يسقط حجة التحوّل الواهية.

موضوع الفقراء لا يحتمل المماطلة والتلاعب بالكلمات واللف والدوران. لقد خلقتم المشكلة وعليكم أن تبحثوا عن حلّ... أوله إلغاء هذا القرار المتعسف، وكفى الله المؤمنين القتال.

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 2967 - الأربعاء 20 أكتوبر 2010م الموافق 12 ذي القعدة 1431هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 16 | 8:05 ص

      نعم مهووسون بالتسلط

      أثبت المسؤولون في وزارة التنمية هوسهم بالتسلط على الصناديق فتقريبا 90% من بنود القانون مذيلة بعبارة بالتنسيق مع الوزارة المعنية أو أخذ موافقة الوزارة ، يعني فعلا حتى بستوي بحث اجتماعي خذ راي الوزارة بتقبل صدقات خذ راي الوزارة بتصرف إعانات خذ راي الوزارة بتجتمع بالجمعية العمومية اطلب مسؤول من الوزارة ، يعني باختصار لا تحك خشمك إلا بعلم الوزارة .. ويا ريت على هالعنطزة يساهمون في ميزانية الصناديق بدينار أحمر .. كل أموال الصناديق من الأهالي ومن المؤسسات .

    • زائر 15 | 6:53 ص

      شكراً على جهودك يا وسط

      يووووووووووووووو!!! يعني طلعت فيها وزارة الداخلية بعد؟ يعني القضية كبيرة واجد. هل يمكن احد يؤكد لنا هذه الاخبار؟ انا سمعت نفس الشيء بس مو متاكد. ارجو من الوسط التحقق من الموضوع ومتابعة ابعاده وانتم اهل للمسؤولية.ومشكورين على جهودكم الكبيرة في الاهتمام بهذه القضايا التي تهم آلاف المواطنين، بينما غيركم مشغول بشتم الوفاق ووعد والمستقلين في الديرة. وشكراً للوسط.

    • زائر 14 | 6:27 ص

      واجد مشكل

      آخر الأخبار تقول أن أعضاء مجالس اداراة الصناديق ستعرض على وزارة الداخلية لتبث في صلاحية كل عضو للعمل في الصناديق وخبر آخر كل طلب أو مصروف ونشاط يريدونك تذهب الى الوزارة لاخبارهم عنه في الحال يعني كل ما صرفت ربية تروح تركض تخبر الوزارة ، واجد مشكل هذي وزارة واجد مشكل

    • زائر 13 | 6:15 ص

      عليك سوالف يا بهلول

      عجبني تعليقك يا حجي بهلول، صدق قراقوش قراقوش. واللي ما يعرفه عليه يشرب عرنجوش. وإذا ما قدر يشتري العرنجوش فخله يشوف اللي يصير في هالوزارة من غلق حسابات وتجويع الفقراء ومنع الصدقات بهذه الصورة غير الشرعية، ويترحم على روح المرحوم قراقوش.

    • زائر 12 | 6:08 ص

      انتباه للصناديق الخيرية

      نحن ايضا اعمالنا مجمدة في الصندوق، ولم نتمكن من دفع مستحقات العاملات ولا تقديم المساعدات الشهرية ولا غيرها من المساعدات. والغريبة انهم حاولوا ان يفرضوا علينا التوقيع على نظام اساسي جديد غير النظام الذي عدله الاتحاد العام للصناديق ويهددون كل من لا يوقع بعدم فتح الحسابات. انها مصادرة لحريات الناس بطريقة ملتوية.فالرجاء من جميع الصناديق الانتباه لهذه الاساليب الملتوية. والله الموفق للجميع.

    • زائر 11 | 3:12 ص

      لا تخاف يا سيد

      لا تخاف يا سيد البرلمان القادم سوف يحل كل شي .. ففيه مرضاة الله كما يقولون ...

    • زائر 10 | 2:30 ص

      بارك الله فيك يا أبو عمار

      أكثر من شهر ونشاطنا مجمد بسبب تجميد حسابنا بصورة غير انسانية تنم عن ضيق أفق و عدم احساس بهموم الفقراء

      الأمين المالي لأحد الصنايدق الخيرية / أبو سيد حسين

    • زائر 8 | 2:04 ص

      كلها أسماء ومسميات

      التحجج بهذه الحجج الواهية تكشف لنا امورا كثيرة
      وإلا ماذا يعني الفرق في التحول الأهداف هي هي
      جوهر الصناديق وأهدافها لن تتغير والتحجج بتغير الأسماء والمسميات هي ذات طوابع سياسية وحجج لإيقاف بعض نشاطات هذه الصناديق حتى
      والوزراة بتحركها هذا ينطبق عليها المثل القائل
      لا أرحمك ولا أخلي رحمة تنزل
      أيها الفقراء ارفعو ايدكم بالدعاء عسى الله ان يستجيب لكم

    • زائر 7 | 1:25 ص

      مافي إحساس

      أصلا ما في إحساس اصلا لو تلاحظ ليس مهم وضع المواطن كان فقير كان محتاج والوزارة ليست معنية بتعديل أوضاع المواطنين

    • زائر 6 | 1:08 ص

      ننتظر المبادرة بإلغاء القرار ومعالجة آثاره السلبية

      كفاية ما حصل والباقي على الوزارة المبادرة لتصحيح خطاها الكبير، واوله كما قال قاسم حسين الغاء القرار التعسفي وتصحيح الاوضاع. فلو كنتم تعرفون ما يلاقيه الفقراء من بؤس لما فكرتم ابداً بتجميد حسابات الصناديق التي تدعمهم شهريا وتقدم لهم الموعنات العاجلة وكذلك التعليم وشراء الدواء وغيرها من الظروف الصعبة.

    • زائر 5 | 12:55 ص

      التفاهم هو الحل السليم

      الله يهديهم يا سيد ويوضعون حل للمشكلة التي اختلقوها. مسالة بسيطة كان يمكن ان يحلوها بالتفاهم مو بالمحاكم. الله يهديهم ويوفق الجميع لما فيه الخير والصلاح.

    • زائر 4 | 12:20 ص

      ابو امجد

      لاتظلمن بيوم اذا ماكنت مقتدرا فالظلم عقباه ترجع الى الندم تنام عيناك والمظلوم منتبها يدعوا عليك وعين الله لم تنم

    • زائر 3 | 12:03 ص

      وزارة محاربة الفقراء

      ربما أخطأ القائمون على الامر انها وزارة محاربة الفقر لا محاربة الفقراء افيقوا انه الفقر المدمر لو دقتموه لما فكرتم فيما قمتم به لكن الايام نداولها بين الناس ، واعلموا ان الله يهلك ملوكا ويستخلف اخرين واعلوا ما جزاء من منع الصدقة فكروا فكروا ...

    • زائر 2 | 12:01 ص

      الوضع مقزز

      والله ما عندي اي تعليق آه عليك يا ديرتي حالتك من سئ الى اسوء خربوا الديرة ما في مكان عدل والكل مو مرتاح

    • زائر 1 | 10:25 م

      بهلول

      قراقوش ... قراقوش ... قراقوش ... قراقوش ... قراقوش ...
      تعرف قراقوش ... ؟

اقرأ ايضاً